الصين نجحت بمواجهة الكورونا ليست لأنها اشتراكية.
آن لنا أن نصدق أن الاتحاد السوفييتي سقط وانهار سنة 1989 والصين اتبعت اقتصاد السوق والرأسمالية منذ عهد تينغ سياو بينغ، في منتصف التسعينات، أي منذ ربع قرن على الأقل!
بعد العولمة
ثم بعد العولمة وحاجة الرأسمال العالمي لرأسمالية متوحشة لا توفر أي ضمانات لعمالها، انتقلت معامل صناعية كبيرة، للإنتاج في الصين ولممارسة استغلالاً طبقياً متوحشاً للعمال في شرق آسيا، لأن الرأسمالية الغربية المتحضرة، والتي جعلت الضمانات الاجتماعية للعمال، جزءاً من العقد الاجتماعي والسياسي، لم تعد تستطيع ممارسة استغلالها السابق في الغرب.
أفكار اليساريين في بلادنا يجب أن يجري تيويمها updayting لتصبح مطابقة للزمن الذي نعيش به وليس لزمن الثمانينات
التنافس بين الصين وأميركا
إذن التنافس بين الصين وأميركا اليوم ليس تنافساً بين الاشتراكية والرأسمالية، انه تنافس بين رأسمالية تستبيح حقوق عمالها ولا تعطيهم أي ضمانات، وبالتالي كلفة إنتاجها قليلة، في مواجهة رأسمالية أخرى تستثمر في قطاعات ربحيتها عالية، لأنها تنتج مكونات معرفية، فيها قيمة مضافة عالية وربحية كبيرة، هذه الربحية العالية ليست ناتجة من جهد العمال الجسدي، وإنما من التقدم التقني المحمول بالبحث العلمي والإبداع والابتكار.
قاعدة الهرم الاجتماعي
أفكار اليساريين في بلادنا يجب أن يجري تيويمها updayting لتصبح مطابقة للزمن الذي نعيش به وليس لزمن الثمانينات. أما لماذا نجحت الصين؟ لو صدقنا الكلام عن نجاحها! فهو بسبب تعاليم كونفشيوس وموقع النخب العلمية في قيادة المجتمع الصيني الذي يولد انضباطاً طوعياً لقاعدة الهرم الاجتماعي مع تعليمات المراتب في أعلى الهرم، ويجعل من تنفيذ أوامر النخب سلساً وطبيعياً.