«حزب الله» يواجه «كورونا» بأموال الدولة ويستثمرها سياسياً..ومادياً!

كورونا لبنان
أكثر بالأمس رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين الحديث عن إجراءات حزب الله في مواجهة انتشار عدوى ڤايروس كورونا المستجد من خلال نشر الحزب لجيش خدماتي يقوم بعمليات التعقيم وتوزيع الحصص الغذائية في مختلف مناطق نفوذ حزب الله في لبنان، مع التحفظ على تعميم الخطاب في كلام السيد صفي الدين ..

       أمام هذا الواقع لا بد من التوقف قليلاً مع ما يخفى على الكافَّة والعامَّة من وراء هذه التحركات والتصريحات ونظائرها التي يصدرها مسؤولو الحزب حول اعانة الناس في هذه الظروف الصعبة، والتي هي مطلوبة على كل حال، مهما تنوع اختلاف الرأي وتعدد المقال ..

     وهنا لا بد من التنويه من أن حزب الله يُحسن توظيف الأحداث والمستجدات لصالحه إعلامياً وثقافياً وتعبوياً وانتخابياً في غالب الأحيان، ولكنه بعد تجربته في أكثر من قضية  والتي كان يخوض فيها معركة تكاذب إعلامي وثقافي في معالجة الأمور، وذلك على قاعدة قوله تعالى : (( وقَلَّبوا لك الأمور )) !

مشروع وعد الإعماري مشروع استثماري وربحي بامتياز استوفى رأسماله من الاموال والمساعدات الخليجية التي وردت تعويضات عن حرب تموز

 اتضح بعد كل ذلك عدم واقعية الرؤية عند الحزب في أكثر من قضية. ففي حرب تموز 2006 تمكن حزب الله من تحويل اللطف الإلهي إلى نصر إلهي في إعلامه وثقافته الحزبية التعبوية التكاذبية التي لها آذآن صاغية وأخرى مغلوب على أمرها فلا حول لها ولا قوة في الرأي والقرار!

مشروع «وعد» برأسمال خليجي!

وفي مشروع وعد لإعادة إعمار ضاحية بيروت الجنوبية أخذ الحزب من الناس عن كل وحدة سكنية 75 مليون ليرة لبنانية من كل عائلة تدمر بيتها ليقول للناس : ” ستعود أجمل مما كانت “، ولكنه لم يقل لهم : ” ولكن من جيوبكم مع احتساب الأرباح التي ستحسم من تقديماتكم المالية “، فكان مشروع وعد الإعماري مشروعاً استثمارياً وربحياً بامتياز استوفى رأسماله من الاموال والمساعدات الخليجية التي وردت تعويضات عن حرب تموز، ولكن البسطاء من الناس كانوا وما زالوا يرونه مشروعاً : ” لوجه الله وقربة إلى الله ” !

إٌقرأ أيضاً: ضحايا «كورونا» في إيران يتجاوزون الـ2500..والفيروس ضربها منذ كانون الثاني!

واليوم يستنفر حزب الله مالية بلدياته في المناطق التي تم الإفراج عن بعض مستحقاتها النقدية من وزارات الحكومة الحالية ، كما يُجيِّش مؤسساته الخدماتية الاجتماعية الخاصة لتقديم مساعدات غذائية، ويخوض في تحولات صحية للمستشفيات الحكومية بعد فضيحة القرض الدولي الذي كان مخفياً وراء ستار المحاصصات زمن تولي الحزب لوزارة الصحة في الحكومة السابقة والحالية، في حين يتوجه الآن إلى الميسورين والمرتاحين مادياً ليجمع التبرعات العينية والمالية لمؤسساته الخدمية الخاصة وتشكيلاته التنظيمية الاجتماعية ليقوم بتأمين العون لبعض الأسر المحتاجة والفقيرة في بيئته الحاضنة فقط !

«من دهنو قلّيلو»!

      وبهذا النهج من العمل الخدماتي يقوم الحزب – وسيقوم – بتوظيف حملة كورونا إعلامياً وتعبوياً وسياسياً وانتخابياً في مرحلة لاحقة، ولكن تحت مبدأ : ” من دهنو سقِّيلو ” ، أو ” من دهنو قلِّيلو ” كما في الأمثال الشعبية الدارجة، فهو لم يدفع من جيبه في كل هذا الحملات والتحركات فلساً واحداً، فالبلديات التي تجمع ماليتها من الرسوم التي يدفعها كل الناس ومن المستحقات الحكومية، هذه البلديات هي التي تنفق على ما يحتاجه التعقيم في المناطق، والتبرعات والمساهمات التي يتم جمعها في صناديق الحزب الخاصة تؤمن نفقات المعونات الغذائية ، وكفى الله المؤمنين القتال بالصليب الأحمر اللبناني التخصصي الذين ينقل المصابين وبالمستشفيات الحكومية التي تعالجهم على حساب الدولة وصناديق دعم مكافحة وباء كورونا، كما كفاهم ذلك بمساهمات بعض المستشفيات الخاصة الأخرى المعتمدة عند وزارة الصحة اللبنانية لمعالجة مرضى كورونا والتي قد يكون أحد فروع مستشفيات الحزب منها في الأيام القليلة المقبلة.

“حزب الله” ألغى خدمة استقبال مرضى قسم الطوارئ على حساب الضمان الاجتماعي في “السان جورج” ومراكز صحية أخرى بهدف استثمار المرضى كغيره من المتاجرين بأوجاع الناس!

فقد تم الحديث عن تهيئة مستشفى السان جورج لهذا الغرض ، ولا ندري إن كانت فكرة تحويل مستشفى السان جورج لمركز استقبال حالات كورونا ستكون كلفته من مالية الحزب أو مالية وزارة الصحة، ولكن حتماً ستكون كلفته من الوزارة وصناديق كورونا الداعمة، لأننا لم نعهد الحزب يقدم الخدمات الصحية بالمجان لغير محازبيه، وهو الذي كان قد ألغى خدمة استقبال مرضى قسم الطوارئ على حساب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في مستشفى السان جورج ومراكز صحية أخرى وذلك بهدف استثمار المرضى كغيره من المتاجرين بأوجاع الناس في لبنان !

السابق
ضحايا «كورونا» في إيران يتجاوزون الـ2500..والفيروس ضربها منذ كانون الثاني!
التالي
«كورونا».. إذا أردنا أن نعرف ماذا في الصين فيجب أن نعرف ماذا في أميركا!