الحركة لـ«جنوبية»: لا ثقة في أي طرح «حكومي» ومستمرون في معركتنا!

المحامي واصف الحركة

فوق حطام مرفأ بيروت، انطلقت المشاورات السياسية لتشكيل حكومة جديدة بعد “اقالة” حكومة حسان دياب من قبل قوى الأمر الواقع، الا ان الأخطر من مشاهد الموت والدمار والعائلات المشرّدة، والمؤسسات التي غرقت تحت الركام، هو الاستثمار السياسي من قبل الطبقة الحاكمة عبر إبرام التسويات لإعادة تعويم نفسها على حساب دم الشهداء تحت مظلة دولية، وذلك بعد تضحية «حزب الله» وحلفائه بحكومة المستشارين، لامتصاص غضب الشارع.

اقرأ أيضاً: الإتصالات الحكومية تُزخم بعد المحكمة وغياض لـ«جنوبية»: الأساس الحياد.. والحزب يعتصم بالصمت

الاستشارات النيابية

وفيما يتريُّث رئيس الجمهورية ميشال ‏عون في تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل ‏الحكومة الجديدة، المفارقة اللافتة التي يجب التوقف عندها هي تجاوز الحركة ‏الاحتجاجية كل ما جرى على صعيد استقالة دياب، إذ مضت في تصعيد احتجاجاتها منادية بإسقاط رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، وهو ما لم ‏يكن مستغربا لا سيما بعد ثبوت الفساد القاتل لهذه الطبقة السياسية وسوء إدارتها للعديد من الملفات، وعلى رأسها ملف نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت الذي أدى إلى كارثة الرابع من آب. وأمام هذه الأجواء الحكومية، أكد المحامي والناشط مدني في الحراك الشعبي، واصف الحركة لـ “جنوبية” ان المنظومة السياسية تحاول صياغة خطوات بهدف الاستمرار بالحكم ورهن البلد، مشددا ان لا ثقة في أي طرح “حكومي”.

حتى الساعة يسيطر الضباب على الملف الحكومي، من حيث التكليف وشكل الحكومة العتيدة، حيث يدور النقاش الحالي حول حكومة وحدة وطنية أو حكومة حيادية مستقلة، لكن ما هو موقف الحراك الشعبي من التطورات السياسية الحاصلة، وهل سيسمح ثوار 17 تشرين للسلطة السياسية اعادة انتاج نفسها؟
في هذا السياق، أكّد المحامي والناشط مدني في الحراك الشعبي، واصف الحركة، رفض انتفاضة “17 تشرين” المطلق إعطاء الشرعية مجددا لهذه الطبقة السياسية، مشيرا في حديث لـ “جنوبية” ان “توصيف المشكلة يسهل رؤية الحل، فمشكلة لبنان الحقيقية تتمثل بهذه المنظومة والنظام الطائفي المبني على المحاصصة والقتل والفساد، وبالتالي الحراك الشعبي على قناعة تامة بأن هذا النظام لم يعد قادرا على تقديم أي شيء، واستمراره يعني اسقاط الوطن”.
وشدّد الحركة ان “المعركة اليوم هي اما الشعب او السلطة الحاكمة، ومن هذا المنطلق عارضت الانتفاضة حكومة دياب وأكدت ان لا ثقة باعتبارها ان حكومة الدمى والأقنعة”، وتابع “كنا مدركين ان المواجهة مع هذه المنظومة التي تحاول صياغة خطوات بهدف الاستمرار بالحكم ورهن البلد ليست أمرا سهلا”.

كما أشار الحركة ان “محاولات الحاصلة تشكيل حكومة من طرف واحد من السلطة، تحت مسمى كاذب هو “حكومة وحدة وطنية ” الهدف منه إعادة ضخ دم للنظام بعدما تعرض لاهتزازات كبيرة من 17 تشرين حتى 4 آب تحت عناوين مختلفة”، لافتا ان السلطة “لديها قدرة كبير على ابتزاز الناس عبر تخييرهم بينهم وبين الحرب الأهلية أو الانهيار الاقتصادي”.

