نهاية الجمهورية.. أم رئيسها؟!

كرسي الجمهوري رئاسة الجمهورية

يشهد لبنان مرحلة خطيرة في الظروف الحالية، قد تكون حاسمة لصورته الديمقراطية، فقد لن يكون هناك بعد اليوم انتخاب رئيس للجمهوري، بل قد يجري من الآن وصاعداً تعيينه، وهذا التعيين سيكون مع حق فيتو حصري لحزب الله باسم “الميثاقي”، هذه الميثاقية التي تخطت الطائفية، وأصبحت مذهبية منذ زمن بعيد، حصراً بالشيعة والسنة… والمسيحيين!

حزب الله يريد تكريس عرف تقرير كل شيء قبل الرئاسة

لن يعود الرئيس بعدها قادراً على الحكم، أو على اتخاذ أي قرار خلال عهد، فحزب الله يريد تكريس عرف تقرير كل شيء قبل الرئاسة، كما بتكريس عرف تعيين الرئيس باتفاق مسبق، وهو ما يلغي الجمهورية ورئاسة الجمهورية معاً، ويستبدل الرئيس بمنصب وكيل على مقاطعة عاملة في المحور الإيراني!

ليست المشكلة إذن في ترشيح جهاد أزعور، كما إنها لم تكن في ترشيح ميشال معوض من قبله، إلا بقدر عدم قدرة حزب الله على “ترويضهما” المسبق، وإلا بقدر ما هي إرادة حزب الله بحكم لبنان مباشرة برئيس، ينفذ إرادته لجهة الاحتفاظ بسلاحه وبخياراته الإقليمية الإيرانية، وبحماية “المحميات المالية” لأصدقائه، وبالاحتفاظ بسيطرته على المطار والمرفأ والمعابر، مع كل ما يحقق ذلك مدخولاً له وحركة لأمواله… والابتزاز هو إما بالإخضاع وإما باستمرار عملية التعطيل والفراغ الرئاسي، مع فراغين لاحقين في حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش، أي عرضاً بتفريغ المراكز المارونية الثلاثة الأولى!

المطلوب إذن هو رئيس “بلا فكر” لأن حزب الله “سيفكر عنه” ورئيس بلا قرار لأن الحزب “سيقرر عنه”

إن المطلوب إذن هو رئيس “بلا فكر”، لأن حزب الله “سيفكر عنه”، ورئيس بلا قرار، لأن الحزب “سيقرر عنه” قبل وصوله الى سدة الرئاسة، كل ذلك، بتمويه يُسمى بالحوار! ولكن هل ينجح معارضي الحزب بالمواجهة وبالحد من تحقيقه لهذه الأهداف غير الوطنية، وهل يكفي “التقاطع” لإعادة الديمقراطية الى مسارها الصحيح، وهل يمكن العودة لانتخاب رئيس قادر على تحقيق تطلعاته، من أجل إعادة ترميم الوطن وتضميد جراحه؟
المعركة ليست سهلة، ولكن الأهم هو الإدراك أن قدرة المواطن على الصمود تتضاءل شيئاً فشيئاً، وأن الكفر أصبح أقرب إليه من الفكر!

السابق
جدول جديد لأسعار المحروقات
التالي
كم بلغ دولار السوق السوداء صباح اليوم؟