«حزب الله» يَلعب بالنار..يُحرق لبنان كرمى لإيران!

علي الامين
لا يتورع "حزب الله" عن تحويل لبنان إلى "أرض محروقة"، وهو يكاد يقترف ذلك حرفياً، نتيجة "اللعب بالنار"، التي تُلهب الشعب اللبناني ومؤسساته وتحاصر لقمة عيشه وتخنق ما تبقى من حياة كريمة، لتمتد السنتها "الإيرانية" على كل الأشياء والتفاصيل، والمفاصل السياسية والإقتصادية والمالية والإجتماعية.

 لبنان ينهار، والدولة إلى مزيد من التصدع في بنيانها الدستوري والقانوني، الذي ينسحب على قطاعاتها المالية والاقتصادية، كما القطاعين العام والخاص.

هذه المؤشرات والعناوين، باتت تنذر بانهيار الدولة وربما الكيان، فيما يهجس الأمين العام  ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله بما اسماه “الرهائن اللبنانيين” في دول الخليج العربي.

لا معنى لتوصيف نصرالله لمئات الالاف من اللبنانيين المقيمين والعاملين في الخليج ب”الرهائن”، سوى السعي لتحريرهم واستعادتهم من معتقلاتهم، إلى رحاب النعيم والحرية في لبنان العظيم. 

بمعنى أدق، هو يريد قطع أهم شريان حياة لجزء كبير من اللبنانيين، يسمح بتدفق بعض المعونات للعائلات التي يعمل ابناؤها أو اقربائها فيها، وهي دول توفر فرص الإنتاج والادخار للعاملين على أراضيها.

نصرالله بإثارته لملف “الرهائن اللبنانيين” في دول الخليج العربي يستفزها لقطع أهم شريان حياة لجزء كبير من اللبنانيين وعائلاتهم

توصيف امين عام “حزب الله” هذا، ليس عفويا، بل يعبر عن وجهة سياسية، تريد الإستمرار في تدمير العلاقة بين لبنان ودول الخليج، ولو على حساب اللبنانيين، فنصر الله يدرك جيداً، أن خطابه يساهم ليس في استفزاز السلطة السعودية فحسب، بل ايضا السعوديين على وجه العموم الذين سيتأثرون سلبا، وهذا ينعكس ولو بدرجات متفاوتة، على العلاقة بين اللبنانيين والشعب السعودي في المملكة، لا سيما أن الأذى الذي يطال السعودية من “حزب الله”، ومن السلطة اللبنانية عموما، بات محرجا لكثير من اللبنانيين المقيمين في السعودية، ويؤثر على مصالحهم، من دون أن يكون ذلك نتيجة إجراءات رسمية سعودية، بل نتيجة اهتزاز صورة اللبناني، التي تعرضت لأذى وتشوهات لدى الرأي العام السعودي، سببتها سياسات “حزب الله” الإيرانية من جهة، وعدم قيام الحكومة اللبنانية بخطوات، تلجم اذى “حزب الله” تجاه السعودية وأمنها القومي.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يحول الجنوبيين الى «دروع» لنصرالله.. و«اليونيفيل» تفضح ألاعيبه! 

تحميل لبنان أعباء لا تحتملها إيران نفسها، في علاقتها مع دول الخليج والسعودية تحديدا، يعكس ذهنية لا ترى في الدولة اللبنانية ومصالح شعبها، سوى ذخيرة لفداء المصالح الإيرانية، فما لا تقوله أو لا تستطيعه الحكومة الإيرانية أو ولي الفقيه، لأسباب دولتية، تقوم به الأذرع أو الأدوات، التي طالما تعيش امتحان اثبات الولاء للولي الفقيه، ولو على حساب الكيانات الوطنية التي تنتمي اليها، بل تذهب الأذرع في المزاودة في الولاء إلى حدّ خيالي، من خلال ما قاله نائب نصرالله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة خلال احتفال نظمته السفارة الإيرانية في بيروت قبل يومين، بمناسبة الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس: “إيران لم تطلب شيئا على مر التاريخ فهي أعطت ولم تأخذ”. وجاء كلامه في سياق حديثه عن دعم إيران لأطراف محور المقاومة ومن بينهم “حزب الله”.

فقد “حزب الله” ولا يزال يفقد التعاطف اللبناني معه بل تترسخ في وعي اللبنانيين فكرة معاكسة مفادها أنه علة لبنان

المصالح اللبنانية ليست في برنامج “حزب الله”، وليست هي من يقرر سياسات الدولة، لذا بنى “حزب الله” بنيانه الايديولوجي والسياسي، على ركائز خارج نظام المصالح الوطنية، وبات معنيا بفرض رؤيته وبرنامجه على اللبنانيين، بضرب المصالح اللبنانية مع خصوم ايران، وهو يدرك أن ذلك سيؤدي الى افقار الشعب وعزله، وهذا ما يريده ليسهل عليه السيطرة والتحكم على الشعب، عندما يتحول إلى قطعان من الفقراء والجوعى.

تحميل لبنان أعباء لا تحتملها إيران نفسها في علاقتها مع دول الخليج والسعودية يعكس ذهنية لا ترى في الدولة شعبها سوى ذخيرة فداء لمصالح خامنئي

غير أن ذلك، وأن كان يبدو خارج المنطق، فهو بالضرورة يمثل منهج “حزب الله”، الذي يدرك أن أخطر ما يواجهه هو الدولة، كاستحقاق لا مفر منه أمام اي شعب أو جماعة تبحث عن مستقبل لها، لذا يحاول دوما الهروب من الأسئلة الملحة المطروحة على الشعب، إلى عناوين غائمة وشعارات رنانة و”بروباغندا”، يعتقد انها تؤجل الاستحقاقات الملحة للشعب، من هنا فإن خطاب “حزب الله” اليوم، لا يقارب أزمة المالية العامة في لبنان، أو الاصلاح، أو السياسات الاقتصادية، أو انهيار العملة الوطنية، لأنها أمور تفصيلية بالنسبة اليه، فالمقاومة والتعريض بالخليج وشتم أميركا وإسرائيل، هم الأساس والجوهر.

هذه السياسة والمنهجية تدمر لبنان، لكن “حزب الله” لن يسلم من هذا التدمير، فالقوة ليست في امتلاكه مئات آلاف الصواريخ، ولا بالمئة الف مقاتل الذي لوح نصرالله بهم بعد احداث الطيونة، القوة في الفكرة القابلة للتطبيق والاقناع في محيطها، وهذه لم تعد قائمة بعدما فقد “حزب الله”، ولا يزال يفقد، التعاطف اللبناني معه، بل تترسخ في وعي اللبنانيين فكرة معاكسة، مفادها أن “حزب الله” هو علة لبنان، وهي فكرة قد لا تختصر الحقيقة والواقع، كما هي فكرة الحزب عن المقاومة وحماية لبنان، التي كانت قبل سنوات تجافي الحقيقة والواقع. 

السابق
دعوة عون للحوار تنتظر ردّ فعل الأفرقاء و«لتتحمل كل جهة مسؤولية قرارها»
التالي
كل «الإطلالات» تؤدي إلى «طاحونة الممانعة»!