مصادر عون لـ«جنوبية»: لا فيتو على الحريري.. وتأجيل الاستشارات لحشد الأصوات!


أثار تأجيل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للإستشارات النيابية التي كان من المقرر ان تعقد اليوم لتكليف رئيس جديد للحكومة إلى يوم الخميس المقبل “لبروز صعوبات تستوجب حلها”، ردود فعل سياسية وشعبية واسعة أبرزها من عين التينة حيث إعتبرت مصادر الرئيس نبيه بري ليل أمس “أن رئيس المجلس ضد التأجيل ولو ليوم واحد”، في حين ربطت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي هذا التأجيل برغبة رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل في الحصول على حصته من الحكومة المقبلة.

هذه الردود كان لها صداها في قصر بعبدا، ودفعت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون لشرح لـ”جنوبية” وجهة نظر رئيس الجمهورية من تأجيل الاستشارات، فقالت :”لا وجود لأي سبب شخصي يتحكم بمواقف الرئيس عون لكن هناك مواضيع يجب ان تدرس قبل التكليف كي لا نكون امام تكليف دون تأليف وتأليف دون ثقة”، مستغربة ” بعض ردود الفعل التي صدرت قبل ان تعرف الاسباب الحقيقية للتأجيل ولم ترتكز على معطيات واقعية”، وأوضحت أن “كلام الرئيس بري كان قبل صدور بيان بعبدا ولا فيتو على الحريري بل إلتزام بنتيجة الاستشارات”.

تضيف المصادر:” الرئيس عون حريص على توفير اكبر عدد ممكن من التأييد النيابي للشخصية التي ستكلّف تشكيل الحكومة، نظراً لأهمية ودقة المهمات المطلوبة منها في المرحلة المقبلة والتي تتطلب توافقاً وطنياً عريضاً وليس تشرذماً، مع الحرص أيضا على تسمية الرئيس المكلّف باجماع وطني ومناطقي(أي منطقة جبل لبنان)”، مشددة على أن “الرئيس عون أراد من خلال قراره ان يعطي فرصة اضافية للاتفاق مع الرئيس المكلّف لإنقاذ المبادرة الفرنسية انطلاقاً من دعم رئيس الجمهورية لهذه المبادرة، والتي يحتاج تنفيذها الى اكبر عدد ممكن من المؤيدين خصوصا انه كان هناك تعثّر في المواقف حيال هذه المبادرة والتأجيل يمكن ان يعالج هذه المسألة”.

من ضمن اسباب التأجيل ان الخلاف ليس على المبادرة الفرنسية وما تحتويه من نقاط اصلاحية بل على طريقة تنفيذ هذه المبادرة

وتلفت المصادر إلى “حرص الرئيس عون من خلال هذه الخطوة على تأمين اجواء تسهّل عملية التأليف لاحقاً وبالتالي تأمين حصول الحكومة العتيدة على الثقة المرجوة، لأن امام هذه الحكومة برنامجا للاصلاحات بجب ان يتم التوافق حوله وحول آلية تنفيذه حتى تكون خطة الحكومة وبرنامجها واضحين في هذا الاطار”، مشددة على أنه “من ضمن اسباب التأجيل ان الخلاف ليس على المبادرة الفرنسية وما تحتويه من نقاط اصلاحية بل على طريقة تنفيذ هذه المبادرة ما يفرض وحود مناخات ايجابية للعمل”.

و ترى أن “اي رئيس كتلة سواء كان من الكتل الكبيرة الوازنة او الكتل الصغيرة له الحق ان يبدي رأيه، لكن هذا الرأي منفصل عن اختصاص الرئيس ومسؤولياته”، موضحة أن “الرئيس عون تلقى اتصالات من رؤساء الكتل تمنّوا عليه تأجيل الاستشارات”، وإعتبرت أن “الاجدر بالذين اعترضوا كان ان يحللوا الوضع السياسي لكانوا عرفوا اسباب التأجيل لأسبوع، لأن تحليل هذا الوضع يظهر معطيات دفعت الرئيس عون الى تأجيل الاستشارات لتوفير مناخات ايجابية للتأليف، كي لا يتمّ أسر البلاد بين حكومة تصرّف اعمالاً ورئيساً مكلّفاً لا يؤلّف”.

وتتابع:”إتصل الحريري أمس برئيس الجمهورية ووضعه في صورة اتصالاته وهو كان يفترض ان يحضر الى بعبدا، وكان لدى الرئيس عون بعض الافكار التي عرضها على الحريري وكانت توافرت معطيات خلال الاتصال كانت دفعت الى التأجيل ، صحيح أن باسيل رئيس كتلة نيابية وهي الاكبر لكنه كأي كتلة اخرى لا يحق له ان يملي شيئا على الاخرين”.

وتختم:”سيتخلل الاسبوع الذي يفصل عن موعد الاستشارات الجديد عدة مشاورات، وكل غاية الرئيس عون توفير المناخات الايجابية لتشكيل الحكومة وكل ما قيل غير ذلك لا اساس له من الصحة”.

السابق
مكرم رباح لـ«جنوبية»: المراهنة على قدرة الثورة تدمير النظام لوحدها حلم منقوص!
التالي
لقمان سليم لـ«جنوبية»: يا حبّذا لو ترتكب الثورة المزيد من الخطايا!