أسباب «صداع الصيام» وطرق علاجه!

صداع رمضان
في بداية رمضان قد تؤدي معظم التغيرات الفيزيولوجية الى الصداع، لكن مع تتابع أيام الصوم يعتاد الجسم على الوضعية الجديدة، وإليكم التفاصيل في هذا المقال.

قد يصاب الأشخاص الذين لا يأكلون لأكثر من 16 ساعة بما يمكن تسميته بـ”صداع الصيام”، فوفقاً للإصدار الثالث من التصنيف الدولي لإضطرابات الصداع، انه قد يحدث هذا أثناء فترة الصيام ويزول خلال 72 ساعة من تناول الطعام.

ويقول الدكتور “إليوت شيفيل” رئيس جمعية جنوب إفريقيا للصداع، “إن الصداع غالباً ما يحدث في فترة ما بعد الظهر أو في المساء قبل الإفطار مباشرةً ويزداد الصداع بإزدياد مدة الصيام، أما الأشخاص الأكثر عرضة للصداع أثناء الصيام هم الذين عادةً ما يعانون منه في حياتهم اليومية، أو من الصداع النصفي، ولكن قد يعاني من الصداع الأشخاص الأصحاء أيضاً في فترة رمضان”.

اقرأ أيضاً: 7 نصائح لمرضى القولون العصبي في رمضان

ما الفرق بين صداع الصيام وأنواع الصداع الأخرى؟

من حيث الشعور بالصداع أثناء الصيام يكون الألم عادةً خفيفاً إلى متوسط ​​الشدة، ويحدث في مقدمة الرأس (الجبهة)، ولا يكون نابضاً، لذا فإن صداع الصيام يشبه صداع التوتر أكثر من الصداع النصفي.

ومع ذلك يمكن أن يؤدي الصيام إلى حدوث الصداع النصفي لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي. بمعنى آخر يمكن أن يكون الصيام محفزاً للصداع النصفي أو محفزاً لاضطراب الصداع الفريد (صداع الصيام).

وتزداد إحتمالية الإصابة بصداع الصيام مع مدة الصيام، ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يصابون عادةً بالصداع يكونون أكثر عرضة للإصابة بصداع الصيام عند عدم تناول الطعام أكثر من الأشخاص الذين لا يصابون عادةً بالصداع.

فإذا كنت تعاني بالفعل من إضطراب صداع أساسي فقد تكون أكثر عرضة لتأثيرات الصداع الناتجة عن الصيام.

أسباب الصداع أثناء الصيام

لا يزال سبب الصداع عند الصائم محل جدل بين الأطباء، وهناك عدة نظريات، أهمها:

1- نقص سكر الدم

يعتقد الخبراء أن أحد الأسباب المحتملة هو نقص السكر في الدم، أو انخفاض نسبة السكر في الدم، وبشكلٍ أكثر تحديداً يقترح بعض الخبراء أنه بالنسبة لبعض الأشخاص المهيئين وراثياً فإن التغيّرات الطفيفة في نسبة الجلوكوز في الدم قد تغير مستقبلات الألم في الدماغ، ما يؤدي إلى صداع الصيام.

كما أن هناك أسباب أخرى تدفع بعض العلماء إلى نفي فرضية أن نقص السكر في الدم هو سبب الصداع أثناء الصيام، وهي:

  • في الأشخاص الأصحاء، تكون مستويات الجليكوجين (الشكل المخزن من الجلوكوز) في الكبد كافية للحفاظ على مستويات الجلوكوز الطبيعية لمدة 24 ساعة.
  • قد يحدث صداع الصيام في وجود مستويات الجلوكوز الطبيعية.
  • لا يسبب نقص السكر في الدم الناجم عن الأنسولين صداعاً عند مرضى الصداع النصفي.
  • الصداع ليس من أعراض نقص السكر في الدم الذي يحث المرضى على طلب رعاية الطوارئ.
  • الصداع الناجم عن نقص السكر في الدم له جودة نابضة بينما الصداع الصائم ليس كذلك.

2- انسحاب الكافيين

تم ربط إنسحاب الكافيين أيضاً بصداع الصيام، ولكن هذا الإفتراض مثير للجدل أيضاً، كنقص السكر في الدم، حيث يحدث الصداع الناتج عن إنسحاب الكافيين عموماً بعد 18 ساعة من آخر تناول للكافيين، على غرار صداع الصيام، فإن صداع انسحاب الكافيين له سمات مشابهة لصداع التوتر.

ومع ذلك، لا يزال الناس يعانون من صداع الصيام، حتى عندما لا يستهلكون الكافيين عادة، الأمر الذي يتعارض مع الإعتقاد بأن انسحاب الكافيين السبب الرئيسي للصداع الصائم.

في الواقع، يعتقد العديد من العلماء أنه مثل الصداع الناجم عن نقص السكر في الدم، فإن صداع انسحاب الكافيين هو نوع منفصل عن صداع الصيام.

3- الجفاف أو الإجهاد

تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لصداع الصيام التي تم إفتراضها الجفاف والإجهاد عند الصيام، لذا فإن تناول كمية كافية من السوائل قبل بداية الصيام يمكن أن يمنع الصداع، ويتكون دماغ الإنسان في الغالب من الماء، وهو حساس جداً لكمية المياه المتاحة له، عندما يكتشف الدماغ أن إمدادات المياه منخفضة للغاية، يبدأ في إنتاج الهيستامين، والتي هي في الأساس عملية تقنين المياه والحفاظ عليها من أجل أن يحمي الدماغ نفسه في حالة إستمرار نقص المياه لفترة طويلة من الزمن.

الهستامين يسبب الألم والتعب بشكلٍ مباشر، أي الصداع وإنخفاض الطاقة، لذا تأكد من شرب كميات كبيرة من الماء قبل البدء في الصيام وبعد الإفطار.

خلاصة القول هنا هي أن السبب الدقيق للصداع لا يزال مجهولاً، وقد يكون هناك عدد من العوامل المعنية التي يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر.

الوقاية من الصداع أثناء الصيام

قد ينطوي على العديد من العوامل أو يكون الصداع فردياً، بغض النظر عن السبب يمكنك محاولة منع هذا النوع من الصداع من خلال التأكد من أنك تتناول وجبات منتظمة وتشرب القدر الكافي من الماء.

فإذا كنت تصوم لفترة طويلة، فكر في تقليل إستهلاك الكافيين قبل أسابيع من الصيام، ثم اشرب فنجان قهوة في اليوم الأول من الصوم.

أما إذا كنت تعاني من صداع شديد بشكلٍ مستمر ويومي في رمضان، فالأفضل أن تراجع طبيبك لتتأكد من السبب وإيجاد الحل أو العلاج المناسب لحالتك.

السابق
العلامة الأمين بعيون عراقية: كان قريبا من جراحات العراقيين
التالي
بالفيديو: رامي عليق يعترف بتقاضي رشوة من جهاد العرب لاغلاق ملف الكوستابرافا!