الحركة: ان المنظومة السياسية تحاول صياغة خطوات بهدف الاستمرار بالحكم ورهن البلد

كما أكد الحركة ان “هذا الطرح اليوم هو طرح مرفوض وكاذب، وثمة نوايا واضحة للقبض على البلد أكثر وأكثر”، مشيرا ان “انتفاضة 17 تشرين لديها مواجهات على عدة صعد، فهناك مواجهة على الصعيد السياسي ومواجهة لبناء معارضة حقيقية وفق مشروع سياسي، وهناك جرأة للقول ان هناك بدائل والمطلوب التمسك بما طرحته 17 تشرين لجهة انه لا بد تشكيل حكومة خارج المنظومة بصلاحيات تشريعية استثنائية للقيام بالإنقاذ الاقتصادي ومحاسبة القتلة، واسترداد الأموال المنهوبة وكذلك اعداد قانون انتخابي لإعادة تشكيل السلطة”.
التدخلات الدولية

وفيما يتعلق بالتدخل الدولي، قال الحركة “نحن حركة شعبية ثورية سيادية ترفض أي تدخل من الخارج أيا يكن هذا الخارج، وواضح ان السلطة هي من تستدعي الخراج دائما لدعمها أو للإنقاذ، كما حصل عند اتفاقي الطائف والدوحة وكذلك عند مؤتم ر باريس 1، 2، 3 “، مشيرا انهم اليوم هم من يستدعون التدخل الخارجي وهم المرتبطون والمرتهنون للدول الخارجية”، وتابع “نحن ضد أي تدخل لأن الدول تقوم بما تقتضيه مصالحها ولا تقوم بمصالحة الشعوب أخرى، ونحن مصالحنا تنبع من ارادتنا الوطنية لخدمة الشعب”.
كما أكد الحركة على ان “لبنان ليس بلدا فقيرا ومن احدى معاركنا استرداد المال المنهوب، وفي حال نجح الأمر لا حاجة لطلب مساعدة أحد”، لافتا انه “بسبب الأزمة أي عطاء يصل الى الناس مباشرة من دون أي شروط فليكن، ولكن الدول تريد بقاء هذا النظام ولكن وفق شروطها ومصالحها، لذا من الممكن ان تقدم له أوكسجين ليستمر وإعادة تشكيل السلطة والنظام”.

اقرأ أيضاً: حمادة لـ«جنوبية»: لا «تسوية».. ولم أكن مريضاً يوم الجلسة البرلمانية!

حكومة المستقلين

وشدد الحركة على عدم ثقتهم بالسلطة وإمكانية تشكيل حكومة من المستقلين، مؤكدا ان “لا ثقة أبي طرح من هذه السلطة وأي طرح تكون شريكة فيه، لأنهم دائما يقدمون مصالحهم الفردية على مصالح الوطن”.
واكد الحركة “نحن مقتنعون أن معركتنا طويلة وهذا النظام شرس ومجرم وحاقد، وقادر ان يفعل أي شيء كي يبقى، كذلك نحن مقتنعون ان التغيير يحتاج الى وقت ونحن مستمرون في معركتنا.
ختاما، قال الحركة “لدينا أمل أن الشعب هو من سيغير وان طال هذا الأمر، مضيفا “لدينا قناعة أن ما وصلت اليه البلاد سيجعل جمهور هذه القوى يدركون انهم سبب الخراب بعدما تتعارض مصالحهم ومصالح أبنائهم ومصالح مستقبلهم مع مصالح المنظومة الحاكمة.

السابق
الأمين يُشرّح علاقة «الحزب» بلبنان: يرفض الإندراج بالدولة لو أخذ السلطات الثلاث!
التالي
نجمة «العشق الممنوع» تتابع تعاونها مع نتفلكس وترد على شائعات الاقتباس!