روسيا تطعن خاصرة الحليف: حماية الأسد باتت «عبئاً»!

بشار الأسد روسيا

هل يحدث التخلي مرة واحدة؟ سؤال يراود الأسد في قصره الجمهوري بعدما ضاقت به السبل وكاد يظن أن العالم يلتف حوله من جديد. لماذا الآن على أبواب شهر من بدء تطبيق قانون العقوبات الأميركية “قيصر” تخرج روسيا بتصريحات متتالية وعلى لسان عدة جهات تلوّح باقتراب التخلي عن الأسد، فمن كان حليف السنوات السابقة بات اليوم عبئاً بحسب التقرير الأخير للمجلس الروسي للشؤون الخارجية المقرّب من الكرملين.

أشار التقرير إلى مسعى روسي أكثر جدية لإحداث تغييرات في سوريا، وتحدث عن توقعات بتوصل روسيا وإيران وتركيا إلى توافق على الإطاحة بالأسد وإقرار وقف شامل للنار، مقابل تشكيل حكومة انتقالية تضم أطرافاً من النظام والمعارضة والقوى الديمقراطية.

توقيت صدور التقرير واللهجة الواردة به لم ينفصل عن حملة إعلامية وسياسية وصفت الأسد بأنه “فاقد للشعبية وغير قادر على الإصلاح”.

استخدمت روسيا كلمة “عبء” لوصف ثقل حمايتها للأسد في الفترة الراهنة

يذكر أن المجلس الروسي يديره وزير الخارجية الأسبق إيغور إيفانوف، وهو يحظى بحضور مرموق وسط الأوساط البحثية والسياسية الروسية.

وجاء التقرير اليوم في سلسلة متتالية من التصريحات حيث سلط المجلس الضوء قبل أيام على مقالة لسفير روسي سابق انتقد فيها بقوة “حجم الفساد وأخطاء القيادة السورية وانفصالها عن الواقع السياسي والعسكري”.

إقرأ أيضاً: النيران تصل قصر الأسد.. اعتقالات تحوّل «مخلوف» الخادم المطيع إلى شرارة تمرد!

ما الذي تغير؟!

يشير التقرير المنشور عن أن روسيا حرصت من بدية تدخلها العسكري في سوريا على تجنب الظهور كمدافع عن الأسد، وشددت على ضرورة أن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه، لكنه يتابع بأن روسيا وجدت اليوم في طريقها لإحداث تغييرات تتسم بالجدية في سوريا أن أحد المعوقات في طريقها هو الأسد خاصة أنه يجر موسكو نحو السيناريو الأفغاني، وهذا ما لا يريده الكرملين ويجد به إحباط لآمال روسيا.

فإذا ما نظرنا إلى خيارات روسيا المتاحة اليوم، يبرز بينها سيناريو يرى أن القوات الأجنبية الموجودة في سوريا تحافظ على نطاق وجودها لسنوات عديدة، لتبقى سوريا مقسمة إلى منطقة محمية من طهران وموسكو “سوريا التي سعى الأسد لتسميتها بالمفيدة”، ومنطقة معارضة مدعومة من أنقرة “شمال البلاد”، وشرق الفرات المدعوم من واشنطن “المنطقة الشرقية”.

تتزامن التصريحات مع اقتراب تطبيق قانون “قيصر” الأميركي

أما السيناريو الثاني فيحتاج إلى انسحاب كامل لجميع القوات وتوحيد البلاد بعد تحقيق تحوُّل سياسي، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254. واعتبر التقرير هذا الخيار “أقل تكلفة لجميع الأطراف”.

وبالطبع لا يمكن فصل كافة التقارير الروسية المتزامنة عن حالة التخبط في القيادة العليا داخل نظام الأسد والتي صدرت الخلافات العائلية بين بشار الأسد ورامي مخلوف إلى الواجهة ما ينذر بانقسام شاقولي في الحاضنة الشعبية قد يسهل الطريق أمام موسكو لتحقيق مخططها.

السابق
إيران تخفض قواتها وتخلي قواعدها العسكرية في سوريا
التالي
جعجع يُلبّي دعوة عون.. و«لقاء بعبدا» يستجدي القوى السياسية للإنقاذ!