«تعبئة الكورونا»..فوضى تُهدد البقاعيين والجنوبيين بالجوع والعوز!

مستشفى رفيق الحريري كورونا
تستمر حالة التعبئة الحكومية على غير هدي اقتصادي ومالي ومن دون خطة واضحة رسمية، الامر الذي رفع صرخة البقاعيين والجنوبيين من توقف ارزاقهم وقوتهم اليومي. (بالتعاون بين "جنوبية" "مناشير" "تيروس")

لليوم الرابع على التوالي، لبنان تحت وهج حالة “التعبئة” التي تبدو ناجحة “نسبياً” في حجر اللبنانيين في منازلهم مع تسجيل بعض الخروقات والاستخفاف في بعض المناطق.

ومع دخول مطار رفيق الحريري الدولي على خط الاقفال القسري حتى 29 آذار الجاري، تتوقع مصادر متابعة ان تتمدد الاجراءات وان تتصاعد الخطوات الحكومية لتصل الى عزل مناطقي وقد تصل الى حظر تجول مع وجود توجه لدى الحكومة بمنع اي تجول غير ضروري ولو اضطر الامر الى استعمال القوة وحتى تنظيم محاضر ضبط وتوقيف المخالفين او المتجولين خارج الحاجة الى الغذاء والدواء.

من المتوقع ان تتمدد الاجراءات وان تتصاعد الخطوات الحكومية لتصل الى عزل مناطقي وقد تصل الى حظر تجول مع وجود توجه لدى الحكومة بمنع اي تجول غير ضروري ولو اضطر الامر الى استعمال القوة

في المقابل سجل حادثان خطيران للغاية ويتمثلان اولاً بإعلان وزير الصحة حمد حسن الانتقال الى مرحلة الخطر ولا سيما مع تزايد الاصابات بوتيرة عالية اذ بلغت ظهراً 149 بينما ترددت معلومات صحافية انها وصلت الى 157 وهذا يعني ان هناك اكثر من 28 حالة بين اليوم وامس وهذا ما دفع حسن الى دعوة الاجهزة الامنية عبر وزارتي الدفاع والداخلية الى التشدد مع الناس في الشوارع. كما طرح حسن وفق ما تم تسريبه من محضر مجلس الوزراء في بعبدا اليوم انه طرح عزل منطقتي جبيل وكسروان وبعبدا والمتن لاحقاً اذا اضطر الامر بعد تسجيل ما يقارب الـ50 حالة في هاتين المنطقتين.

“معركة طائفية”

طلب حمد هذا،  فجّر، “معركة طائفية” ومناطقية مع قوى مسيحية ولا سيما نواب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية واخذ الملف الى مكان آخر خطير فيه من رائحة الانعزال والتقسيم وكذلك يؤكد هشاشة الحكومة بمكوناتها رغم انها من لون واحد والامر له انعكاس خطير في تفشي الوباء وتهديد حياة اللبنانيين فلبنان كله محجور اليوم وكل المنافذ مغلقة اليه وربما يتطلب الامر اجراءات اكثر تشدداً وفي رأي المصادر، ان التطورات ستكون كل يوم بيومه في انتظار معرفة استقرار الامور: انفلات الفيروس او السيطرة عليه؟  

إقرأ أيضاً: «الكورونية الطائفية» تضرب الحكومة..من العزل إلى «الإنعزال»!

ومع دخول التعبئة يومها الرابع، يرخي الهم المعيشي والاقتصادي نفسه على المواطنين من البقاع الى الجنوب، حيث ضرب “كورونا” صحة الناس الجسدية والمعيشية والنفسية والاقتصادية وبدأ التململ من “خطة” حكومة حسان دياب التي تسير على “الهلة” بلا رؤية اقتصادية ومالية. والسؤال الذي يطرحه البقاعيون والجنوبيون، وهو كيف سنُحصّل قوت يومنا مع البطالة والفقر وتعطل الاشغال اليومية والارزاق المستندة على البسطات والمحلات الصغيرة والباصات والتاكسيات؟

البقاع

وبدأ البقاعيون التململ من حالة الحجر المنزلي رغم ما يتهددهم من انتشار “الكورونا”، بعد نفاد مونة بعضهم الاسبوعية، وافلاسهم، وتعطيلهم عن العمل واقفال البنوك ليؤدي كل ذلك الى انعدام السيولة بين المواطنين، ما ينذر بانفجار اجتماعي حينها تسقط كل المحظورات، ما لم تبادر الحكومة الى رأب الصدع وايجاد وسيلة تراعي ظروف غالبية اللبنانيين، في هذا الوضع الطارئ، هذا ما دفع البقاعيون، لان يطرحوا أسئلتهم ماذا لو طال الأمر كيف يعيشون ومن يؤمن لهم قوتهم اليومي.

الحدود الرسمية وغير الرسمية

وبعد أربعة أيام على إقفال السلطات اللبنانية نقطة المصنع الرسمية الحدودية، كخطوة استباقية من انتشار، “وباء كورونا”، كان الالتزام واضح تجاه القادمين من سوريا، حيث منع دخول جميع الاشخاص غير اللبنانيين، وعند المغادرة اقتصرت على السوريين العائدين الى بلدهم، وبحسب مصدر في الامن العام، فالمعبر أقفل بالكامل الا أمام سائقي شاحنات النقل الخارجي، وأمام اللبنانيين العائدين، أما عند المغادرة لا يمكن لنا أن نمنع مواطناً سورياً من العودة الى بلاده،” ولفت الى ان نسبة الاقفال بلغت أكثر َمن  80 في المئة.

