حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك.. مسلسل سوري تنبأ بتفشي وباء «كورونا» قبل عشر سنوات!

ضيعة ضايعة
أن تكون سورياً يعني دفع الحساب مرتين، الأولى أنك مصنّف على دول العالم الثالث وفي بقعة جغرافية نهشتها الحروب، والثانية أنك في ظل نظام مستبد ارتكب بحقك مجزرة من الجهل فهيأ كافة العوامل لموتك!

قبيل اندلاع الثورة السورية خطّ الكاتب السوري المقيم في بلاروسيا ممدوح حمادة رائعة درامية حملت اسم “ضيعة ضايعة” وفي مطلع المسلسل يقدّم تعليق صوتي يسبق كل حلقة يظهر فيه كوكب الأرض بتصميم غرافيك ومقدمة تتضمن أن خارج كل حسابات الأرض وانعكاس التكنولوجيا على مفردات حياتنا عبر القول: “وكما هي في العادة في كل المجازر التي تحدث هناك ناجٍ وحيد”. لتدخل الصورة بعدها عبر “غوغل إيرث” إلى قرية في ريف اللاذقية السورية اسمها “أم الطنافس”.

الضيعة المغيبة بفعل فاعل عن الحضارة هي سوريا المصغرة التي قدمها حمادة كضحية لسياسات النظام في تجهيل الشعب وإبعاده عن اللحاق بركب الحضارة، صوّر القرية كناجِ بنفس الوقت من أخطاء الرقمنة والسيطرة على مفردات الحياة بصيغة إلكترونية خالية من العواطف.

اليوم تجسد الحكاية واقع سوريا المتخبط في سياسات طارئة لا يفهمها الشعب يوازيها خطاب من جزء موالي للنظام يفهم لغته بشكل ببغائي ويرددها دون أي إدراك لتبعات الغرق أكثر في أفكار بالية لا تتقدم مع الزمن، ففي الوقت الذي يستفحل فيه فيروس “كورونا” في الوصول إلى قارات العالم كافة وحصاد آلاف الأرواح مقترباً بعداد إصاباته من المليون شخص على الكوكب، يرفض النظام السوري كشف الحقيقة ويتباهى بأنه الأقل ضمن الدول المحيطة من حيث الإصابات فلم يعلن حتى اليوم سوى عن عشر إصابات في كامل التراب السوري.

إقرأ أيضاً: الدراما هي الأقوى.. «البروفيسور» يشغل العالم عن كورونا!!

من ناحية ثانية، أنذرت منظمة الصحة العالمية من خطر تفشي الفيروس داخل سوريا أكثر من مرة وعادت اليوم لتؤكد في تصريح جديد أن الوضع في سوريا أشبه بالكارثي أمام تفشي الفيروس، أما النظام الذي يتباهى أمام مواليه بأنه انتصر كونياً حتى على المرض نفسه يقامر بأرواح مئات الآلاف وهو يعلم عجزه الشديد عن مواجهة الفيروس، حيث لا يمكنه معالجة أكثر من 350 إصابة في عموم البلاد وهذا يعني كارثة صحية قد تؤدي إلى وفاة آلاف الإصابات قبل وصولها إلى جهاز التنفس الاصطناعي.

وما يزيد الطين بلة أن خطاب النظام لاقى رواجاً لدى مجموعة من الصفحات الموالية فنشرت صفحة تحمل اسم “من قلب اللاذقية” تصريحاً ملفقاً عن منظمة الصحة العالمية بأنها أبلغت اللجنة الوزارية المختصة بمتابعة شؤون الفيروس أن سوريا لا تعاني من انتشار أفقي للفيروس وهذا ما يعني أنها خلال ثلاثة أسابيع قد تكون بلد ناجِ من فيروس كورونا.

وهذا ما يتقاطع مع الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني في سلسلة “ضيعة ضايعة” حيث يجد “أسعد وجودي” نفايات مدفونة في الأرض تحمل مواد كيماوية ويظنون أنها طلاء للجدران فيوزعونها على الجميع دلالة على إشاعة صفرواية مفادها أن البلاد بخير والسلام المجتمعي هو المسيطر على الحياة السورية، ولكن النفايات تخنق الجميع ويحدث إشعاع كيماوي تحذر منه منظمة الصحة داخل المسلسل عبر شريط عاجل مفترض أسفل الشاشة، ولكنّ جهل المواطنين يجعلهم يظنون انها حكة وليست أعراض اختناق بالكيماوي، قبل أن يحشر “يحجر على” الجميع في غرفة “السجن” الممثلة لمركز الاعتقال أي سوريا الكبرى التي تبدو كسجن مغلق اليوم، ويوجهون لمن دفن النفايات رسالة ملامة شديدة اللهجة ويمتلأ الهواء باللون الأصفر، قبل أن تأتي النهاية: حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك!

السابق
الصين تهزم الكورونا… بالرأسمالية!
التالي
حالات الشفاء الى ارتفاع.. هذا ما جاء في التقرير اليومي حول «كورونا»!