يسرا لا تخون عهدها.. وتربح صدارة الموسم الرمضاني مبكراً!

يسرا
مشهد درامي واحد أعاد الثقة بقدرة الدراما التلفزيونية على صناعة الفارق وكسر مفهوم التريند لصالح القيمة الفنية التي أثبتت حضورها في مسلسل "خيانة عهد"

لم يكن لعمل درامي أن يصنع حالة شعبية إذا لم تتوافر فيه العناصر الفنية الضامنة لذلك، ولكن أن تستأثر الحكاية بذاتها لتخرج من نطاق الطبقية والخطاب الموجه لفئة معينة إلى حالة تعبر عن كافة طبقات المجتمع، فذلك ينّم عن ذكاء فني تمكنّ نص مسلسل “خيانة عهد” من تحقيقه يوم أمس.

في مفترق العمل عند الحلقة الرابعة عشر وسط سير الأحداث في حياة عائلة “عهد” التي تتعرض لخيانات من أقرب الناس إليها كعقاب عن ماض لا علاقة لها به، تمكنت النجمة يسرا من تجديد هالة نجوميتها في موسم تغيب فيه ملامح الأبطال، واستطاعت خلال الحلقات الأولى للعمل أن تدخل إلى قلوب المشاهدين المصريين والعرب بنموذج الأم الطيبة التي لا هم لها في الحياة سوى ابنها الوحيد “هشام”.

تلفظ يسرا اسم “هشام” برنة معينة أي بكسر الهاء وفتح الشين ما حول وسم “هشام” إلى تريند في موقع تويتر بعد أن انقلبت الأحداث ليتوفى البطل في مشاهد ماستر متتالية ضمن الحلقة الرابعة عشر من العمل والتي تصدرت مواقع التواصل ليلة أمس.

يعيد المخرج المصري سامح عبد العزيز تميزه في الدراما بعدما تألق في السينما بعدة أفلام أشهرها “كباريه”

المشهد المر

تتفاجئ “عهد” بخبر وفاة ابنها الوحيد “هشام” وتتجه إلى مشرحة الموتى داخل أحد المستشفيات للتعرّف إلى جثة ابنها، ومن هنا تبدأ يسرا بتقديم جرعة صدق درامية لا يمكن أن تشاهدها سوى من نجمة تُدعى “يسرا”، فهي التي رفضت التصديق بأن هذه الجثة هي لابنها الوحيد، ولم تنطق بجملة واحدة حتى دفن ابنها حيث نجحت بمشاعرها الصادقة وأدائها الطبيعي أن تُبكي ملايين المشاهدين بلحظة واحدة وتوجع قلوب جمهورها على فراق أحبابهم؛ فكل منا تذكر حبيباً فارقه، في هذه اللحظة تذكر تفاصيل هذه الليلة التي لا يمكن محوها من الذاكرة بمجرد أن نشاهد حزن “عهد” وانهيارها لفراق حبيبها وسندها وابنها الوحيد هشام دون أن تدري حقيقة ما حدث.

تمكن المسلسل من الوصول إلى كافة الطبقات الاجتماعية لقصته البسيطة وطرحه الدافئ

ملحمة درامية

هذا العمل الذي يسابق الجميع ليحتلّ الصدارة في قمة المنافسة الدرامية لهذا الموسم، هو بمثابة عمل درامي مكتمل الأركان يقوده مايسترو قوي وهو المخرج سامح عبد العزيز الذي يعرف كيف يُخرج التفاصيل الخاصة في كل مشهد ليصبح حقيقياً جداً بعيداً تماماً عن التمثيل.

إقرأ أيضاً: محمد رمضان.. نجم صف أول وأسير في زنزانة أدواره!

أما بقية فريق العمل، بداية من حلا شيحة التي أظهرت دور الشر في أبهى صوره حتى يكرهها الجمهور كثيراً بل ويفكر في الانتقام منها وعبير صبري، تلك الأم المستهترة والزوجة الخائنة التي قدمت بكل جرأة هذا الدور دون تردد لتكشف عن طاقات تمثيلية جديدة لم تقدمها من قبل، وعودة الممثلة السورية جومانا مراد التي أثبتت أن فترة غيابها عن الشاشة لم تمسّ موهبتها أبداً بل جعلتها تعلن عودتها بدور يضعها في مكانة مختلفة.

أما السيناريو فهو لكاتب شاب أصبح اسمه علامة على أي عمل فني لتتقن أنك ستشاهد دراما لا يمكن أن تشاهدها سوى على ورق أمين جمال.

السابق
عداد «كورونا» يرتفع مجددا في لبنان.. كم بلغ عدد الحالات اليوم؟
التالي
وزير الاقتصاد حدّد «سعر ووزن ربطة الخبز».. هذه التفاصيل!