الإنتفاضة… هذا ما انتهت إليه وما عليها البدء به!

مواجهات وسط بيروت

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انتفاضة الشعب اللبناني كانت الحصيلة ما يلي:

1) اسقاط التسوية التي انتجت رئيس الجمهورية والحكومتين السابقتين.

2) انتاج عقلية لبنانية ثورية (ثورة قيم وليس ثورة ضد مؤسسات) جعلت اللبنانيين يدركون مدى تأثيرهم على طبقة سياسية كانت مقتنعة أن لا أحد يحاسبها على فسادها وفشلها وسؤ نواياها…

اقرأ أيضاً: من داخل الانتفاضة وليس تنكراً لها

3) تخبط على مستوى العهد كانت نتيجته 83 يوماً بدون حكومة: 50 يوماً للتكليف و33 يوماً للتأليف. هذا التخبط ناتج عن عقلية المحاصصة ولتأمين حكومة تحمي الطبقة السياسية ولا سيما الثلاثي الحاكم: تيار باسيل وأمل وحزب الله. هذه الطبقة تريد أن تبقى خارج المحاسبة.

4) حكومة جديدة منذ 48 ساعة  لم تلب مطالب الإنتفاضة، سقفها رئيس الجمهورية الذي يوقع المراسيم، ويضبطها مجلس نيابي مكون من أكثرية انتجتها التسوية الرئاسية والحكومية السابقة. حكومة ليست حرة بقرارها رغم وجود عدد من الوزراء فيها لا شائبة على شخصهم ولا على نواياهم الحسنة ولكن هذه الشخصيات والنوايا ليست كافية لإحداث التغيير الجذري المطلوب.

جماعة السلطة الذين يرتاحون إلى المواجهات بين الجيش وقوى الأمن من جهة والمنتفضين من جهة أخرى وبذلك يبلغون هدفاً أرادوه منذ البداية

5) مجلس النواب فقد شرعيته بالكامل لأن معظم النواب فيه لم يقوموا بواجبهم عند المماطلة بتعيين موعد الإستشارات النيابية الملزمة ولم يمثلوا طموحات الشعب الذي يمثلوه ولم يقترحوا شيئاً جدياً للخروج من الأزمة.

6) الإنتفاضة بدأت تتحول إلى ثورة جياع وثورة غضب لا يمكن ضبطه بسهولة وهذا ما شهدناه خلال الأسبوعين الماضيين وخاصة يوم أمس.

7) هؤلاء الجياع والغاضبون والمعدمون الذين يؤمنون بالعنف والتكسير على عكس معظم المنتفضين، هؤلاء الجياع يتم استغلالهم واستثمارهم من قبل جهات متعددة.

البائسون بيننا

هذه الجهات يمكن اختصارها بما يلي: 

أولاً: جماعة السلطة الذين يرتاحون إلى المواجهات بين الجيش وقوى الأمن من جهة والمنتفضين من جهة أخرى وبذلك يبلغون هدفاً أرادوه منذ البداية لتحويل لبنان من نموذج الثورة البيضاء السلمية إلى النموذج السوري والعراقي والإيراني. 

ثانياً: بعض الموتورين الذين يجرون حسابات خاطئة وساذجة أن العنف سيعطي نتيجة أفضل من السلم وهذا تفكير خاطئ وساذج ومغامر يمكن أن يؤدي إلى صدامات شارع ضد شارع كما برزت معالمه يوم أمس (حماة الديار – حركة أمل) وهذا ما تتمناه أحزاب السلطة منذ اليوم الأول ونذكر الجميع أن بلطجية السلطة هاجموا ساحات بيروت والنبطية وبعلبك عشرات المرات ولم ننجر إلى شارع ضد شارع. 

اقرأ أيضاً: رسائل تحذير إلى.. المنتفضين!

ثالثاً: من يريد أن ينهار الهيكل على رؤوس الجميع انتفاضة وسلطة وهذا يخدم أهدافاً مدمرة على رؤوس الجميع، كمن يريد قتل السرطان بقتل المريض.

ختاماً: الجوع وصل، والبؤس أصبح هنا، والبائسون بيننا، وهؤلاء ليس لهم شيء ليخسروه والمسؤولين عن ذلك هم من في السلطة اليوم ومن سرح واستباح في السلطة لمدة ثلاثين عاماً ومن يتمتعون بأكثرية نيابية ومن أنتجوا حكومة مكبلة اليدين لحمايتهم. عاشت الإنتفاضة عاش لبنان.

السابق
«مندسون في وسط بيروت».. ودريان يناشد القوى الأمنية!
التالي
وزير الاقتصاد يستمهل الحراك.. «لن أقول سوف أنجز»!