تهريب

هذا ما دفع البقاعيين لأن يشخصوا أنظارهم على المعابر الغير شرعية، الَممتدة على طول السلسلة الشرقية من دير العشائر المتاخمة لجبل الشيخ، مروراً بالممرات الجبلية المحاذية لنقطة المصنع السورية في الاتجاهين شمالاً وجنوباً، وصولاً الى القاع والهرمل، التي يتخوفون من أن يتسلل منها الوباء كونها تشهد حركة “تهريب” الأشخاص بعيداً من أعين السلطات الأمنية والعسكرية، بمعدل يومي يتجاوز الـ 300 شخص، خاصة للسوريين المقيمين في لبنان من دون تسوية اوضاعهم، فيهابون اثناء مغادرتهم النقاط الرسمية من وسمهم بمنع دخول ل ٥ سنوات. لذا يلجأون الى زيارة سوريا والعودة عبر الطرقات الغير شرعي.

البقاع الاوسط والغربي

وخلال جَولة “مناشير”، لوحظ مدى الالتزام البقاعي مع حالة الحظر، والتي اقتصرت التنقلات لدى المواطنين في حالات الضرورة القصوى، للتزود بالمواد الغذائية حبوب ولحوم وخضروات والمعقمات، لزوم حالات الحجر المنزلي.

وتقوم وحدات من قوى الامن الداخلي بجولات مكوكية على الاسواق ومواقف السيارات، وسطرت مخالفات بحق سائقي فانات وحافلات، كما منعت المحلات من فتحها باستثناء المحال المعنية بالمواد الغذائية بشرط ان تكون ملتزمة بتوزيع المعقمات والكممات على المواطنين.

شهادات

وتقول سعاد من البقاع الاوسط “انا أعمل في محل ادوات منزلية والنا 10 مسكرين، بنشتغل بقبض، ما بنشتغل بنموت من الجوع”.

 ايضاً حال وجيه من البقاع الغربي يفند بتأفف أن ما اشتراه في الاسبوع الماضي نفد من منزله، وهو اليوم لا يوجد في جيبه ألف ليرة، قال “قاعدين لا شغلة ولا عملة بطلوع الروح لقبل الدكنجي يعطيني اغراض بالدين، الاسبوع الجاي منين منجيب”؟

الجنوب

وفي الجنوب استعانت البلديات بالقوى الامنية لإغلاق بعض المحلات والمقاهي والبسطات المتنقلة التي لم يلتزم اصحابها بالاغلاق، بسبب سعيهم وراء معيشتهم.

وفي بلدة برج رحال في قضاء صور أصدرت البلدية بياناً طلبت فيه من اصحاب المقاهي الإقفال والا ستضطر لإبلاغ الدرك لإقفالها بالقوة.

وجال موقع “تيروس” على مواقف سيارات الأجرة والفانات و الباصات في منطقة البص في صور وفي النبطية وفي موقف النجمة.

الحركة كانت خفيفة في شتورة
الحركة كانت خفيفة في شتورة

وقال مصطفى حمزة صاحب باص متوسط الحجم :”هذا اليوم الثالث الذي لم استطع فيه حتى تأمين اجرة الباص الذي استأجره، والبالغ إيجار الباص 35000 و لم اصل لهذا المبلغ منذ إعلان حالة التعبئة عدا عن البنزين فكيف نأكل و نشرب،  وانا بالذات احتاج يومياً لأكثر من 30 الف ليرة (حليب و حفاضات و خبز) عدا عن الأكل”.

وقال :”ان بقي الوضع هكذا سأضطر لتسليم الباص والتزم البيت انتظر الموت جوعاً مع اولادي و امي الطاعنة في السن”.

ولفت حسين عواضة  وهو صاحب سيارة أجرة في (موقف النبطية) الى انه ” سائق عمومي منذ ثلاثين عاماً هذه اول مرة ادخل إلى بيتي و لم أحمل بيدي اي شيء لزوجتي و أحفادي حيث اولادي كبروا وانجبوا اولاداً”.

وتابع :”اليوم انا مهزوم من داخلي والسبب ليس فقط الكورونا بل الوضع في لبنان الذي يتراجع يوماً بعد يوم. اعاننا الله لنصل لآخر الشهر فأنا استطيع ان اتحمل حتى آخر آذار و لكن ان تمددت فترة الحجر سنقع في المحظور و لا يوجد من نستعين به فكلنا لبنانيون وفقراء”.

وقال نادر الظريف صاحب باص في موقف صيدا :” منذ شهر كانون الثاني توقفت عن دفع اقساط البوسطة و لم استطع ان أدخّر اي مبلغ و منذ بداية حالة الطوارئ خف نقليات الركاب الى الربع وهذا المعدل غير كاف لتحصيل لقمة العيش والبنزين”.

السابق
دواء ضد الملاريا لمعالجة «كورونا».. هذا ما أعلن عنه ترامب!
التالي
إنجاز جديد لنقابة المحامين.. تخلية سبيل إلكترونية للموقوفين!