خاص «جنوبية»: حراكات بيروتية لوراثة «الحريرية السياسية».. إبحث عن الانتخابات البلدية!

انصار الحريري احتفلوا بتكليفه

تنشط في بيروت حراكات متعددة، بعد انكفاء “تيار المستقبل” عن الساحة السياسية، بسبب قرار رئيسه سعد الحريري تعليق العمل السياسي في الرابع والعشرين من كانون الثاني 2022، وذلك في موازة الاستحقاق الاول المرتقب هو الانتخابات البلدية، الذي من شأنه ان يحدد ميزان القوة للقوى المتنافسة في كل حراكاتها السياسية وغير السياسية.

وضعت هذه الحراكات في خانة السعي لسد الفراغ الذي خلفه تيار المستقبل بإنسحابه من الساحة البيروتية

وكشفت مصادر بيروتية بارزة وفاعلة ل”جنوبية” عن ان هذه الحراكات تتنافس على نشاطات فكرية، سياسية، اقتصادية، واجتماعية، وذلك عبر تشكيل منصات ومنابر لاستضافة سياسيين واقتصاديين وامنيين ومثقفين اكاديميين وخبراء في مجالاتهم”. ووضعت هذه الحراكات في خانة السعي لسد الفراغ الذي خلفه تيار المستقبل بإنسحابه من الساحة البيروتية تماما”.

ولا يخفي التنافس القوي، حسب مصدر مستقبلي متابع ل”جنوبية”، “السعي لوراثة سياسية كلية او جزئية ل “الحريرية السياسية” بكل مكوناتها ونشاطاتها، مع انكفاء رموز الحريرية عن العمل واقتصار تمثيلها الخجول على الوزيرة السابقة بهية الحريري واحيانا الامين العام للتيار احمد الحريري”.

وأكد المصدر “المستقبلي”، انه ” من الصعب مرحليا سد الفراغ كاملا لما ارسته “الحريرية السياسية” منذ العام 1982 وحتى يوم تعليق عملها، من اسس وقواعد من الصعب اي يحل محلها اي فريق في القريب المنظور، وذلك لما تتمتع به من تفويض شعبي بين اهل السنة تحديدا قل مثيله، مع زعيم سني في المرحلتين السابقة والحالية”.
وأردف”: فضلا عن التفويض الاقليمي السابق من دول الخليج العربي وتحديدا من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات، ولما تحظى من علاقات اقليمية دولية في عواصم القرار والدول الصناعية والدول الناشئة في بقاع الارض”.

من الصعب مرحليا سد الفراغ كاملا لما ارسته “الحريرية السياسية” منذ العام 1982 وحتى يوم تعليق عملها

وأوضح أن “الانتخابات النيابية الاخيرة أظهرت أن محاولات الحلول محلها او محاولات السيطرة على الشارع سقطت، وسقط معها اسماء وازنة عملت لعقود في كنف الحريرية”.

وجدد التأكيد “ان كل التجارب لوراثة الحريرية السياسية باءت بالفشل، على الرغم من الجمود الحريري الحاصل، والذي حير القاعدة الحريرية في قرار بقاء التيار من عدمه، وهي من المآخذ التي أخذت على القيادة الحريرية في الاداء والممارسة في المرحلة الاخيرة، والتي كانت سببا لاستياء عدد كبير من كوادر التيار، لجهة بروز حالات نفعية استفادت من كل المراحل، اي منذ ايام الرئيس المؤسس رفيق الحريري ماديا ومعنويا، من دون تقديم اي مبادرة لمصلحة التيار ومؤيديه لاستمراره ولو انسانيا”.

وفي سياق الحراكات التي تتركز في بيروت في موازاة حراكات خاصة لفاعليات بمناطقها في كل من الشمال والبقاع، كشفت مصادر مواكبة ل”جنوبية”، عند بروز نشاط جمعية متخرجي المقاصد، التي تحولت الى منبر سياسي تستضيف فعاليات تتحدث عن تطورات المرحلة ومشاكلها ونظرة حول الحلول المحتملة”.

وتوقفت عند حراك بدأ فيه “الوزير السابق محمد شقير بنشاط بيروت ضمن جمعية “بيروت الخير”، ويضم في صفوفه اعضاء سابقين في قيادة تيار المستقبل، ورجال اعمال وخبراء اقتصاديين، ويردد في مجالسه عن مباركة الرئيس سعد الحريري”. ولاحظت “عدم رد شقير كما تيار المستقبل على الكلام الصحفي الذي تحدث عن سعيه لوراثة “الحريرية السياسية” نظرا لقوة علاقته الاقتصادية مع دول الخليج العربي وتحديدا مع المملكة العربية السعودية”. وكشفت ان شقير ‘ضم الى صفوفه مجموعة من كوادر من المستقبل البيروتيين وغير البيروتيين التي تسبح في فلك الامين العام احمد الحريري، وذلك لدعم مجموعة بيروتية للانتخابات البلدية المقبلة.

