لبنان العالق في محور «المجاعة» و«العزلة»!

لبنان
يجمع اللبنانيون ان السعودية، كانت السبَّاقة في مد يد الخير والمساعدة للشعب اللبناني بمختلف فئاته، وللدولة اللبنانية في جميع ازماتها.

كان من الملفت منذ يومين رد رئاسة الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، على خطاب ذكرى الشهداء الجنرال قاسم سليماني ورفاقه، والذي ألقاه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لمحازبيه ومناصريه، عبر شاشات التلفزة التي ما زالت تروج خطاباته التحريضية على البيئة العربية، وبالخصوص المملكة العربية السعودية. 

اقرا ايضا: «حزب الله» يَلعب بالنار..يُحرق لبنان كرمى لإيران!

مليارات السعودية لاعمار لبنان 

  ومن باب التذكير،  إن الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي على بيوت اللبنانيين في حرب 2006، تمت إعادة تشييده بالهبة السعودية والقطرية والكويتية والمقدرة بثلاثة مليارات، في الوقت الذي استأثر حزب الله بالمساعدات الإيرانية المخصصة لإعادة الإعمار، ولم يساهم بتمويل عملية إعادة تشييد المباني منها، بل كان يقبض من أصحاب البيوت المهدمة تعويضات الهبة السعودية، التي قام صندوق المهجرين بتوزيعها على دفعتين يومها .. ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ..  

   لا نُغفل هنا الحديث عن الهبات الكويتية والقطرية والإماراتية الدائمة وغيرها، مما ساعد ويساعد لبنان واللبنانيين والدولة اللبنانية والجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، ومختلف الإدارات والوزارات والجمعيات اللبنانية، على تجاوز الكثير من الأزمات .. كما لا ننسى فتح دول الخليج العربية أبوابها لأكثر من نصف مليون لبناني،  للعمل في مختلف المجالات والاختصاصات، مما كان وما يزال يؤمن للشعب اللبناني رافداً اقتصادياً مهماً منذ عقود طويلة.  

وقد ورد في رد الحكومة على كلام نصرالله، التأكيد على رفض التهجم على المملكة العربية السعودية من أية جهة كانت، كما نوه الرد بكون خطابه الاخيرلا يمثل رأي غالبية اللبنانيين بهذا الخصوص. 

محور المجاعة! 

     وكأن أمين عام حزب الله ،في غمزه ضد روابط اللبنانيين ولبنان بدول الخليج العربية، يريد لبنان واللبنانيين بأجمعهم بقضِّهم وقضيضهم، أن يرتموا في أحضان ما يسمى بمحور المقاومة، الذي بات يُسمَّى بمحور الفقر في أدبيات الشارع العربي، بل أطلق عليه البعض عنوان محور المجاعة المرتقبة، إذا ما استمرت سياسات حزب الله على هذا النهج في الخطاب السياسي والإعلامي المتشنج، الذي ينقصه الكثير من الدبلوماسية والتكيُّفُ السياسي، مع ظروف المرحلة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والنقدية، ومراعاة الأولويات اللبنانية لا الحسابات الإيرانية، المرتبطة بمشروع التمدد الإيراني في المنطقة.  

  والسيد نصر الله من خلال إمعانه في مهاجمة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية، يستمر في عملية قطع أواصر لبنان واللبنانيين بمحيطهم العربي، من حيث يريد أو لا يريد، فهو يساهم بقوة في كل طلة إعلامية، في عزل لبنان عن محيطه العربي بهذه الطريقة في الخطاب، وهو بحاجة للعودة إلى مدرسة المغيب الإمام السيد موسى الصدر، ليتعلم من نهجه كيفيه الاستفادة من الروابط العربية لدعم قضايا لبنان المحقة، وبهذا يفتقد خطاب السيد نصر الله لمراعاة المصلحة العليا اللبنانية، في هذا الظرف الاقتصادي الدقيق الذي يعيشه البلد، وكأن خطابه في واد واللبنانيون في واد آخر   

    والسؤال هنا، لمصلحة من عزل لبنان واللبنانيين عن دول الخليج العربي والسعودية تحديدا، ولماذا لا يرحم أبناء بيئته الحاضنة من الشباب والشابات، الذين ضاقت بهم بلاد المهجر والاغتراب، بسبب سوء الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، في وطنهم لبنان الغارق في جهنم أزمات تبعيته لما يسمى بمحور المقاومة، الذي للسيد نصر الله وحزبه فيه الغُنم وعلى الشعب اللبناني برمته فيه الغُرم؟!  

السابق
نصرالله يضع لبنان في «الإقامة الجبرية».. الإيرانية!
التالي
تغريدة جديدة للبخاري.. ماذا قال؟