المعارضة في الدائرة الثانية جنوباً .. سباق مع ماكينات «الثنائي» والعين على «القوات» و«السُنة»

انتخابات ثنائي شيعي

في وقت، قطعت فيه حركة امل وحزب الله اشواطا في التحضير للانتخابات النيابية للعام ٢٠٢٢، على مستوى ماكيناتهما الانتخابية، وحتى لناحية الترشيحات على مستوى الدائرتين الثانية والثالثة في الجنوب، تدور قوى الاعتراض إلى اليوم في حلقة مفرغة، على صعيد التحالفات فيما بينها وايضا بخصوص المرشحين الفعليين العتيدين لخوض الانتخابات في وجه( كماشة) حزب الله وحركة امل.

منذ بدء الحراك المعارض في الدائرة الثانية في الجنوب لم يحصل اي تطور نوعي باستثناء الإعلان عن ولادة تحالف المعارضة الديمقراطية في صور

منذ بدء الحراك المعارض في الدائرة الثانية في الجنوب ( صور- الزهراني)، التي تضم سبعة مقاعد نيابية من بينها ستة مقاعد شيعية ومقعد كاثوليكي، لم يحصل اي تطور نوعي، باستثناء الإعلان عن ولادة تحالف المعارضة الديمقراطية في منطقة صور، بعد جلسات من النقاشات . وهذه القوى التي التأمت للمرة الأولى بشكل أوسع، بمشاركة قوى تقليدية، إلى جانب قوى اليسار وحراك ١٧ تشرين ، لم تتفق على (بروفة) لمرشحيها الأربعة في قضاء صور، حيث تسجل بورصات نوايا للترشيحات ، بانتظار ما ستؤول إليه المشاورات الجانبية.

اقرأ ايضاً: «شرطان» للخروج من جهنم!

ويتم تداول بعض الأسماء، غير المحسومة لخوض هذا السباق، ومنها الصحافي حسن خليل، الدكتور حاتم حلاوي، سعد الله شميساني، رئيس جمعية المودعين حسن مغنيه، الدكتور علي خليفة ، الدكتور داوود فرج واخرين ، وقد سجل في هذا السياق ترشيح واحد علني عبر الفايسبوك للناشط حسين عطايا باسم “جنوبيون للحرية”.

أسماء غير محسومة لخوض هذا السباق: الصحافي حسن خليل، الدكتور حاتم حلاوي سعد الله شميساني رئيس جمعية المودعين حسن مغنيه الدكتور علي خليفة الدكتور داوود فرج واخرين


مشهد انتخابات العام ال٢٠١٨ في هذه الدائرة، التي حصدت فيها لائحة التغيير الديمقراطي ١١٥٠٠ صوتا مقابل ١٣٤ الف للائحة حركة امل وحزب الله، يعيد نفسه على جبهة المعارضة، إذ يتواصل التباين بين مكونات المعارضة اليسارية لناحية إشراك قوى تقليدية في اللائحة المعارضة بشكل مباشر ( ال الخليل ، ال الاسعد)، في وقت يرى هؤلاء انهم لا يتحالفون تحت الطاولة وإعطاء أصواتهم، دون وجود سلة متكاملة للتحالف أساسها وحدة المعارضة. كما أن المشكلة التي كانت قائمة في منطقة الزهراني ، التي تمثلت باعتراض منظمات الحزب الشيوعي اللبناني فيها، على ترؤس لائحة المعارضة حينها من قبل المهندس رياض الأسعد، خلافا لموقف الحزب الشيوعي في منطقة صور، الذي رشح مسؤوله رائد عطايا في اللائحة التي ترأسها الأسعد. فهذه المشكلة لم تحل على أبواب انتخابات العام ٢٠٢٢، ويسجل في هذا السياق حراكا للحزب الشيوعي في منطقة الزهراني بالتنسيق مع منظمة العمل الشيوعي ووجوه يسارية قديمة ومستقلين، ومن المرتقب ان يصدر عن هذا اللقاء موقف من هذه الانتخابات والمشاركة فيها .

يتواصل التباين بين مكونات المعارضة اليسارية لناحية إشراك قوى تقليدية في اللائحة المعارضة بشكل مباشر

حضر تيار ال الخليل للمرة الأولى بشكل علني مع قوى التحالف الديمقراطي في صور ومنطقتها بعد حرم استمر عقودا. ويؤكد في هذا السياق الدكتور حازم الخليل ممثل جمعية (حق وعدل) لـ “جنوبية” ان موقف تيار ال الخليل واضح جدا، ومفاده وحدة المعارضة وتوحد قوى الاعتراض في وجه السلطة الفاسدة، التي تحكم البلاد منذ ٣٠عاما، لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات. وقال”: نحن ندعم هذا الخيار سواء بمرشح محسوب علينا او مرشحين يتم الاتفاق عليهم وفقا لمعايير الترشح”.وشدد الخليل “على ضرورة أن يكون لقاء صور لقاء تأسيسيا للعمل السياسي وليس فقط مرتبطا بالاستحقاق الانتخابي”.

يبقى الصوت السني في الدائرة الثانية تائها في ظل عدم وجود مرشح (مقعد) سني من جهة وعزوف المستقبل عن المشاركة في الانتخابات من جهة ثانية


في المقابل، لم تشارك القوات اللبنانية، التي تتمتع بنفوذ قوي في البيئة المسيحية في دائرة صور الزهراني بانتخابات العام ٢٠١٨ بشكل مباشر .لكن القوات التي يقدر عدد أصواتها بحوالي خمسة آلاف ناخب تستعد لخوض الانتخابات في الدائرتين الثانية والثالثة حاليا.ويشدد ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الجنوب جان العلم ان القوات يمكن أن تتحالف مع القوى التي تشبهها في خطابها السياسي”.وقال ل ” جنوبية ان “ماكينة القوات تعمل بشكل مستمر ودائم وهي على تواصل مع قواعدها في كل الدوائر ، ومن الممكن جدا أن ترشح أفرادا منها في الدائرة الثانية، وايضا الثالثة او دعم قوى نلتقي معهم في الخطاب السياسي بتحالف واضح.

إلى ذلك، يبقى الصوت السني في الدائرة الثانية تائها ( حوالي عشرين الف ناخب) في ظل عدم وجود مرشح (مقعد) سني من جهة، وعزوف تيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات من جهة ثانية.

و من المتوقع أن يصب غالبية هذا الصوت، الذي سيقدم على المشاركة لصالح تحالف الثنائي، خصوصا وأن الجماعة الإسلامية المتواجدة في بلدات الجنوب، تربطها علاقات طيبة مع الثنائي، إلى جانب المستقلين الذين يراعون حساباتهم الديموغرافية في البيئة الشيعيةعلى خلفيات سياسية وخدماتية.

السابق
المفتي الثائر السيد محمد الأمين.. بايع الجزائري فنفاه الأتراك إلى طرابلس!
التالي
من هو مرشح جعجع عن المقعد الماروني في بعبدا؟