الدراما هي الأقوى.. «البروفيسور» يشغل العالم عن كورونا!!

مسلسل البروفيسور
امسك هاتفك المحمول، غادر قنوات التلفزيون واتجه إلى نتفلكس.. أنتَ في شرك عصابة سرقت ذهنك لا أموالك وهذا هو البروفيسور الذي أعاد تشكيل مفاهيم الثروة وحق الشعوب بها في مسلسل درامي!

كيف يمكن لمسلسل ان يقتحم تلافيف الذهن ويسطير على مدركات الحواس، فيستفز المشاهد لقضاء ساعات وراء بعضها من أجل متابعة حدوتة درامية متخيلة صاغها ذهن كاتب وأخرجها للنور مخرج يحترف التصوير.

ساعات قليلة هي حتى تدرج على قائمة منصة “نتفلكس” حلقات الموسم الرابع من المسلسل الإسباني “لا كاسا دي بابيل” والذي عرّب إلى اللغة العربية بمصطلح “البروفيسور”، وهو الجزء الرابع من حكاية متخيلة عن سطو عصابة مسلحة على مقار هامة في مدريد بدأت في الموسمين الأول والثاني بالسيطرة على دار الصك المركزية وانتقلت في الثالث للهجوم على البنك المركزي.

الإقبال المخيف

تصاعدت وتيرة الإقبال على مشاهدة العمل موسماً تلو الآخر، وحققت بداية الموسم الثالث في العام الفائت انتظاراً جماهيرياً كبيراً حيث كانت القصة قد انتهت مع نهاية الجزء الثاني، لكن الشركة المنتجة ارتأت إعادة بناء الحكاية مجدداً وهذا ما دفع بصناع العمل للالتقاء مجدداً وتحفيز الجمهور على مدى أشهر لجمع الأبطال في حلقات جديدة.

المثير في حكاية العمل هي امتدادها العالمي والذي خرج عن فكرة مسلسل إسباني مثير ليشكل خارطة تأثير وصلت مداها في الموسم الثالث بعدما تحولت الأقنعة التي يرتديها أبطال المسلسل إلى نموذج للتمرد في العالم وتيار من المطالبين بالعدالة وإعادة توزيع الثروات على الشعب، وهنا دخلت الدراما في دهليز من التأثير لتصوغ أفكار جديدة تتناسب مع روح العصر وتؤسس لأفكار لم تكن “نتفلكس” بعيدة عنها.

إقرأ أيضاً: محققة «البروفيسور» تنضم لقائمة النجوم المصابين بالكورونا

زيادة التأثير

وللمزامنة تبع الموسم الثالث بأشهر، فيلم “الجوكر” والذي وجد فيه بعض النقاد اتجاه عالمي لإثارة التمرد من قبل المستضعفين في وجه السلطة وتقاطعت مشاهد يحملها الفيلم مع مسلسل “البروفيسور” من ناحية التستر خلف قناع والتأييد الجماهيري وحالة انقلاب المجرم إلى بطل، وهذا ما يعيد تعريف معنى “البطولة” في أيامنا هذه.

ونحو الموسم الرابع اختارت شركة الإنتاج عرض الانتشار العالمي للمسلسل عبر إشراك نجوم عالميين في الترويج له، عبر إهداء إليسا رداء العصابة وقناعها المميز وإطلاق البرومو الخاص بالجزء الرابع من البرازيل بمشاركة النجم العالمي نيمار.

ومع انتهاء عمليات التصوير قبل أشهر وتأجيل عرض المسلسل إلى الثالث من نيسان أي غداً، تحضر تفاصيل متناقضة في التاريخ الجديد.

التفاصيل المتناقضة

  • أولها أن العمل ربما تأجل قصداً ليزاحم الموسم الرمضاني الذي ينطلق في الأسبوع الثالث من هذا الشهر، وهذا تكرار لما فعلته شبكة HBO في العام الفائت حين أطلقت الموسم الأخير من مسلسل “غيم اوف ثرونز” بالتزامن مع الموسم الدرامي في شهر رمضان.
  • ثانيها أن المسلسل لن يتمكن من صناعة حالة جماهيرية في الشوارع كون الجمور لا يستطيع التجمع لمشاهدة الحلقات في مكان عام كما جرت العادة وهو ما ينقص من التفاعل في عرض الجزء الجديد.
  • ثالثها أن إسبانيا الدولة المنتجة للعمل تعاني الأمرين من فيروس “كورونا” فهي على قائمة الدول الأكثر تضرراً وسط تفش مخيف للمرض قد يهدد اقتصاد البلاد بالكامل
  • رابعها أن المسلسل يأتي مع تزاحم الجمهور على منصات العرض الرقمية نظراً للحجر الصحي في العديد من دول العالم أي ارتفاع نسب المشاهدة بشكل جنوني خاصة مع خفض سرعة البث من قبل نتفلكس لصالح عدما انقطاع الخدمة بسبب ضغط الانترنت.
  • وآخرها أن المسلسل في موسمه الرابع وقد لا يكون الأخير، قد يحمل مزيداً من التعنت في تحويل تفكير المشاهدين نحو أفكار أكثر تطرفاً تحت غطاء المتعة والتوق للمشاهدة.

غداً ستبدأ ملامح الجزء الجديد بالظهور، منشورات فايسبوك وتويتر قد تتغير والحديث ينقلب لصالح عمل تحدث به الجميع حتى لو لم يشاهده كثيرون، لكنّ “طوكيو” و “برلين” و”نيروبي” و “هلسنكي” وغيرهم لم يعودوا أسماء عواصم عالمية فقط بل تحولوا إلى شخصيات من لحم ودم وبقدر ما يتوق الجمهور لمعرفة مصيرهم في رابع مواسم المسلسل، يوقن في داخله صعوبة نسيان أثر هذه الشخصيات التي أحبت وضحّت وبكت وتألمت وانتصرت وهي ليست إلا “عصابة”.

السابق
«تحية» للقائد.. «كوفيد التاسع عشر»!
التالي
الحكومة تصطدم برفض دول استقدام طواقم طبية لبنانية.. وتعديل على آلية عودة المغتربين!