بعد دياب.. فهمي في دار الفتوى: لا بركة ولا حركة!

الشرعية السنية المفقودة لحسان دياب وحكومته لن توفرها زيارتا دياب ووزير الداخلية محمد فهمي الى دار الفتوى كونها الممر الالزامي لرئيس الحكومة قبل تكليفه وليس بعد تشكيله الحكومة!

لا يختلف اثنان على ان دار الفتوى هي دار كل المسلمين وهي مفتوحة لكل من يطلب “البركة” والزيارة من المذاهب الاسلامية كافة واللبنانية عموماً. ولكنها ايضاً هي الباب السني الالزامي لأي شخصية تريد ان تطأ عتبة السراي وهذا ما فعله الرئيس حسان دياب ولكن من بعد “تعيينه” رئيساً للحكومة غصباً عن دار الفتوى نفسها وعن الطائفة السنية وعن جمهور “تيار المستقبل”.
ويقول متابعون لملف العلاقة بين دياب ودار الفتوى، ان اللقاء الذي جمعه مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ولو جرى ترتيبه لـ”الصورة الشكلية” فقط حفاظاً على “هيبة” الموقع الثالث الدستوري العائد للسنة فلا يصح ان “يتهرغل” كما فعل به دياب، فأتت الزيارة لحفظ ماء وجه كرسي السراي ومن يشغلها عنوة عمن يمثلهم فرضاً.

شرعية مفقودة

ورغم ان الزيارة اتت بعد نيل الثقة الا انه واضح ان الحكومة اليوم لن تستمد شرعية مفقودة بغض النظر عن نيلها الثقة في مجلس النواب وفي ظروف ليست مريحة او عادية او طبيعية وبأقلية هزيلة لا توازي نصف مجلس النواب، في حين يغلي الشارع بكل أطيافه ضدها، حتى ان اهل السلطة ليسوا مقتنعين بما جنته ايديهم من مخلوق “هجين” واقرب الى “اللقيط”. حتى ابوه “البيولوجي” بالمعني السياسي يرفض الاعتراف به.
وخرج بالامس السيد حسن نصرالله ليتبرأ من “ابوته” للحكومة، ويرجو “الدعاء” لها وفي لهجة اقرب الى “الاستعطاء” الداخلي والخارجي للحكومة مالياً وسياسياً.

دياب دريان دار الفتوى
دياب ودريان في دار الفتوى

سبق زيارة دياب الى دار الفتوى لقاء البخاري بدريان في عائشة بكار وهذه رسالة واضحة لدياب من السعودية ودار الفتوى ان الشرعية السنية موجودة اليوم في “بيت الوسط” وليس على كرسي السراي

في الشكل والمضمون، اتت زيارة دياب لتكمل مشهداً بروتوكولياً، بين دار الفتوى ورئاسة الحكومة التي تتبع لها ادارياً ومالياً. ولكن في العمق هي زيارة رفع “عتب” شكلي بين الطرفين، إذ سبق تكليف دياب تأكيد المفتي دريان ان مرشحه الوحيد لرئاسة الحكومة هو الرئيس سعد الحريري. ودياب يعرف وفق المتابعين ان دريان لا يريده رئيساً ولكنه اصبح امراً واقعاً عليه.
وفي المضمون العميق واضح للمتابعين نفسهم ان كان سبق زيارة دياب الى دار الفتوى، لقاء السفير السعودي وليد البخاري بدريان في عائشة بكار، كما تواجد الرجلان سوياً مع الحريري في ذكرى إستشهاد والده في “بيت الوسط”، وفي رسالة واضحة لدياب من السعودية ودار الفتوى، ان الشرعية السنية موجودة اليوم في “بيت الوسط” وليس على كرسي السراي.

لا حركة مرجوة!

وما ينسحب على دياب، ينسحب على وزير الداخلية محمد فهمي الذي “غط” في دار الفتوى امس، بعد ايام من زيارة دياب ليكتسب “بركة” سنية شكلية، لكنها لا تؤجج “الحركة” المطلوبة ولا تكسب المشروعية لفهمي ولدياب لا من الشارع ولا من الحراك ولا من الطائفة السنية ورموزها.
ويبقى اخيراً القول، ان ما اعطاه “حزب الله” و”التيار البرتقالي” لدياب لم يُمنح للحريري وكان ذلك ممكناً لو صفت نوايا هذا الثنائي. اذ يتبين اليوم، ان حكومة دياب ومواصفاتها كان يمكن ان تكون برئاسة الحريري، ولكن يبدو ان المطلوب كان “إزاحة” الحريري والإتيان بأي سني آخر ينفذ رغبات الثنائي هذا ومن دون إعتراض. وهنا يكمن “السر الكبير” في شخصية دياب وهو ان سره ليس “عجائبياً” او عبقرياً اكثر من الحريري بل هو مطواع أمين، ويسمع الكلمة وينفذ ولا يعترض!

السابق
لبنان الى الافلاس.. مصدر أميركي يحذّر: عواقب عدم سداد «اليوروبوند» خطيرة!
التالي
البحر الأحمر يطلق مهرجانه الأول.. منافسَة سعودية على صناعة السينما