غضب من البقاع الى الجنوب تُشعله «شائنة» حزب الله..«العمالة» أشد فتكاً من «كورونا»!

العميل عامر الفاخوري
إطلاق سراح جزار الخيام عامر الفاخوري، فجّر غضب الأسرى واهالي الشهداء من البقاع الى الجنوب ولا سيما بعد توفر الغطاء من "حزب الله". (بالتعاون بين "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس").

كما لم يترك “كورونا” عيناً لبنانية إلا وابكاها، كذلك فعل جزار الخيام وجلاد اسرى المعتقل وقاتلهم العميل عامر الياس الفاخوري، حيث لم يترك عين ام او زوجة او اخت الا وابكاها، كما لم يوفر اجساد الاسرى من اعقاب السجائر ولوعة السياط.

وإذا كان فيروس “الكورونا” فتاكاً، الى درجة الاستعصاء على الدواء، فإن العمالة فيروس اشد وقعاً على المجتمع، عندما يبرىء العميل ويجلد الثائر، ويلاحق من ينتقد القضاء الفاسد والسياسي الفاسد والاحزاب المهيمنة.

 وفي حين ينبه الاطباء من خطورة انتشار “كورونا” السريع، يحذر الشرفاء من الانتشار السريع لعدوى الفاخوري، والتي ستغري كل عميل وكل خائن لطلب العفو والسماح من دولة الامر الواقع. بينما يسجن من يسرق رغيفاً لاولاده، ويُترك موقوفاً عشرات السنين، بلا محاكمات و”ياما بالحبس مظاليم” و”برات الحبس فاخوريين”. وهذا حال الاسرى الجنوبيين والبقاعيين وعائلات المفقودين.      

عم الغضب من البقاع الى الجنوب على إطلاق سراح الفاخوري وبصك قضائي من “دولة حزب الله” الكبرى التي تبدأ من حارة حريك ولا تنتهي لا في بعبدا ولا في السراي ولا في مجلس النواب ولا في القضاء

بهذه المرارة والحرارة والحزن، عم الغضب من البقاع الى الجنوب على قرار إطلاق سراح الفاخوري وبصك قضائي من “دولة حزب الله” الكبرى التي تبدأ من حارة حريك ولا تنتهي لا في بعبدا ولا في السراي ولا في مجلس النواب ولا في القضاء ولا في المرافىء ولا المطار.

وبعد يومين على الفعلة – الفضيحة لا يزال الفاخوري طليقاً وكل قرارات التعقب والتوقيف واعادة المحاكمة ليست الا حبراً على ورق طالما ان قرار “الباب العالي” صدر والسلام.

وإذا كان الحجر الصحي الجماعي لكل اللبنانيين امراً لا بد منه في منازلهم لمدة اسبوعين، تركت قضية الفاخوري استياء واسعاً في البقاع والجنوب.   

البقاع

ورغم الخوف من تسلل وباء “كورونا” الى البقاعيين، كان حديث ساعتهم “تبرئة” جزار الخيام، ما فتح الحديث عن دور “حزب الله” في هذه الصفقة، وتفعيل فيروس العمالة والقضاء الممسوك. وكان واضحاً خجل جمهور الحزب من هذه الصفقة خصوصاً، أنهم يتفاخرون أن “حزب الله” شن حرب صاروخية على اسرائيل من اجل تحرير الأسرى.

وإعتبر حسين المناضل اليساري القديم ابن بعلبك، أن هذه الصفقة تسجل في تاريخ الجمهورية اللبنانية، في عهد الرئيس ميشال عون وحكومة “المقاومة والممانعة”، حكم تبرئة لأخطر عميل إسرائيلي وأكثرهم إجراماً، ليكون العهد أثبت أنه لا يسابق المطبعين مع العدو فحسب، بل سبقهم الى ما هو أخطر باعتبار العمالة وجهة نظر.

الاسير أحمد غانم

وبكل عصبية وقهر تحدث الأسير السابق أحمد غانم ابن “منظمة العمل الشيوعي”، عندما كان أسيراً في معتقل الخيام، وعن دور المجرم “الخائن” عامر فاخوري، ليستهل حديثه الى “مناشير “.

