نصرالله يضع لبنان في «الإقامة الجبرية».. الإيرانية!

السيد حسن نصرالله

إن مأساوية الوضع اللبناني، تنذر بأوضاع أكثر شؤماً مما عليه الآن. فقد أصبحت الحلول على البارد شبه مستحيلة، كي لا نقول مستحيلة بالكامل. فالانحدار مستمر حتى في قعر الهاوية، فها هي كل آفاق الحل تقفل في وجه اللبنانيين، بممارسات طبقة سياسية فاسدة، ما تزال قادرة على الصمود على الرغم من “هريانها”، وبإرادة واضحة وصريحة من حزب الله ومن أمينه العام، الذي يهدف  بشكل مدروس الى كسر ما تبقى من علاقات مع العرب على مستوى الدولة. وبالتالي عزل لبنان بالكامل عن العمق العربي، بغية جعله بالكامل ورقة تفاوض إيرانية في محادثات فيينا، وفي أي محادثات لاحقة إيرانية – عربية.

اقرا ايضا: «حزب الله» يَلعب بالنار..يُحرق لبنان كرمى لإيران!


في هذا الوضع المأساوي، لا يهم الأمين العام لحزب الله إنقاذ اللبنانيين، بل على العكس، فهو مدرك لنتائج تصعيده ضد العرب، ومدرك إنه يقفل بوابة الحل الوحيد الممكن، للوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي للبنانيين للخروج من جهنم.
وبالاضافة الى كل ذلك، يضيق الثنائي الخناق على عنق اللبنانيين، بتعطليهم لحكومتهم (حكومة الثنائي)، مقابل ضرب التحقيق في قضية تفجير بيروت والمرفأ، ومقابل رأس القاضي طارق بيطار. الرئيس ميشال عون هو في نهاية عهد فاشل، يعمل على محاولة توريث غير موفقة هذه المرة، بعد أن تنازل عن السيادة للحزب منذ اتفاق مار مخايل، واستمر في التنازل خلال عهده، الذي يشهد أشنع أنواع المآسي التي تضرب اللبنانيين في القلب. كل ذلك، والادارات والمؤسسات الرسمية تنهار الى فعالية قريبة من الصفر! فهل تكون الحرب هي الحل لهذا المأزق ولهذا الانتحار الجماعي ولهذا الاغتيال الجماعي، وهل نحتاج الى حرب داخلية أو الى فوضى وأحداث أمنية، أو حتى الى اعتداء اسرائيلي يشكل أي منهم صفعة أو لكمة في الوجه ليستيقظ اللبنانيون من الكابوس بكابوس أكبر ليعي ويعمل الجميع لانقاذ ما تبقى من أشلاء الوطن؟!

انهيار ما تبقى من إدارات ومؤسسات ومقومات الدولة

إن الأكيد هو أن الضغط يزداد بقسوة على المواطنين. في حين أن الغريب هو في تأخر حصول “السقوط الحر” أو الارتطام بعد! والسبب الرئيسي هو دعم الاغتراب للأهل، ولو بالحد المعيشي الأدنى، ولكن مدخل الحل لم يعد ممكناً بحوارات غير مجدية. لا مخرج منظور بالامكان، “واذا ما كبرت ما بتصغر”! وهذا الوضع سيؤدي الى تعرض مركب الوطن الى تفسخات عدة، لا يمكن ضبطها ولا إصلاحها.


وقف تحليق الدولار غير ممكن

 يصل الدولار الى عتبة 30.000 ليرة. ينزل بعض المحتجين في عدة مناطق. يتم حرق بعض الدواليب وإقفال بعض الطرق لساعات قليلة. ويعود الجميع الى منازلهم، هذا في التحركات العفوية، وسط تعب قسم من الناس ورفضه لإقفال الطرقات. ولكن متى كانت “ترد” السلطة لغير وبغير إقفال الطرقات؟! الثورة تحاول وتعاني مع كل اللبنانيين. وهي إن كانت تحضر تحركاتها وتحضر للانتخابات النيابية الممكنة الحدوث، فهي تعاني من دخول الشعب اللبناني بأسره في الكوما. وقد أصبح من المستحيل استعادته من دون صدمة “كهربائية” كبرى! فلبنان الذي يعيش في العناية المركزة (العناية الفائقة) لن تسلم جرته هذه المرة، في ظل دولار فقدت الدولة إمكانية السيطرة على تحليقه، وهو سيصل الى مستويات خيالية. وقد أصبح لبنان أكثر عرضة الى نزيف خطير، على أمل أن يركض أطباء الخارج للمعالجة.. فهل يركضون لانقاذه هذه المرة؟! ولكن، وفي عرف المخارج من أزمات لبنان، لا “دوحة” من دون حرب، وتبدو السنة الجديدة أكثر إيلاماً على اللبنانيين من سابقاتها.. للأسف!

السابق
مشهد مأساوي.. «مفاضلة» بين مرضى كورونا في مستشفى الحريري!!
التالي
لبنان العالق في محور «المجاعة» و«العزلة»!