رسائل تحذير إلى.. المنتفضين!

الاحتجاجات في لبنان

الأيام الثلاث الماضية كانت أيام سوداء ليس بسبب قرب تأليف حكومة خاضعة للثلاثي المهيمن، ولا بسبب استعمال قوى الأمن والجيش العنف المفرط بحق المتظاهرين وبحق الصحفيين وبحق تلامذة المدارس، ولا لأن جماعة أمل وحزب الله واليسار المتطرف جروا المنتفضين إلى حيث لا يجب أن يذهبوا … الأيام الثلاثة الماضية كانت سوداء لأن جماعة سلطة المهيمنة يضحكون في عبـّـهم لأن المنتفضين ما زالوا يفتقدون إلى الإحتراف السياسي والعملاني ولم يستقوا من دروس الماضي القريب مع كل الأسف ومع محبتي.

اقرأ أيضاً: أسئلة مشروعة على هامش الحكومة «المفتوحة»!

تذكير للمنتفضين

تذكير للمنتفضين: الإنتفاضة (وليس الثورة) أهدافها تطبيق الدستور والقوانين واسقاط الفاسدين والفاشلين الذين يهيمنون على الرئاسة والحكومة ومجلس النواب الفاقد لشرعيته والذين داسوا على الدستور وعطلوا المؤسسات وجعلوا القضاء آداة لتأمين مصالحهم.

ليحاسب العسكريون الذين اساؤوا استعمال السلطة

الاستراتيجية الثلاثية لضرب الانتفاضة

الأحزاب المهيمنة بسلاحها وبفسادها اتبعت استراتيجية ثلاثية لضرب الإنتفاضة وهي: أولاً ترهيب المنتفضين بالضرب والتكسير (وخلفهما السلاح) لثنيهم عن النزول إلى الشارع ولمنعهم من التعرض لرئيس مجلس النواب وزعيم حزب الله وهما في صلب المنظومة التي أوصلت لبنان إلى هذه الدرجة من الإنهيار. ثانياً قضم ساحات الإنتفاضة وانتحال صفة منتفضين وادخال مطالب وشعارات لا علاقة لأهداف الإنتفاضة بها وبذلك يتم إحباط المنتفضين وإبعادهم قرفاً من الساحات. ثالثاً خلق هوة وكره وحقد بين المنتفضين والجيش وقوى الأمن عن طريق مندسين حاضرين دائمين وافتعال صدامات ينجر عليها المتحمسون من بين الشبان المنتفضين وقد نجحوا إلى حد بعيد وينبغي على القيادتين العمل بسرعة لإعادة الثقة مع الشعب.

الفوضى العارمة

ما حدث أمس في جونية والبترون وزحلة وبيروت هو فوضى عارمة: جماعة أمل وحزب الله واليسار المتطرف راحوا يعتدون على الأملاك العامة والخاصة والقوى الأمنية تركتهم يفعلون دون أن تتدخل في البداية ثم قامت بردة فعل مفرطة طالت المحتجين المسالمين والصحفيين وليس فقط المشاغبين الذين استقدموا الحجارة بالمئات في حقائب الظهر. الضرب الذي تعرض له تلامذة المدارس من قبل العسكريين هو تجاوز للسلطة ومخالفة واضحة من قبل عناصر تفتقر إلى المناقبية لا تحميها البذة العسكرية من الملاحقة أمام المحاكم الآن وفي المستقبل ويمكن لهذه الملاحقات أن تطال الرؤساء التراتبيين.

ليسقط مجلس النواب الفاقد لشرعيته

أخشى ما أخشاه أن تعمد الحكومة المقبلة إلى تحميل قائد الجيش ومدير عام قوى الأمن مسؤولية الأحداث وإقتناص الفرص لإقالتهما لتعبيد الطريق أمام مآرب سياسية وطموحات رئاسية، وهذا ما يدخل في صلب مخططات الهيمنة على البلد من قبل من يهيمنون أصلاً.

الإنتفاضة بدأت تأخذ منحى ثورة جياع … والجائع قوي جداً وجوعه خطر على الذين يعيشون في ابراجهم العاجية.

اقرأ أيضاً: حزب الله يخطف الثورة في لبنان ويوجّهها ضد حاكم المصرف المركزي

الثلاثي المهيمن

أخيراً الثلاثي المهيمن على السلطة يحرف الأنظار عن جماعة السلطة ليحولها إلى القطاع المصرفي ولتحميله دون سواه مسؤولية الأزمة لضربه من أساسه وإفقار مليونين ونصف المليون من المودعين اللبنانيين … وهذا ما زعران الشارع يحاولون أخذ الإنتفاضة إليه.

ليسقط المشاغبون
ليحاسب العسكريون الذين اساؤوا استعمال السلطة
ليسقط مجلس النواب الفاقد لشرعيته
عاشت الإنتفاضة.. عاش لبنان 

السابق
بالفيديو: بعد رفض تكليف دياب وحكومة اللون الواحد.. المحاصصة تُغضب الحراك!
التالي
انتفاضة صيدا تستعيد زخمها!