وقال :”ما عدنا نتفاجأ ان نزج بالسجون لأننا قاتلنا اسرائيل من منطلق وطني لا ديني”، وأردف متأففاً “انكشفت الأقنعة، وممنوع بعد نسمح لحدا يزايد علينا بالمقاومة، من سّهل لتبرئة جزار وعميل لا يستحق اي تقدير بل يكشف عن الصورة الحقيقية لهذه السلطة الفاشلة”،

وروى غانم ابان الأسر عن دور الجزار الفاخوري، وقال :”اعتقلنا عندما كنا ندافع عن كرامة شعبنا وأهلنا، سقط لنا شهداء وكل واحد منا كان مشروع شهيد” وتابع :” اعتقلت اربعة سنوات، وتلقيت ورفاقي المعتقلين أبشع وأفظع أنواع التعذيب، منا من استشهد في المعتقل على يدي الفاخوري، وكيف كان يمارس قسوته وحقده وغله بحقنا تعذيباً”.

يتفنن بالتعذيب!

واشار الى ان “المجرم فاخوري كان يبتكر فنون التعذيب، مروراً بصناعته زنزانة القن والتي لا يتجاوز ارتفاعها متر وطولها وعرضها لا يصلان الى المتر، وابتكر اسلوب الصلب على العامود، ورمي المياه الساخنة جدا وبعدها يرمي على الاسير المياه الباردة جدا”.

وشدد على ان سقوط الحق العام مع مرور الزمن، لا يسقط حق الاسرى الشخصي في العذابات واساليب الاذلال التي مارسها هو والعملاء لاننا كنا نقاتل الاحتلال، كنا ننتظر من هذه السلطة طالما لم تؤمن لنا مستلزمات الحياة أن تنصفنا نحن الاسرى المحررين بحكم إعدامه في مكان سجن الخيام”.

إقرأ أيضاً: حمود يُحمّل نصرالله مسؤولية فضيحة الفاخوري..« الوفاء» لا يُبرر العمالة والعهد إنتهى!

وختم :”ما قامت به سلطة حزب الله وتوابعه، أكبر دليل على أحقية انتفاضتنا الشعبية وهذا لن يجعلنا نتراجع من الشارع في تحقيق هدفنا بقيام دولة ديمقراطية مدنية عادلة، لا يكرّم فيها العميل لحسابات شخصية أو حتى لا يتم التهاون بالكرامة الوطنية”.

منظمة العمل الشيوعي

أما أمين سر فرع البقاع في منظمة “العمل الشيوعي” في لبنان حاتم الخشن،  فقال :”تطرح قضية الافراج عن الفاخوري من قبل المحكمة العسكرية مسألة إستقلالية القضاء اللبناني، ومبرر وجود هذه المحكمة بالذات لحالات حصرية ومحددة، وتثير اشكالية مدنية القضاء وعدم عسكرته، وتحويل فروعه أجهزة خاصة لكل طائفة او مذهب، تخلي عن المرتكبين واحد من هذا الحزب وآخر من ذاك، مقايضة ومحاصصة كما حصل في السنين القليلة الماضية، مع عملاء شبيهين بعامر الفاخوري”.

واضاف :”أما تبرئة هذا العميل من قبل سلطة محسوبة على فئة تكن العداوة لاميركا، وتوزع شهادات بالوطنية على قسم من اللبنانيين، والخيانة على قسم آخر، على مبدأ ان الوطنية فيها نظر حسبما تقتضي المصالح الكبرى لتجيز لأطراف السلطة أن يعقدوا الصفقات، والاتفاقات والمحاصصات في كل سيء”.

ورأى الخشن أن “هذا الحدث مهين لكل من استشهد واعتقل وعذب وجرح، ولمشاعر كل الوطنيين اللبنانيين أن تكون مناسبة لتمسك مجلس القضاء الأعلى بتشكيلاته القضائية، وعدم الرضوخ لأي ضغط اثباتاً لاستقلاليته”.

وسام درويش شقيقة السجين علي درويش ابن بعلبك والمعتقل في اميركا منذ 11 عاماً ومحكوم بـ138 سنة بتهمة التعامل مع “حزب الله” تأسف لطريقة تهريبة حكم براءة لجزار ومجرم وعميل وبشكل مجاني!

 ودعا الخشن المناضلين والمقاومين وثوار 17 تشرين، الى “عدم نسيان هذه الجريمة، بحق الشعب اللبناني والتي تضاف الى جرائم أخرى، في السياسة والاقتصاد والصحة، وأن تكون حافزاً وخاصة بعد أزمة وباء كورونا لكل جمهور الانتفاضة لفرض قوانين العدالة على مرتكبي الجرائم مهما كان نوعها”.

أما علي مظلوم ابن الشهيد ولاء، والذي ينتقد الحزب وفساد قياديبه، وتشن عليه حملة شعواء وتخوينية، شن على الحزب هجوما عنيفاً منطلقاً من مجموعة أسئلة لم يجد من يجيبه عليها، عبر صفحته فايسبوك.

