الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين(5): «حزب الله» يُرهب منتقدي المشروع الإيراني.. قضائياً!

السيد علي الأمين
من الاتهامات الكبرى والمفتريات والتي لا يمكن أن تُغتفر أو أن يُغض الطرف عنها، و يُحاول أنصار حزب الله إثارته عبر الدعاوى القضائية المرفوعة ضد العلامة المجاهد الوحدوي السيد علي الأمين، تحميل المفتي الأمين مسؤولية ما يسمونه "إثارة النعرات الطائفية وتحقير الشعائر الدينية"، و يُستشف منها وجود محاولة صريحة ومفضوحة وتهويلية للنيل من سمعته ودوره التوحيدي الريادي.

هل المفتي الأمين بموضوعيته وواقعيته هو مثير للنعرات الطائفية، عندما يحاول تحصين الوجود الشيعي في لبنان من خلال أطروحته ورؤيته السياسية التي يُريد منها – بحسب رأيه وفهمه واجتهاده – حماية له من تداعيات حرب كبرى مُدمرة مُحتملة، عجز عنها كل العرب والمسلمين وقد تنهي الواقع الشيعي اللبناني برمته، وتؤدي إلى دمار بلاد الشيعة اللبنانيين ومدنهم وقراهم وممتلكاتهم وتشريد مئات الآلآف منهم في شرق البلاد وغربها على غرار ما حصل في حرب تموز 2006 ، هل هو بذلك يثير الفتن في لبنان؟!  

إقرأ أيضاً: الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين (4): «حزب الله» يلصق بـ«آباء المقاومة» تهمة التطبيع

إسلام بلا مذاهب 

فالعلامة الامين ينتقد طريقة حزب الله ومغامراته العسكرية غير المحسوبة، على غرار ما حصل في تموز 2006 وتجنيده كل إمكانات الشيعة اللبنانيين لأجندة المشروع الإيراني، الذي يُريد حماية إيران ومشروعها النووي ومنشآتها الاقتصادية والنفطية والغازيَّة من لبنان، عبر منع عدوان إسرائيلي عليها بإشغال العدو بحروب وبمواجهات على الأرض اللبنانية العزلاء، والمناطق الشيعية الفقيرة في الجنوب والمُهددة باستخدام أسلحة دمار شامل نووية وغير نووية تملكها اسرائيل منذ عشرات السنين. 

العلامة الامين ينتقد طريقة حزب الله ومغامراته العسكرية غير المحسوبة على غرار ما حصل في تموز 2006 

فأطروحة المفتي الأمين في الاعتدال والوسطية بين الأديان لا يُنكرها إلا مُتعنِّت، كما أن نظريته في الدين الواحد التي عنونها بعنوان:  “إسلام بلا مذاهب ” هي نظرية إسلامية أصيلة وأصلية، ومستفادة من الأطروحة العقائدية المهدوية، حيث ورد في الأحاديث أنه عند قيام الدولة المهدوية يُبطل الإمام المهدي المذاهب الفقهية ويعود بالأمة إلى شريعة الإسلام الواحدة السهلة السمحاء . ولكن السؤال: هل يلائم حزب الله الذي ترتكز عقيدته على طاعة ولي الفقيه الايراني ويناسبه طرح “اسلام بلا مذاهب”؟! 

هذا المنطق يثبت بطلان دعوى أُنصار حزب الله ضد العلامة الأمين، من أنه يزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد ويضر بصيغة العيش المشترك، فالمفتي هو أكثر وأرقى وأعلم شخصية علمية دينية شيعية، تقوم في زماننا الحالي بالتواصل مع أبناء الديانات والطوائف والمذاهب على مستوى لبنان والعالم ، بحيث أصبح الممثل الرسمي للمسلمين الشيعة في مؤتمرات الأديان والطوائف والمذاهب في لبنان والعالم، كما في العالمين العربي والإسلامي، وفي بلاد الشرق والغرب، فهل بعد كل هذا الوضوح في الطرح والرؤى يبقى هناك من شك في اعتدال ووسطية المفتي الأمين، ليُمكن تمرير الادعاء الباطل عليه في هذا الجانب مما يُجافي الحقيقة بضرس قاطع ؟   

محاولات تهشيم الصورة 

وأما ما يقال من دعوى تحقير العلامة الأمين للشعائر الدينية، فهذه الدعوى إن كانت تنطلق من خلال آرائه الاجتهادية الفقهية، فالذين يثيرون هذه الدعوى يغفلون عن كون المفتي الأمين هو عالم مجتهد وله رأيه، وهم يناقضون أنفسهم بهذه الدعوى، ففي الوقت الذي يدَّعون على المفتي الأمين بحُجَّة عدم احترامه لمرجعيتهم الفقهية ولرأيها في ولاية الفقيه، في عين الوقت هم لا يحترمون اجتهاد المفتي الأمين ورأيه، في بعض الشعائر والطقوس الدينية، التي هي مورد جدل فقهي وعلمي بين فقهاء ومرجعيات الشيعة الدينيين منذ مئات السنين !  

العلامة الأمين لا يملك حزبا ولا إعلاما ولا جيشا إلكترونيا يُسوِّق لأفكاره 

وفي الوقت الذي يستنكر المُدعون على العلامة الأمين ما يسمونه بالإهانة، لم يترك هؤلاء ومحازبوهم وأتباعهم وإعلامهم، إهانة في النفس والعنوان ضد العلامة الأمين إلا وقاموا بها، فهو لا يملك حزبا ولا إعلاما ولا جيشا إلكترونيا يُسوِّق لأفكاره، في حين ان حزب الله بكل جنوده ومشايخه وقادته وكوادره وعناصره وإعلامه، وجيشه الإلكتروني وأمواله وامتداده المحلي والإقليمي والدولي، يرمي بثقله لتشويه وتسقيط وتهشيم صورة العلامة الأمين، وهو عالم من علماء الشيعة تخرَّج من دروسه مئات علماء الشيعة في الحوزة العلمية بين النجف الأشرف وقم المشرفة، ومشهد السيدة زينب بريف دمشق وبيروت المحمية وجبل عامل المبارك.  

السابق
نصرالله يُهاجم شيا ويأسف لتسريب أسماء المدعى عليهم بقضية المرفأ.. ماذا عن الحكومة؟
التالي
الخبز.. همّ جديد قديم يقض مضاجع اللبنانيين!