خلاف على شفير الهاوية.. مخلوف يحرق المركب وبشار يتعنت!

بشار الاسد رامي مخلوف

كيف يمكن فهم الخلاف الظاهر بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف، عبر قراءة الوضع الراهن لحال السياسة السورية المرتهنة لقرارات روسية وإيرانية، فالشقاق الذي وصل إلى داخل العائلة المالكة يرتبط بسلسلة من أحداث التهميش والإقصاء التي اتبعها نظام الأسد بحق معارضيه ولو كانوا من الدائرة المقربة.

فطلاق السياسة والاقتصاد ينم عن تخبط كبير في دوائر القرار السياسي، فكيف إذا حدث الخلاف بين رجل السلطة الأول بشار الأسد وأغنى رجل في البلاد رامي مخلوف.

الهرم يتفكك

ولكن ذلك لا يلغي ضرورة قراءة هذه الندية من جانب الرجل الثالث في هرم السلطة وهو شقيق بشار الأسد ماهر، والذي دارت الكثير من الشبهات حول تورطه المباشر في عمليات القتل ووضع على لائحة العقوبات الدولية، في حين يتسلم الفرقة الرابعة التي أرعبت السوريين بمجرد ذكر اسمها فقط.

علاقة ماهر برامي وبشار صعدت للواجهة بعد انهيار الحلف الثلاثي، فيما يبدو أنه تراجع أو إبعاد ماهر عن الصدام المباشر بين مخلوف والأسد.

العلاقة تطرق لها الكاتب دافيد غاردنر في صحيفة “فاينشنال تايمز” معتبراً أن الخلافات الأسرية حكمت عائلة الأسد منذ نصف قرن تقريبا، حيث أبقى أفراد العائلة خلافاتهم سرية باستثناء محاولة انقلاب رفعت الأسد في عام 1984.

لكن مؤخرا أخذ مخلوف الخلاف بينه وبين الأسد إلى العلن، ونشر مخلوف ثلاثة فيديوهات على فيسبوك ينتقد فيها نظام الأسد، الذي حاول مصادرة ثروته، مصرا على أنه خدم النظام خلال “التمرد” الذي كان على وشك إسقاط حكم الأسد.

إقرأ أيضاً: مسمار جديد في نعش إمبراطورية مخلوف.. قرار بمنع التعاقد الحكومي لخمس سنوات!

السبب الظاهري للخلاف يعود إلى أن الحكومة السورية طالبت مخلوف بدفع بملايين الدولارات من الضرائب المتأخرة ورسوم الترخيص على شركات “سيرياتل” ومنافستها الصغرى “MTN” لنظام الأسد الذي يعاني من ضائقة مالية، بجانب اعتقال عدد من موظفي الشركة.

ووضع مخلوف تحت طائلة العقوبات الأميركية والاتحاد الأوروبي منذ عام 2008، وذلك بتهمة استخدام خدمات الاستخبارات من أجل ترهيب رجال الأعمال الآخرين، بالإضافة إلى كونه مصدر تمويل للنظام السوري.

وقال مخلوف في أحد فيديوهاته القديمة “أريد أن أوجه رسالتي تجاه الرئيس السوري، لقد بدأت الاستخبارات في التعدي على حريات شعبنا، هؤلاء هم شعبك، هؤلاء هم مؤيدوك”.

الخلاف مستمر منذ أيلول الفائت حيث لاحق نظام الأسد رجال الأعمال البارزين مطالباً إياهم برفد خزينة الدولة

التمرد وما بعد

في عام 2005، تم الإعلان عن انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان، والذي عارض اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في شباط من نفس العام، والذي اتهمت دمشق وحزب الله به.

وخلف كنعان، رستم غزالة، الذي قتل وسط ظروف غامضة في عام 2015، حيث لم يبق بعده أحد على صلة بعملية اغتيال الحريري.

وكان كنعان يرى كمنافس للأسد، كما كان الحال مع صهر الرئيس ورئيس المخابرات العسكرية السابق آصف شوكت، وقد اتهم شوكت بأنه مزروع كبديل للأسد من قبل المخابرات الفرنسية والتركية.

وعندما قتل شوكت في عام 2012 ضمن عملية تفجير مجلس الأمن السوري التي قتل فيها وزير الدفاع أيضاً، رأى مراقبون أن العملية من تخطيط أيادٍ داخلية رغم أنها عدت متطرفة بمقاييس النظام السوري من أجل استهداف رجل واحد.

سياسة الاغتيالات ليست جديدة على نظام الأسد، لكن الفارق في حجم رغبته بالتضحية بابن خاله إذا ما شكل خطراً على الأسد شخصياً!

لكن ما علاقة كل العمليات السابقة بفيديوهات مخلوف، يرى المقال أن هذه الفيديوهات ربما تعتبر بوليصة تأمين محتملة أمام أي مصير مشابه قد ينتظر مخلوف، ولكن الخلاف لليوم يبدو صعب النظر إليه كمواجهة مباشرة قد تودي بالأسد إلى التخلص من مخلوف وذلك لعدة عوامل.

أوراق مخلوف

يمتلك رامي مخلوف ميليشيا مكونة من 30 ألف مقاتل تتمركز في شمال غرب الساحل السوري، حيث توجد الأقلية العلوية، ورغم أن هذا قد ينظر على أنه تهديد، فإن هذه الميليشيا منضوية تحت الفرقة الرابعة دبابات بقيادة شقيق بشار ماهر الأسد.

كما كان ينزر إلى جمعية البستان الخيرية التي يمتلكها مخلوف على أنها ورقة ضغط كبيرة في تحريك الشارع السوري وجذب المقاتلين، لكن تم تهميشها من جانب شبكات خيرية تسيطر عليها أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري.

إقرأ أيضاً: مخلوف في فيديو ثالث يحذّر من «الأثرياء الجدد» ويربط تدهور اقتصاد سوريا بانهيار شركته!

وهذا ما يرجح فرضية أن النظام لا يريد التخلص من مخلوف كنفوذ بل الاستيلاء عى ثروته، وهذه العملية التصاعدية في الخلاف بدأت منذ الخريف الفائت، حين أبلغ النظام السوري العشرات من رجال الأعمال البارزين بأن عليهم إعادة الأموال والمساعدة في إنقاذ البلاد، وبينما استجاب بعض رجال الأعمال فإن سياسي عربي قال إن مخلوف قد رفض ذلك.

وأضاف السياسي العربي البارز بحسب غاردنر، أن مخلوف قاوم خطط منح امتياز ثالث للهواتف المحمولة، حيث أخبر أن عليه المساهمة فيها بثلث عملاء “سيرياتل”. ويختتم غاردنر مقاله بالقول “يبدو الآن كما لو أنه (مخلوف) سيفقد كل شيء، الميلودراما مستمرة!”.

السابق
«كورونيات لبنانية»..9 إصابات جديدة في مزبود وإصابة في المرج!
التالي
طقس شتوي في «عزّ الربيع»..إستعدوا للبَرَد والأمطار وإنخفاض الحرارة!