وسأل :”أين مثقفيكم المفوّهين وجيوشكم الالكترونية التي تهاجمنا ليل نهار وتتهمنا بالعمالة، من قرار اطلاق سراح الفاخوري؟! لماذا ابتلعوا ألسنتهم؟! وأي مسرحية روجت لها قناة عهركم الليلة؟! ألستم المرجعية السياسية للمحكمة التي اخلت سبيل العميل؟!

نحن أكثر من خبِركم واكثر من  يعلم أنكم تجار المقاومة وأن ديدنكم الكذب والنفاق، وسيأتي يوم تنكشف فيه الأقنعة عن الوجوه القبيحة”.

درويش

ومن جهتها الزميلة وسام درويش شقيقة السجين علي درويش ابن بعلبك، تأسف، لطريقة تهريبة حكم براءة لجزار ومجرم وعميل، ويبدو الموضوع مجانياً، فقط ارضاءً ولإثبات حسن نية هذا العهد، فيما لم تبادر حتى بالسؤال عن سجين منذ 11 عاماً في سجون اميركا، لينفذ حكماً بـ138  عاماً بتهمة أن شقيقي عميل لـ”حزب الله”.

وقالت شعرنا بالحرج :”كوننا حاولنا مقاربة قضية شقيقي علي بقضية العميل فاخوري، ولكن أملنا أن يأتي اليوم ويكون للبناني قيمة ان في الداخل أو في سجون الخارج”.

الجنوب

وجنوباً سيطر الغضب نفسه على إطلاق سراح الفاخوري. وقال أحد مؤسسي منظمة العمل الشيوعي أحمد جابر في رسالة الى اليساريين :” أرى أنه من الأفضل عدم صرف الجهد على إدانة ما يصدر عن تحالف الحكم الحالي من قرارات ترونها مستهجنة، ويراها الحاكم والمتحكم،  من بنات السياق السياسي العادي لاستقامة أحوال النظام”.

وتابع :” اغضبوا، لاتحزنوا ولا تستهجنوا، ولا تفترضوا سلوكا آخر من قبل تحالف يعرض كل ما لديه في سوق التبادل التجاري… ما أبخس الأثمان، وما أقبح الباعة، وما أكثر التجار”.

ضرب اميركي لهيبة الدولة!

و رأى الشيوعي السابق الصحافي علي بدرالدين أن: “اصرار ترامب على إطلاق صراح الفاخوري ليس لمحبته او لعدم قدرة الولايات المتحدة على العيش من دونه ، بل هو اصرار على ضرب هيبة الدولة والمقاومة امام الرأي العام وهذا ما حصل.”

أمَّا الأسير السابق لدى العدو الإسرائيلي في عتليت و الخيام علي علوية، قال: “شعرت كما سائر زملائي المُحرَّرين بالفخر عندما تمّ القبض على الفاخوري و بأنَّ اصبح في لبنان رجال يُعتمد عليهم حيث اطمأننت إلى مستقبل ابنائي بحيث لم يعد هناك من تطبيع مع عدو محتل”. وأسف لأن “حزب الله نسي مَن قدَّم عمره لتحرير الأرض والذي لم يعد يفكر الاَّ من خلال نظرة تتخطى لبنان إلى ما بعد بعد الوطن العربي”.

احمد اسماعيل

أمَّا المعتقل الأشهر احمد اسماعيل و الذي له باع طويل مع الثورة و مع حزب الله و حلفائه قال:

“حزب الله من البداية تعامل مع قضية العميل الفاخوري ببرودة شديدة ولم يكن جدياً وصريحاً بحجم هذا العميل، وراعى حليفه العوني”.

ولفت اسماعيل الى ان “حزب الله وبيئته تحلوا بالشجاعة لتخوين الثورة والصاق تهمة العمالة بالثوار، اما العميل الحقيقي غض النظر عنه اعلاميا او قانونيا”.

وسخر اسماعيل مما يجري فقال : “وبعد هذه الهجمة الشعواء على حزب الله عاد بعض إعلاميِّه للصق قرار إسقاط التعقيبات بحق الفاخوري إلى القاضي عبدالله رئيس المحكمة العسكرية”.

سجن الخيام المدمر لا زال شاهداً على ممارسات الاحتلال وعملائه
سجن الخيام المدمر لا زال شاهداً على ممارسات الاحتلال وعملائه
السابق
علي الأمين تعليقا على خطاب نصرالله “الكوروني”: أظهر مجددا أولويته الايرانية!
التالي
في نقد كلام الشيخ كوراني عن «كورونا»: الأحكام الفقهية تُجيز تطهير المراقد!