رئيس الحكومة الفاشلة «يرفع العشرة».. ويُلهب الشارع من البقاع الى الجنوب

ما قاله الرئيس حسان دياب لم يصب حكومته في مقتل فقط، بل الهب الشارع من الشمال الى الجنوب ليعلن بداية وفاة "توليفة الاكثرية" رسمياً. (بالتعاون جنوبية "تيروس" "مناشير")

سئل النائب محمد الحجار امس في إطلالة إعلامية عن كلام رئيس الحكومة حسان دياب امام السلك الدبلوماسي امس الاول عندما قال ان :”الشعب فقد ثقته بالدولة والاخيرة لم تعد قادرة على تأمين الحماية له”، فأجاب الحجار انه لم يسمع في حياته كلاماً مماثلاً من مسؤول بوزن رئيس الحكومة والذي يفترض ان يكون بوصلة اداء السلطة ويدها التنفيذية. وقال ان كلامه غير مألوف فهل معقول ان يقول رئيس حكومة عمرها شهر انه عاجز ومكبل وسيفشل؟ وربما خانه التعبير فعاد الى تصحيحه مساء ووصف منتقدي خطابه بالاوركسترا!

وإنطلاقاً من هذا الكلام الذي اعاد تزخيم وتفجير الثورة مجدداً ضد دياب، يستحق كلام الحجار التوقف عنده وفق مصادر فاعلة في الحراك الشعبي والتي ترى ان دياب وفي توقيت كلامه وقبل يومين من اعلان الحكومة قرارها بعدم الدفع، “يمهد” لرزمة ما من القرارات التي ستكون مؤلمة وصعبة ولن يتقبلها الشارع، لذلك لجأ الى “التمسكن” حتى “التمكن” كما يقول المثل العامي وهو يهول على اللبنانيين ويهددهم بالويل والثبور وعظائم الامور المالية والاقتصادية.

دياب وفي توقيت كلامه وقبل يومين من اعلان الحكومة قرارها بعدم الدفع “يمهد” لرزمة ما من القرارات التي ستكون مؤلمة وصعبة ولن يتقبلها الشارع

وتشير المصادر الى ان دياب ليس مجبوراً ان يتحمل كما يدعي موبقات 30 عاماً من الحكومات المتعاقبة والتي عينتها السلطة نفسها القابعة في الحكم اليوم وهي من عينته وإذا كان لديه تعاطف او تفاعل مع الشارع ومع الثورة ومع مطالبها فليستقل ويرحم نفسه ويرحم العباد معه لان ما يروج له في كلامه خطير وسيكون له عواقب جسيمة في الشارع. فبعد اسقاطه سيطالب الشعب والثوار بمحاكمته ومحاكمة الفاسدين والمتلاعبين باموال الناس وودائعهم ولقمة عيشهم ويسعون الى اخر خطوات الافلاس والتجويع عبر نهب ما تبقى من ودائع.

هذا الجو من الغضب في الشارع  وان ترجم في تحرك الساحات وقطع طرقات من الشمال الى صيدا فانه مستمر وسيتصاعد بحملات ضد دياب وحكومة السلطة العاجزة والتي ولدت ميته اصلاً وهي تنازع اليوم قبل اعلان مراسم الدفن.

وفي جولة في المناطق ترجم هذا الغضب واضحاً وجلياً، وتأكيد من الساحات على رفض كلام دياب كما رفضوا حكومته ورفضوا في الاصل تكليفه فالمطالبة تبدأ من الاستقالة واعادة الامور الى نصابها بتأليف حكومة حيادين وخبراء حقيقيين.

صور

وفي صور انقسمت آراء الناس بين مؤيد ومعارض لكلام دياب، فالناس تجوع وتتعب لكنها ليست بلا حيلة او وعي وهي تعرف انها خيرت بين العمى الكلي والعمى الجزئي فاختارت الاخيرة حتى تتلمس الطريق.

ومن ساحة صور قال السيد علي رضا  لموقع “تيروس” : ” إن تصريح دياب كان إيجابيا بحيث قدم لنا حقيقة الدولة المنهارة التي تعاني من مازق كبير و لا تملك عصا سحرية للحل… حتى الأطراف المشاركة في الحكومة لا زالت ممعنة بالإستهتار بالواقع المأزوم إقتصاديا و سياسياً و الظاهر أن الحكومة ذاهبة إلى حائط مسدود “.

