مهجرو تفجير 4 آب يرفعون الصوت: فساد اداري.. ولعنة المباني الأثرية تحل على أصحابها!

اثار الدمار الذي حل بالعاصمة بيروت بعد انفجار المرفأ
عام مرّ على انفجار مرفأ بيروت الذي عُد أسوأ انفجار غير نووي في العالم، ولا تزال آثار هذه الكارثة التي راح ضحيتها أكثر من مئتي شخص والاف الجرحى، وألحق دماراً هائلاً بالعاصمة، مستمرة، وإلى اليوم لم يشف اللبنانيون من جراحهم التي عمقتها أزمات صحية واقتصادية وسياسية.

يحيي لبنان في الرابع من آب، ذكرى تفجير مرفأ بيروت الكارثي، والى جانب دموع وآلام أهالي ضحايا التفجير، ثمة صرخات لم تستكن بعد أيضا، هؤلاء الذين شردوا من منازلهم التي لم يبقَ منها حجرا على حجر في دولة عاجزة “فشلت وأهملت” حماية حقوق جميع المواطنين عقب تفجير المرفأ.

إقرأ أيضاً: الغضب يمحو الأمل.. والد الشهيد قعدان لـ«جنوبية»: السلطة تطمس الحقيقة!

فقد حوّل الانفجار الذي عزته السلطات إلى كمية ضخمة من نترات الأمونيوم مخزنة من دون تدابير وقائية، بيروت إلى مدينة موت، قتل أكثر من 400 ضحية وجرح الآلاف، دمّر أحياء فيها واقتلع أبواباً ونوافذ حتى في ضواحيها، وشرّد 300 ألف شخص مباشرة بعد الانفجار، فيما تضررت 73 ألف شقة و9200 مبنى بحسب الإحصاءات الأخيرة.

وبعد عام على الكارثة ثمة العديد من المواطنين لم يلملموا جراحهم الجسدية والنفسية بعد، والكثير منها لم ينتهِ من ترميم مسكنه نظرا للظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد، ومنهم السيدة ماري القزي التي خسرت منزلها بالكامل ولم تحصل على اية تعويضات مادية والسبب لسخرية القدر ان المنزل الذي تقطنه والذي يقع أمام مرفأ بيروت مباشرة وبجانب شركة الكهرباء مصنف مبنى أثري من قبل وزارة السياحة.

بعد عام على الكارثة ثمة العديد من المواطنين لم يلملموا جراحهم الجسدية والنفسية بعد والكثير منها لم ينتهِ من ترميم مسكنه نظرا للظروف الاقتصادية

تقول ماري القزي لـ«جنوبية» ان منزلها لم يبقَ منه شيء على حاله، كما كان قبل وقوع الكارث”، ماري التي كتب لها وعائلتها حياة جديدة بعد ان شاء القدر ان تكون هي وعائلتها خارج المنزل لحظة وقوع الكارثة، اشارت الى ان مبنى “غبريال سعد” الذي كانت تقطنه هو أقدم مبنى في المنطقة وقد تم بناءه عام 1860″.

ماري القزي خسرت منزلها بالكامل ولم تحصل على اية تعويضات مادية والسبب لسخرية القدر ان المنزل الذي تقطنه مصنف مبنى أثري

وروت القزي انه فور وقوع الانفجار قصدوا المنزل ليروا ما حل به، ولكن لم يبق منه شيئا، مشيرة الى ان منزل الذي يقع في الطابق الاخير تطايرت فيه النوافذ، سقطت الجدران”.

ومن هنا بدأت معاناة هذه العائلة التي تشردت وخسرت منزلها بالكامل، وتابعت انه “بعد شهر على الكارثة جاءها اتصال طلبوا منها التوجه الى المنزل وانتشال ما تبقى من أغراض فيه، لان ثمة جهات تبرعت لترميم المبنى قبل سقوطه”. مضيفة “لكن المفاجأة كانت ان مديرية الاثار رمت كل شيء ولم يستطيعوا انتشال “قشة” واحدة على حد قولها”.
وأشارت الى ان وحدات الجيش الموجودة في المنطقة ابغلت العائلة انها لا تستطيع الاحتفاظ بأي شيء من المنزل لأنه مصنف أثري، مشيرة انه “حتى الصليب الأحمر وكذلك الجيش استثنى عائلتها من المساعدات الـ “فريش دولار” التي استحصل عليها المتضررين آنذاك بحجة انها لم تعد تقطن المنزل وبانه مصنف أثري”.

ماري قزي: انا كمتضررة من تفجير المرفأ ماذا جنيت من تصنيف منزلي أثري، بعدما خسرت كل شيء؟

والقزي التي انتقلت للحياة في الجبل بعيدا عن عملها وعمل زوجها ومدرسة اولادها، عبرت عن امتعاضها مما تعرضت له وعائلتها من ظلم، فبدلا من تقديم الجهات المعنية الرعاية والحماية والدعم للمتضررين جراء هذا التفجير الاجرامي تعاني الويلات، في ظل الظروف المعيشية والمادية القاسية اذ يصعب عليها شراء أي شيء لان كلفة تجهيز المنزل تساوي عمليا كلفة تجهيز منزل جديد”.

لن تتمكن من العودة الى منزلها حتى يتم تشكيل حكومة واستحصال السلطات على أموال من الجهات الدولية للمساعدة في إعادة الإعمار

وتساءلت “انا كمتضررة من تفجير المرفأ، ماذا جنيت من تصنيف منزلي أثري، بعدما خسرت كل شيء؟”، ولفتت الى انه “لا يمكن لأي جهة سوى مديرية الاثار التي تضع يدها على المبنى إعادة ترميمه واستخدام الأحجار والمواد نفسها ليعود كما كان في السابق”.
اما عن اجتماعها بالمسؤول في مديرية الاثار، فكانت الخلاصة انها لن تتمكن من العودة الى منزلها حتى يتم تشكيل حكومة جديدة واستحصال السلطات اللبنانية على أموال من الجهات الدولية للمساعدة في إعادة الإعمار، علما ان المبنى يحتاج مليوني دولار لإعادة بناءه، وعندها تسلم عائلة القزي مفاتح المنزل ولكن فارغ بعدما رموا كل ما تبقى منه”.

اهمال وفشل كبير

تثبت الوقائع والمعلومات، إهمالاً وفشلاً كبيراً من جانب السلطات اللبنانية في حماية حقوق الصحة والمسكن والغذاء والتعليم لجميع السكان، وبحسب تقرير لهيئة الوطنية لحقوق الإنسان فان “الوزارات والإدارات المعنية بالإسعاف والإغاثة لم تضع استراتيجية مشتركة، أو أي خطة عمل لتلبية حاجات السكان فيما بعد وقوع الكارثة، مشيرة الى التوزيع غير عادل للمساعدات على المتضررين من الانفجار، مؤكدة أن المساعدات الطارئة سُلمت عدة مرات إلى الأشخاص أنفسهم أو إلى أشخاص ليسوا في حاجة حقيقية.

السابق
هجوم عنيف على السلطة.. المطران عودة في 4 آب: من يعيق تحقيق العدالة مجرم!
التالي
بالفيديو والصور: بشكل مفاجىء: صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونه.. واسرائيل تردّ!