الاستشارات.. «روليت لبنانية» ذات حظوظ حكومية!

قصر بعبدا

لم تنجل الضبابية التي تلف الاستشارات النيابية المتوقع حصولها يوم الخميس في القصر الجمهوري لجهة تكليف الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة المقبلة والاصوات النيابية التي يمكن أن ينالها وعما إذا سيكون المرشح الوحيد أنه سيطرح أسماء أخرى إلى جانبه. كل الجولات التي قام بها وفد تيار المستقبل على الكتل النيابية كانت تنتهي بتصريح الجميع بأنهم متمسكون بالمبادرة الفرنسية، لكن العامل الحقيقي الذي يساعد على إنقشاع هذه الضبابية هو هل فعلا مدار البحث فقط حول المبادرة الفرنسية والاستعداد للمساعدة في تنفيذ بنودها فقط، أم أن الامر تطرق أيضا إلى شكل الحكومة وحصص القوى السياسية فيها والآلية التي ستتبع لتأليفها؟.

اقرأ أيضا: «بَرَكَتان» تُحرّكان الحريري..هل يكتمل مشوار التكليف و التأليف؟


بحسب المتابعين لملف الاستشارات “القطبة المخفية” تكمن في شكل الحكومة المقبلة و مشاركة القوى السياسية فيها وإن كانت جميع الاطراف لا تعترف بذلك ولكل منها أسبابه فرئيس الجمهورية لا يريد أن ينتهي عهده من دون أن يضع مداميك الاصلاح على الاقل، والرئيس الحريري لا يقبل بأن يُكلف من دون أن يؤلف لحسابات سياسية وشعبية.
وفيما الثنائي الشيعي لا يزال على موقفه من حقيبة المالية والتسمية بشأنها، تبدو على خط ميرنا شالوحي – بيت الوسط القطبة المخفية ذاتها، إذ إعتبر مصدر مقرب من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ل”جنوبية” أن “بداية الانقاذ الذي يريد الرئيس الحريري تحقيقه يكون عبر لقاء يجمعه مع باسيل لمناقشة الملف الحكومي”، في حين شرح مصدر متابع ل”جنوبية” أنه “في حال قرر تكتل لبنان القوي حجب أصواته عن الحريري يمكن لرئيس تيار المستقبل الاكتفاء بأصوات كتلة حزب الطاشناق وتيار المردة والنواب المسيحيين المستقلين والتعاون مع رئيس الجمهورية على تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة وبهذا يحصل التكتل لبنان القوي على حصته بشكل غير مباشر”.

النائب محمد خواجة
النائب محمد خواجة


على ضفة عين التينة يقول عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة لـ”جنوبية” أن “لقاءا لكتلة التنمية والتحرير سيحصل قبل لقائهم رئيس الجمهورية للاتفاق على إسم محدد ولو أن الرئيس الحريري يملك حظوظا دائمة بالتكليف وهذا تكتيك ليس جديدا ويعتمد في الوزارات”.
ويرى أن “الكتل النيابية سيدة قراراتها وكل كتلة تحدد الشخصية التي تتناسب مع تطلعاتها ، وهذه اللعبة الديمقراطية والاستشارات النيابية لا تشترط الميثاقية ولا عدد أصوات والمرشح الاعلى الاصوات هو من يكلف، صحيح ان هذا لم نشهده لأن أغلب الحكومات تؤلف بعد توافق القوى السياسية وبالتكليف ليس هناك ميثاقية بينما تنطبق الميثاقية على تأليف الحكومة”.

خواجة لـ«جنوبية»: البلد بأمس الحاجة لحكومة منتجة.. و لا مجال للتأجيل


ويشير إلى أن “بري لم يعاتب الرئيس الحريري على تمسكه بعدم القبول بتسمية الثنائي الشيعي لوزرائهم في حكومة الرئيس مصطفى أديب وربما سيعاتبه في ما بعد، والالوية هي تأليف حكومة منتجة وفاعلة البلد بأمس الحاجة إليها ولا مجال للتأجيل والبلد أهم من العتاب بين الافرقاء حول من أخطأ بحق من”.

ماذا عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، هل سيعطي الضوء الاخضر لنواب اللقاء الديمقراطي بتسمية الحريري بالرغم من التصعيد الدرزي تجاه بيت الوسط (إرسلان ووهاب والكلام العالي السقف الذي وجهه جنبلاط للحريري خلال إطلالته التلفزيونية الاخيرة)؟ يقول المتابعون ل”جنوبية” “لا يمكن الجزم بأن وليد بك سيتخلى عن الحريري خصوصا أن التواصل بينهم لم ينقطع و أجواء الاتصال الذي جرى بينهم يشي بذلك، كما أن هناك “كاسحة ألغام” تريد أن تولد الحكومة بأسرع وقت وتقوم بنزع الالغام من أمامها، هذه الكاسحة أسمها الرئيس بري الذي سيتدخل في الوقت المناسب لإقناع صديقه جنبلاط بالسير بتسمية الحريري والذي من المفترض أن ينال يوم الخميس مابين 60 و 65 صوتا”.

السابق
«كورونا» لبنان يضرب من جديد.. كم بلغ عدد الاصابات والوفيات اليوم؟
التالي
النجوم في رحيل محمود ياسين.. فتى الشاشة الأول وآخر الشجعان!