إيران تخفض قواتها وتخلي قواعدها العسكرية في سوريا

ايران علم سوريا
التواجد الإيراني في سوريا بات يمثل عبئا على نظام الأسد.

على وقع الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لقواعدها العسكرية في سوريا، بدأت إيران تنسحب تدريجيا من سوريا وذلك بإخلاء عدد من القواعد العسكرية التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إيران قلّصت أيضا “حجم نقلها لأسلحة عبر الرحلات الجوية إلى سوريا”، إلا أنه لم يكشف إذا كانت الغارات الإسرائيلية المتكررة هي السبب، أو تفشّي “كورونا” المستجد في البلاد.

جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها مسؤولون عسكريون في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب (وسط)، لقناة “كان 11” الرسمية.

ويرى مراقبون أن الاستهداف المتواصل لقواعد عسكرية إيرانية أودت بحياة العشرات من المسلحين، دفع طهران إلى التفكير في التخفيض في عدد القوات المتواجدة هناك وإخلاء بعض القوالعد العسكرية، خصوصا في ظل جائحة كورونا التي عمقت من الخسائر الاقتصادية للبلاد، وهي خطوة ستفقدها نفوذها العسكري في سوريا.

وبحسب المصادر العسكرية، فإن إيران بدأت للمرة الأولى منذ دخولها سوريا في تقليص قواتها وإخلاء قواعدها هناك، على خلفية القصف الإسرائيلي المتواصل.

وأضافت المصادر ذاتها أن النظام السوري دفع ثمنا فادحا بسبب التواجد الإيراني داخل البلاد والذي بات يمثل عبئا على الرئيس بشار الأسد.

وصعّدت إسرائيل في الفترة الأخيرة من هجماتها التي تستهدف القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا لقطع الطريق على مساعي طهران لجعل سوريا قاعدة عسكرية تابعة لنظام ولاية الفقيه والحيلولة دون نقل أسلحة متطورة من إيران إلى حزب الله اللبناني عن طريق سوريا.

وفي سياق متصل، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت أنّ بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى “رحيل” إيران منها، في تصريح يأتي غداة غارات استهدفت قوات إيرانية ومجموعات عراقية موالية لها في شرق سوريا وأسفرت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مصرع 14 مقاتلاً.

اقرأ أيضاً: إيران وسوريا يعلقان بين «كماشة» إسرائيل وروسيا!

طهران تحاول ترسيخ تواجدها العسكري في سوريا

وقال بينيت في مقابلة مع قناة “كان11” التلفزيونية الإسرائيلية إنّ “إيران لا شأن لها في سوريا … ولن نتوقّف قبل أن يغادروا (الإيرانيون) سوريا”، من دون أن يعلن صراحة مسؤولية بلاده عن الغارات التي وقعت ليل الإثنين في محافظة دير الزور في شرق سوريا.

وأضاف أن إيران “دخلت” سوريا في إطار الحرب الدائرة في هذا البلد منذ 2011 وتسعى إلى “ترسيخ” مكان لها على الحدود الإسرائيلية من أجل “تهديد” مدن مثل “تلّ أبيب والقدس وحيفا”.

وتابع الوزير الإسرائيلي “لقد أصبحت إيران عبئاً. في السابق كان (الإيرانيون) مصدر قوة للسوريين، فقد ساعدوا الأسد ضدّ داعش، لكنّهم أصبحوا عبئاً”، مطالباً طهران بالتركيز على إدارة الأزمة الناجمة عن تفشّي فايروس كورونا المستجدّ في إيران.

استهداف إسرائيلي متواصل لقواعد عسكرية إيرانية

ويأتي ذلك فيما، قتل 14 مقاتلاً على الأقل من القوات الإيرانية والمجموعات العراقية الموالية لها في غارات استهدفت ليلاً مواقع في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

وجاء شن الغارات في دير الزور بعد وقت قصير من قصف جوي اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه واستهدف مستودعات عسكرية في منطقة السفيرة في محافظة حلب شمالاً.

وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية داعمة لقوات النظام السوري في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفةً بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

السابق
أسئلة إلى الحكومة حول «النصر الكوروني».. الزائف!
التالي
روسيا تطعن خاصرة الحليف: حماية الأسد باتت «عبئاً»!