ويرى الدكتور علي عزالدين من ساحة صور ان “تصريح دياب هو اعتراف بأن الطبقة السياسية منذ ثلاثة عقود هي السبب للوصول لهذا الإنهيار و حسان دياب غير مسؤول عمَّا آلت إليه الأمور… و كلامه هو إقرار واضح بما يجري من ازمات و وصل إلى مرحلة اللاعودة”.

البقاع

وفي البقاع فتح خطاب دياب شهية “ثوار” البقاع النزول الى الساحات تعبيراً عن رفضهم لهذه الحكومة العاجزة عن تأمين حماية المواطن، في مواجهة الازمات المتتالية لتترك المواطن على قارعة الأمل بأن لا يداهمه على غفلة وباء “كورونا”، فيما هو عاحز عن تأمين “كمامة” او معقم بعدما هرّبت هذه السلطة من ما كان تبقى له من فرصة عمل. ومنهم من وجد أن كلام دياب له تفسيران اما تمهيدا لاعلان الاستقالة أو اعلان التملص من مسؤولية الحكومة في تمدد كورونا اضافة الى ازمة اقتصادية خانقة.

الغضب في الشارع  وان ترجم في تحرك الساحات وقطع طرقات من الشمال الى صيدا فانه مستمر وسيتصاعد بحملات ضد دياب وحكومة السلطة العاجزة والتي ولدت ميته اصلاً

ففي تعلبايا البقاع الأوسط وعند نقطة المصنع ومنطقة قب الياس، وبين غزة وجب جنين نزل مساء أمس ناشطون في هذه النقاط وقطعوا الطرق الرئيسية، تعبيراً عن رفضهم لهذه سياسات هذه الحكومة، ومن ساحة تعلبايا قال الناشط ملحم الحشيمي لـ”مناشير”، أن من المعيب على اللبنانيين بعدما سمعوا رئيس حكَومتهم يقول لا قدرة للحكومة على حماية المواطنين أن لا يتحركوا لاسقاطها لان لا حاجة لنا بحكومة عاجزة”.

إقرأ أيضاً: دياب «يبق» البحصة.. إنسحاب أم تهويل؟

من جهته الناشط سهيل الخشن وهو من المشاركين في التظاهرات في البقاع الغربي، شدد على أن ما قاله دياب هو اعتراف بأحقية مطالب الانتفاضة، وأن اتهامات السلطة للناشطين بعملاء السفارات سقط باعتراف رئيس الحكومة، وتخوف من أن يكون كلامه هو فتح الطريق امام زعزعة امنية بعد اعلان العجز على المواجهة.”.

عون ودياب عملة واحدة!

بدورها الناشطة وصول غنيم شبهت كلام دياب بما قال الرئيس ميشال عون، لمن لا يعجبه يهاجر، ودياب بقوله ان الحكومة عاجزة عن حمايتنا هذا اعتراف بفشل قيام الدولة، يعني أصبحنا أمام رئيسين واحد يريدنا  أن نهاجر وآخر يستبيح حياتنا، لتعتب على بقية اللبنانيين الذين سمعوا دياب ولم يتحركوا، وقالت “الكورَنا تمددت لان وقف الملاحة الجوية مع ايران لها تداعيات سياسية، حسب وزير حزب الله حمد حسن، وما قاله دليل عجز الدولة في وقف انتشار كورونا يؤكد بوضوح الفشل”.

ويعتبر الناشط أيمن الصميلي من بلدة الصويري في البقاع الغربي، أن كلام دياب  مؤشر الى أنه بصدد اتخاذ قرارات تمس لقمة العيش للمواطن البسيط بشكل سلبي ويحاول التبرؤ منها مسبقا وصولاً لإعلان استقالته، لان كما يبدو ان دياب أعلن بذلك أيضاً أن المحيط الدولي الذي  أدار ظهره بالكامل له و ترك لبنان للغرق ومن هذا المنطلق كل مواطن حر يجب أن ينزل الى الشارع ليطالب باقالتها”.

السابق
«كورونا» اجتاح أميركا.. ارتفاع عدد الوفيات وترامب يتحدث عن «منع السفر»!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 03/03/2020