هذه حدود دويلة حزب الله الموسعة.. قليلا وتكتمل

حزب الله
إنّ استمرار حزب الله بنهجه الحالي، يتطلب منه توسيعاً وامتداداً في حدوده الجغرافية، فلم تعد دويلته وحدوده كافية.

لو تمعّنت قليلاً في جغرافية المنطقة إنطلاقاً من بيروت وتحديداً من الضاحية الجنوبية، لأيقنت بما لا يقبل الشك وجود قصر تقطنه فخامة. أُدخل عليه في الآونة الأخيرة بعض التعديلات البروتوكولية، هي لزوم الإستقبالات المحلية، والدبلوماسية الإقليمية والدولية، لتكتمل الصورة وتشكّل مؤسسة العلاقات الخارجية، مع مثيلاتها الداخلية والشؤون المحلية، الإدارة الإجتماعية، الدفاع والحربية، المالية والمساعدات الخارجية، الغاز والنفط، الزراعة والتجارة، الشباب والرياضة، الإتصالات، الأشغال والتخطيط والشؤون الصحية، هيكل السلطة التنفيذية المتّصل أولها بمجلس قيادة المناطق وآخرها بمجلس الشورى والرئاسة الأولى.

أما جغرافيتها فممتدة ومنسابة ومترامية، مركزها وعقلها في ضاحية بيروت الجنوبية، حدودها تلامس شمال فلسطين جنوباً، وجبل حرمون والقنيطرة من الجنوب الشرقي، البقاع الغربي والأوسط  والشمالي من الشمال الشرقي، تتحرك صعوداً إلى سوريا ومدينة حمص، بانياس، طرطوس، جبلة واللاذقية، تحاذي حدود حلب ودير الزور، ولها في منطقة جبيل شمال لبنان نفوذ، وعلى ما يبدو إنّها لم تحسم هناك حتّى الآن أمر خريطتها، تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، الذي يشكل حدودها من الغرب.

 

دولة الحزب إن استمرت على ذات الوتيرة في تحركها، ستنال استقلالها عندما تضع الحرب أوزارها، وستحظى باعتراف عصبة من الأمم، بدايةً ستضع لجمهوريتها دستور الثورة، سيحدد لها موردها وإقتصادها وإسترتيجيتها الهجومية (إذ لا حاجة بعد اليوم إلى الدفاع فالجميع متفق معها ومعترف بها ويريدها).

منذ اللحظة الأولى لخلق الدويلة وهي تفرض إيقاعها، لم يعد بمقدور أحد عند حصول تسوية أوعند مجرد التفكير في حلّ تخطي قادة الدويلة، ذلك أنّها نجحت في جعل الكل أجزاء والكثير أقليات.

فلم يعد بالمستطاع مثلاً التحدث إليه لبنانياً أومحلياً إلا عبر قادة محلّيين مكلّفين في مناطقهم، وبمعنى أدق إن خاض الحزب أي حوار مع حزب أو مجموعة أو تيار ينتدب وسيط يمثّله، إمّا يكون مسؤول تلك المنطقة أوالمحافظ عليها. أمّا إذا أراد أحدهم حلاً في منطقة الشمال، فما عليه إلا التواصل مع محافظ الشمال التابع للدويلة، وكذلك هو الأمر في الجنوب والبقاع وفي سوريا والقنيطرة وطرطوس، وقد يكون لحمص أيضاً من ينوب عنها.

الأمر أصبح واضح، لن تعد تتطلب الكثير من الوقت لتكتمل صورة الدولة المتوقعة، والتي لن تكون إلاّ بعد أن تنتهي مراسم تطويب زعماء الحرب، وتستكمل مرحلة ترسيم مناطق الجبهات، لينطلق التفاوض الحقيقي، الذي سيصيب حتماً الفاعل الذي أغار وقاتل وحارب وأسر واستشهد وسيطر وبنى واستقر  وإستوطن فبقي واقفاً بين الواقفين، حينها فقط  يتحقق الوعد، ويكتب عنهم أنّهم الفئة الغالبة وما تبقى من دونهم فباغية وغثاء سيقضى عليه ويندمل.

 

ما يمارسه الحزب في سوريا يصحّ تسميته بأمّ المعارك، يليه بعد النصر إن تحقق قيام دولة، وهذا ما لم يخفه الحزب يوماً وما زال يذيل به رايته، وتصيح به الحناجر لتقول أنّها الحق وظهورها منتظر. تكلم عنها الكبار من الموصوفين بالحكمة، وتحدث فيها الفقهاء وأصحاب التجربة والصرامة، وذوي الرأي والفصاحة عندهم.

دولة العنكبوت مدّت نسيج شباكها من مكان إلى مكان، ومن جانب إلى جانب وهي الآن تمشي على الذي مدته بشكل مستقيم من غير أن تمشي في الوحل أو تطير. إنه باختصار مسار الدولة الموعودة المكتملة.

 

 

السابق
خامنئي يسرع تحضيرات خلافته
التالي
وزارة الصحة: وفاة الرضيع في “مركز العائلة الطبي” زغرتا نتيجة التهابات رئوية