لا يخفى عن وجه المنافسة القوي والذي بان للعيان بين شقير ومستشار الرئيس سعد الحريري رجل الاعمال احمد هاشمية

وأوضحت انه “لا يخفى عن وجه المنافسة القوي والذي بان للعيان بين شقير ومستشار الرئيس سعد الحريري رجل الاعمال احمد هاشمية، الذي يسعى بدوره لاستقطاب كل كوادر تيار المستقبل، ونجح على مستوى كبير لكونه الاقرب على الارض، واستطاع دخول التفاصيل اللبنانية بسرعة فائقة، ويحظى بمؤيدين ممن تضرروا معنويا من المراحل الماضية في التيار”.

ونقلت عن مقربين من هاشمية، انه “الاولى بالوراثة بالمعنى الإستمراري، لكونه قدم تقديمات جمة واغدق الكثير من حر ماله في بيروت والمناطق، خصوصا بمجالات مكافحة المخدرات والزراعة، والتربية والمدارس والمساعدات العينية والمادية، بإسم تيار المستقبل وجمعية بيروت للتنمية الاجتماعية”.

وكشفت أيضاً عن “حراك بيروتي جديد يقوده ناشر جريدة اللواء الصحافي صلاح سلام تحت مسمى “لقاء التوازن الوطني”، ويضم في صفوفه شخصيات عدة على سبيل الذكر لا الحصر: سمير حمود، بسام برغوت، و يحاول استكمال الدور البيروتي الوطني بحلة جديدة، لكنه يفتقد الى عنصر الشباب”. و واضافت “:كذلك ثمة لقاء ناشط هو “لقاء الاربعاء”، الذي ينظمه المحامي رامي عيتاني في مقهى غلاييني، ويدعمه رئيس جمعية بني العيتاني النائب السابق محمد الامين عيتاني، الطامح لترشيح قريبه المدير العام السابق للجمارك طلال عيتاني الى رئاسة المحلس البلدي لمدينة بيروت، وقد استضاف هذا اللقاء شخصيات تتفاعل بالشأن العام ونواب وسياسيين وكبار الموظفين”.

يتقدم حراك آخر تحت مسمى “المظلة البيروتية” من رحم الحراك المدني وثوار بيروت سابقا

وتابعت: “ويتقدم حراك آخر تحت مسمى “المظلة البيروتية” من رحم الحراك المدني وثوار بيروت سابقا، و التي يشرف عليها مجموعة من المناضلين السابقين لهم تجربتهم في احزاب الحركة الوطنية اللبنانية، واساتذة وخبراء اكاديميين وامنيين وعاملين بالشأنين النقابي والبلدي، ويقود هذا الحراك الناشط مروان الايوبي، وثلة من اساتذة الجامعات وحزبيين واعلاميين.

وبحسب للمصادر عينها “يبرز حراك بيروتي تقليدي يقوده الناشط فادي غلاييني تحت مسمى “ملتقى امناء بيروت”، وهو استضاف شخصيات سياسية، كالنائب ملحم خلف والنائب السابق مصطفى علوش والناشط الاكاديمي استاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية سابقا الدكتور نزيه خياط ويضم في صفوفه مجموعة من عائلات بيروت المعروفة”.

كما يعمل النائب فؤاد مخزومي، بحسب المصادر، على “دعم تشكيل حراكين اثنين الاول تحت مسمى “ملتقى بيروت”، ويرأسه الرئيس السابق لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية الدكتور فوزي زيدان، ويضم في صفوفه مجموعة بيروتية ذات خبرات متقدمة في اختصاصات عدة، والثاني تحت مسمى “مجلس وحدة بيروت” ويضم في طلب العلم والخبر الى وزارة الداخلية كل من: الدكتور فؤاد غزيري رئيسا والمحامي حسن كشلي امينا للسر، سامر صفح والمهندس محمد كشلي والدكتور مصطفى غزاوي كأعضاء توزعت عليهم بقية المهام”.

وكذلك بحسب المصادر، “يتحرك النائب نبيل بدر بنشاط نوعي في بيروت، يعاونه العميد المتقاعد محمود الجمل الذي استقال من “تيار المستقبل” و كان اول الخاسرين في الانتخابات النيابية السابقة حيث نال 3502 صوتا، ويتركز عمله على مساعدات محدودة لاهالي بيروت، وخدمات في مجال الصحة والمتابعات القضائية والامنية”.

هذا عدا عن التحركات، بحسب المصادر، التي “تقوم بها الاحزاب الدينية والسياسية كالاحباش والجماعة الاسلامية وحزب الله وحركة امل وقوى التغيير مباشرة، او من خلال جمعيات تابعة لها لاعادة فرض حضورها بالاحجام التي تمثلها والتي ظهرت بالانتخابات النيابية الاخيرة”.

السابق
«باريس مستمرة بجهودها لأجل لبنان».. هل من انفراج رئاسي؟
التالي
«عجلة العدالة تنطلق اليوم».. القضاة ينهون اعتكافهم!