في زمن «النكبة».. قصة مربيين كٌلفا من «الجعفرية» بإستقبال لاجئين العام 1948 في مرفأ صور

بعد ثلاثة أيام على ” نكبة فلسطين”، المؤرخة في الخامس عشر من أيار العام 1948، نزل في مرفأ مدينة صور، الأقرب إلى ميناء حيفا الفلسطيني، عدد من اللاجئين الفلسطينيين، لتكون المرة الثانية في غضون أقل من 10 سنوات يستقبل هذا المرفأ، لاجئين هرباً من المجازر والقتل، بعدما سبقتهم إليه مئات العائلات الأرمنية في العام 1939، الهاربة من كيلكيا، في تركيا.

كان في إستقبال العائلات الفلسطينية، من بينها عائلات من آل قدورة، عدد من المربين، من الكلية الجعفرية، في صور، التي أسسها الإمام عبد الحسين شرف الدين، في أواخر ثلاثينات القرن الماضي.

تظهر إحدى الصور، في أرشيف الجعفرية، المربيين محمد مصطفى عيسى من بلدة جون الشوفية وميكائيل قواص، على الأرجح أنه من صيدا، فنقلت هذه العائلات، في ذلك اليوم 18/5/1948 إلى مدرسة الكلية الجعفرية، التي كان يتولى إدارتها، النائب الأسبق المرحوم جعفر شرف الدين ،الواقعة عند تخوم الحسبة القديمة في صور، والمطلة على آثار صور البحرية، حيت جرى الإهتمام بهذه العائلات اللاجئة، التي بقيت بعد الإنتقال منها، على علاقات وطيدة في الكلية ومديرها شرف الدين، بحسب ما يذكر نجله المهندس علي شرف الدين .
وقال شرف الدين، الذي ولد في سنة النكبة، إن “عائلة قدورة، كانت تتردد بشكل دائم إلى الجعفرية، التي كانت موئلاً عروبياً، ليس فقط للفلسطيين المهجرين عن أرضهم، ودرس العشرات منهم في الكلية، تعدى ذلك إلى إحتضان الكثير من ثوار المغرب والجزائر، مؤكداً أن الكلية الجعفرية، شكلت في عز المد الوطني اليساري، قاعدة للبعثيين في الستينيات”، مشيراُ إلى أن “الفنان والرسام ناجي العلي، كان يدرس مادة الرسم في الجعفرية، وانه كان أحد تلامذته في العام 1963”.

جعفر شرف الدين الامام موسى الصدر والمربي محمد عيسى

عيسى من جون إلى صور

وأكد المهندس غزوان عيسى، نجل المربي المرحوم محمد عيسى، ل”جنوبية” أن “والده، إنتقل لتدريس مادة الحساب، في الكلية الجعفرية، في مدينة صور، في العام 1945، عبر صديقه وزميله، إبن قريته المرحوم الفنان الكبير، نصري شمس الدين، الذي كان يعلم اللغة العربية في الكلية، بطريقة الغناء، وهذا الأمر لم يرق لإدارة الكلية، من الناحية الدينية، فترك على إثرها التدريس في الجعفرية، منتقلاً إلى عالم الفن” .

ولفت الى “إن والدته المرحومة المربية زهرة حلاق، كانت تدرس في إحدى المدارس الرسمية في صور، وعقاباً على موقفها السياسي آنذاك، المعادي للجهات السياسية الحاكمة في صور والمنطقة، جرى نقلها إلى الهرمل في البقاع، فما كان منها، إلا تقديم إستقالتها، من التعليم في ملاك وزارة التربية وإلتحاقها بالكلية الجعفرية، وهناك تعرفت على والدي، ثم تزوجا”.

السابق
ديوان أهل القلم يقيم ملتقى المبدعات العربيات الثالث في سلطنة عمان
التالي
غليان بعد اعلان اسرائيل سيطرتها على معبر رفح.. و«الحزب» يُعلن التعبئة العامة!