عقيد «يعود» الى «العسكرية» بلا «نجومه» بعد سجنه ٥ سنوات في الإنفرادي بتهمة التعامل!

هي الوقفة نفسها التي وقفها قبل احدى عشر عاما، كان حينها يرتدي بزته العسكرية، وعلى أكتافه نجوم تلمع، ما لبث ان خفت بريقها مع صدور المحكمة العسكرية يومها حكما قضى بسجنه عشرين عاما بتهمة التعامل مع مخابرات العدو الاسرائيلي، ليخرج من السجن الانفرادي في العام 2014 بعد تخفيض محكمة التمييز العسكرية الحكم الى السجن خمس سنوات.
و”عاد” العقيد المتقاعد في الجيش منصور دياب اليوم الى قاعة المحكمة العسكرية ليحاكم بالتهمة نفسها، انما هذه المرة مجردا من كافة “ألقابه” ورُتبه، ليخرج الى منزله وينصرف الى التحضير لعرس ابنته الوحيدة بعد عشرة ايام، وهو يحمل بيده حكم البراءة، بعد توقيفه قبل نحو ثلاثة اشهر، من ضمن “شبكات التجسس” والتي أبطلت المحكمة التعقبات عن خمسة من افرادها من الذين أُحيلوا امامها.

عاد” العقيد المتقاعد في الجيش منصور دياب اليوم الى قاعة المحكمة العسكرية ليحاكم بالتهمة نفسها انما هذه المرة مجردا من كافة “ألقابه” ورُتبه


وعلى كلمة”هاي”، إشتبه بدياب بالتواصل مع عميل لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية، بعدما تلقى منه عرضا للعمل في مجال الاموال الرقمية، حين كان دياب يبحث عن عمل بعدما سدّت بوجهه جميع الابواب بسبب تهمته الاولى. كان ذلك قبل عام ونصف العام ، وقبل ذلك، إنصرف دياب بعد خروجه من السجن للعمل في عدة مجالات، من مطعم ومحل حلاقة وآخر للحلويات، الى ان رسا به الامر على فتح محل لادوات التنظيف.

وعلى كلمة”هاي” إشتبه بدياب بالتواصل مع عميل لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية بعدما تلقى منه عرضا للعمل في مجال الاموال الرقمية


قبل نحو عام ونصف العام، كان دياب قد فتح محلا مع شريك له لبيع اجهزة خلوية، وكان خلال تلك الفترة يرسل سيرته الذاتية على مواقع اعلانية بحثا عن عمل في الخارج، يومها تلقى رسالة من شخص تلقى منه رسالة مصدرها الجزائر وعرض عليه العمل في مجال العملات الرقمية. إستمهله دياب لاجراء بحث عن تلك الشركة على محرك “غوغل”، لكنه لم يلق اي اسم لتلك الشركة. وعاد”الجزائري” وطلب منه شراء هاتف. شكّك حينها دياب بالامر ، الا ان مسألة ان يكون المتصل عميل اسرائيلي كانت من آخر الاحتمالات لديه، فهو”كارت محروق” كما قال، ولا إمكانيات لديه ليستخدمه العدو، معتبرا ان حكمه السابق كان ظالما لانه لم يتعامل مع المخابرات الاسرائيلية ، وكل ما كان في الامر انه في احدى دوراته العسكرية التقى بشخصية اسرائيلية في اميركا وعاودت الاتصال به بعد عودته الى لبنان، وقال دياب بحرقة:”انا قدمت حياتي للجيش”.

مسألة ان يكون المتصل عميل اسرائيلي كانت من آخر الاحتمالات لديه، فهو”كارت محروق” كما قال ولا إمكانيات لديه ليستخدمه العدو


في تواصله “الجديد”، اكد دياب ان “الجزائري” لم يعاود الاتصال به، وحينها ارسل له كلمة “هاي” من هاتفه” ولم يرد عليه، وهذا الهاتف عاد دياب وباعه ليتين انه جرى التواصل بواسطته مع رقم مشبوه.
جهِد دياب في إقناع المحكمة انه لم يكن لديه اي نية للتواصل مع عميل او عدو ، راويا ما حصل معه، ومؤكدا بانه لا يمكن ان يكون ذلك الاتصال مع “الجزائري” محاولة من الاخير ل”تفعيله”، وقال:”لا يمكن لاي جهاز مخابرات في العالم ان يفكر بهذا المنطق كما انني بهيك مواضيع مش نافع”.
إستوقفت كلمة”غير نافع” ممثل النيابة العامة القاضي هاني حلمي الحجار، مستوضحا دياب:غير نافع او غير مستعد”، ليجيبه” عم احكي عا الطريقة العكارية وبالنسبة لهم ما إلي لزوم”.

جهِد دياب في إقناع المحكمة انه لم يكن لديه اي نية للتواصل مع عميل او عدو راويا ما حصل معه


في استيضاح الرئاسة، يقول المتهم انه عندما اكتشف ان الشركة غير موجود على “غوغل” إعتقد حينها ان احد معارفه “يتساءل عليي”، ولذلك ارسل من خطه كلمة “هاي” وعاد واتلف الخط بعد ساعتين فيما باع جهاز الهاتف، وعندما سأله رئيس المحكمة العميد علي الحاج هل كان من الضرورة القيام بما قمت به ، فأجابه دياب بحسرة: “الله لا يذوقك الضيقة وانشالله بتضلك بعزك وانا كنت بمطرح وصرت بمطرح”. اضاف بانه لم يكن لديه النية في التعامل وبانه سجن خمس سنوات في سجن انفرادي “بيكفي بقا”، سائلا:”كيف بدي اعرف إنو اسرائيلي؟”، في اشارة منه الى “الجزائري ” الذي اتصل به.
في تحقيقه الاولي قال دياب ان”الذكريات لم تكن حاضرة في ذاكرته”، وذلك في رده على سؤال للقاضي الحجار الذي ذكّره بالمثل القائل”عندما تقول الحقيقة لا تحتاج ان تتذكر اي شيىء، ختم الحجار اسئلته ليطلب تطبيق مواد الاتهام بحق دياب.

خلص سعد الى طلب الا يُعدم موكله مرتين مرة بخطأ منه ومرة بخطأ من مصدر مجهول


ثم ترافع المحامي انطوان سعد وكيل دياب الذي اعتبر ان اي من عناصر المشروع الجرمي غير متوافرة بحالة موكله ليشكل سببا لادانته . ولفت الى عدم توافر النية الجرمية لدياب ، موضحا بانه لا يجب لمحكمة مؤلفة من ضباط في الجيش ان تعمل على قاعدة الاتهام والشك والادانة المسبقة لاننا امام قضاء حكم.
وخلص سعد الى طلب الا يُعدم موكله مرتين ، مرة بخطأ منه ومرة بخطأ من مصدر مجهول ، فما حصل معه يحصل مع اي شخص منا طالبا اعلان براءته واطلاق سراحه فورا. وكان للمحامي سعد ما اراده فأطلقت المحكمة سراحه بعدما اعلنت براءته.

السابق
صيف واعد.. مناقصة دولية وصالة جديدة في المطار: هذا ما كشفه حمية!
التالي
اسبوع حاسم ملف الترسيم.. هل «يصلح» هوكشتين ما «أفسده» تباين اللبنانيين!