العلامة الأمين بعيون عراقية: كان قريبا من جراحات العراقيين

السيد محمد حسن الامين
المواقف الناعية والمستذكرة لمآثر وذكرى فقيد الحوار والعلم والمفكر الاسلامي العلامة السيد محمد حسن الامين، وجهوده في تكريس الحوار وتعزيز انسانية الانسان والدفاع عن المظلومين ونصرة فلسطين، لا تزال مستمرة.

بكلمات مؤثرة لا تخلو من نبل العاطفة الإنسانية وسمو الذكرى وطيب المآثر، استذكر الأديب العراقي مؤيد عبد القادر، العلامة الراحل السيد محمد حسن الأمين، راويا، العديد من المواقف والذكرايت للراحل في العراق ومع صديقه القديم الشاعر حميد سعيد.

وقد نعت مجلة الصوت العلامة الأمين، وقال عبد القادر في رثائه، تلقينا في مجلة الصوت كما تلقى الكثير من العراقيين بأسى وحزن نبأ رحيل العلامة السيد محمد حسن الأمين الذي خسرته الأمة وخسره الإسلام وخسره لبنان الحبيب وللعلامة السيد محمد حسن الأمين، علاقات حميمة بالعراق وهو ممن عاش أيام جميلة في هذا البلد وتربطه بمثقفين عراقيين ممن كانوا على صلة بالجذوة الفكرية والثقافية التي كان يمثلها جبل عامل في لبنان.

اقرا ايضاً: العلامة الأمين.. «السيد المختلف» في حياته و«عليائه»

وتابع “فمن جبل عامل انطلق مفكرون ومثقفون عراقيون بعد أن فتح جبل عامل أمامهم صفحات مجلاته وصحفه لينشروا فيها، كما لأن لسماحة العلامة الأمين علاقة حميمة بأدباء عراقيين في مقدمتهم الأساتذة حميد سعيد وعبد الأمير معلى وحميد المطبعي”، مضيفا “وقد نشرت له مجلة الكلمة التي أصدرت الأستاذ الموسوعي والأديب حميد المطبعي في مدينة النجف نتاجات في الشعر والنقد، لقد رحل سماحة السيد الأمين عن عمر ناهز الـ75 بعد إصابته بوباء كورونا اللعين الذي ألمّ به منذ أسبوعين ليكون سبباً برحيله القاسي هذا”.

لقد كان سماحة السيد الأمين قريباً من جراحات العراقيين أيام الحصار الذي فرضه عليه الطاغوت الأميركي


واشار الى انه “عندما كنت في أرياف عاصمة المملكة السعودية اقتربت إلى سماحة السيد محمد حسن الأمين، الذي كان مشاركاً معي في أعمال مهرجان الجندرية الذي كان يُقام من كل نيسان من كل عام على أرض العاصمة السعودية، ولما علم بأنني من العراق بثّني شوقه للعراق وحدّثني عن صداقاته مع أدباء ومفكرين وسياسيين عراقيين”، وتابع”ولما حدّثني عن صديقه الشاعر حميد سعيد وجدتها مناسبة لأتصل بالأستاذ حميد، وأترك له الفرصة ليحادث عبر الهاتف سماحة العلامة الأمين، فكان الحديث كما سمعت حديثاً يتصبب اشتياقاً ومحبة وذكريات حلوة”. لافا الى انه “لقد كان سماحة السيد الأمين قريباً من جراحات العراقيين أيام الحصار الذي فرضه عليه الطاغوت الأميركي ومن سار خلفه من طغاة الأرض وعملاء الصهيونية والفرس والغرب”.


ولد سماحة السيد محمد حسن الأمين في بلدة شقراء – بنت جبيل وهاجر إلى النجف الأشرف عام 1960 ليدخل كلية الفقه ويتخرّج فيها عام 1967 ويتابع دراساته العليا حتى عام 1972 ويعود إلى لبنان ليدخل سلك القضاء الشرعي الجعفري عام 1975 ويُعيّن قاضياً في مدينة صور ويستمر في موقعه هذا حتى عام 1977. ثم ينتقل إلى مدينة صيدا ليبقى فيها رئيساً لمحكمتها حتى عام 1997 وبعدها يُنقل إلى المحكمة العليا مستشاراً ليستمر حتى رحيله.

بقيت فلسطين وطنيتها حاضرتين في فكر ونضال العلامة الأمين

وعندما نُقل إلى مدينة صيدا أقيم له حفل شارك فيه العديد من الشخصيات من كل المذاهب والتيارات الفكرية والسياسية ولا بد لنا أن نذكر بأن سماحته قد أُبعد عن صيدا عام 1984 بعد أن داهم الإسرائيليون منزله واعتقلوه مع زوّاره وكان منزل سماحة السيد محمد حسن الأمين واحداً من المنازل التي تعد أساسية لاجتماعات الرافضة للاحتلال الاسرائيلي، وبقيت فلسطين وطنيتها حاضرتين في فكر ونضال العلامة الأمين وكانت له علاقات حميمة بحركة فتح عند انطلاقتها وشارك في كتابة العديد من الأبحاث والمقالات التي تعطر الموقف من المشروع المقاوم ونشر الكثير منها في منشورات مركز الدراسات الفلسطينية، لا بد أن نشير لنذكّر ويبقى التذكار قائماً بأن الراحل الأمين ساهم مع شخصيات ثقافية وفكرية لبنانية من كل مدن لبنان في تأسيس اللقاء اللبناني الوحدوي الذي انطلق أوائل عام 1993 في منزل الراحل منح الصلح كواحة حوار وتلاق بين اللبنانيين.


وتحدث عبد القادر عن ان :الراحل الأمين كان شاعراً ومبدعاً وأديباً بارعاً كتب الشعر في بواكير حياته وشارك في مدينة النجف الأشرف كما أشرنا بإصدار وتحرير مجلة النجف مع نخبة من الأدباء وله كتابات فيها، كما وشارك أيضاً بإصدار وتحرير مجلة الكلمة وله كتابات في هذه المجلة وأسهم بكتابة مقالات في مجلة عبقل النجفية وللراحل عدة كتب منها الاجتماع العربي الإسلامي في نقد العلمنة والفكر الديني بين القومية والإسلامي الديني، ديموقراطية ومساهمات في النقد العربي وكتابات عن المرأة وحقوقها شارك رحمه الله في المؤتمرات والندوات الفكرية والدينية والسياسية في لبنان وأقطار العربية كما شارك في مثلها بأوروبا وإفريقيا وأمريكا”. مشيرا الى انه “لمجلة الصوت علاقة حميمة ببعض من أسرة سماحة السيد الأمين وفي المقدمة أسرة المناضل البعثي المعروف الأستاذ مالك الأمين الشخصية القومية البعثية البارزة التي عانت الأمرين من الاحتلال السوري مما ألجأ الاحتلال الأستاذ أبو أنس مالك الأمين للهجرة إلى الجزائر.

الراحل الأمين كان شاعراً ومبدعاً وأديباً بارعاً كتب الشعر في بواكير حياته


مجلة الصوت وهي تنعى إليكم الشخصية العروبية الإسلامية اللبنانية النظيفة سماحة العلامة الأمين تسأل الله له الرحمة وتتمنى أن يغدق سبحانه في علاه على أسرته ومحبيه وعارفيه بالصبر والسلوان.

السابق
توقيف شخصين على صلة بشحنة الرمان «الملغومة» إلى السعودية.. وهذه التفاصيل!
التالي
أسباب «صداع الصيام» وطرق علاجه!