استثمار خبيث بدم عين الحلوة

منذ كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته الأخيرة إلى لبنان، والضغوط على حركة فتح في أن تقوم بما يطلبه بعض الرسميين اللبنانيين بفتح معركة عسكرية في مخيم عين الحلوة، الرئيس الفلسطيني طالما كان يريد من لبنان الرسمي الذهاب إلى أبعد من ذلك إلى حل جذري يقوم على تولي السلطة اللبنانية مسؤولية المخيمات وإنهاء السلاح داخله، باعتبار أنّ لبنان نفسه بكل ممثليه في السلطة يرفضون أيّ وظيفة لهذا السلاح ضد اسرائيل، فيما ينقسمون على وظائفه الأخرى عملياً. ولا وظيفة لهذا السلاح فلسطينياً إلاّ الاقتتال الداخلي.

معركة عين الحلوة المستمرة منذ ثلاثة أيام نجحت في توريط الفلسطينيين في مواجهة عسكرية داخلية، وأهل المخيم وغيرهم ينظرون بقلق إلى ما يجري والخوف من عملية تهجير حاضر بقوة، قد تنتهي المعركة قريباً وقد تطول، لكن ما يجب الانتباه له في الحالين، ماذا بعد؟ ممكن دمار المخيم وتهجير أهله وهذا أسوء الاحتمالات الممكنة بعد تجربة نهر البارد، الثاني استمرار المواجهة من دون حسم وثالث الاحتمالات حسم المعركة من قبل حركة فتح، لا سيما أنّ القوى الإسلامية نأت بنفسها لتتركز المواجهة مع أحد صبيانهم بلال بدر، ونجحوا في تحويلها إلى معركة بين حركة فتح  وبلال بدر.

معركة المخيم الجارية في أحسن الأحوال ستؤدي إلى جعل حركة فتح مجرد أداة للمحاصصة في أيدي الأجهزة الأمنية اللبنانية ، ذلك أنّ ممنوع عليها أن تكون المرجعية العسكرية والأمنية في المخيم، والقوى الإسلامية الأخرى تتربص بها، لن تقضي عليها بطبيعة الحال، بل تحويل الفلسطينيين إلى ادوات تشغيل طيعة لجهات أمنية وحزبية لبنانية هو الهدف، طالما أنّ فكرة إنهاء وجود السلاح الفلسطيني في المخيمات يرفضها لبنان الرسمي رغم موقف فلسطيني رسمي يشجع عليه.

السابق
الحريري معزياً: الإرهاب لا دين له ومصر ستنتصر
التالي
القوى الفلسطينية تعقد اجتماعاً طارئاً