حكومة الثلاثة أشهر تُعيّد اللبنانيين «من كيسهم»!

حسان دياب
سؤال يتكرر على كل شفة ولسان، ماذا يمكن ان تقدم حكومة حسان دياب في حال تشكلها مع حلول العام الجديد؟ وهل صحيح انها لن تعمر اكثر من ثلاثة اشهر؟

اكثر المتفائلين يعطي حكومة الرئيس حسان دياب 6 اشهر، قسم آخر اكثر واقعية يعطيها ثلاثة اشهر، وبينهما قسم آخر اقل تفاؤلاً يعتبر انها حكومة ستولد ميتة. المشترك بين الفئات الثلاث: كلمة واحدة حسان دياب المرادف للفشل.

والحكم على دياب وحكومته بالفشل ليس تجنياً على الرجل، او الحكومة، او شكلها، او مضمونها، او الاسماء المشاركة فيها، وليس لمقاطعة السنة وتيار المستقبل ودار الفتوى لها، بل لانها حكومة لا تمتلك ببساطة القدرة التغييرية او الانقاذية، والحلول المطلوبة لأزمة عمرها سنوات طويلة. وليست وليدة اليوم او نتيجة الثورة المستمرة للشعب اللبناني.

لا امكانية لإنتاجية حكومة دياب او ان تحل الازمات المالية وتُوفر السيولة اللازمة من دون غطاء داخلي وطني وخليجي وعربي

ويجمع خبراء اقتصاديون ان الاقتصاد، لغة ارقام وليس لغة “عواطف” او منابر او سلاح يمكن تلقيمه لتهديد الآخر ووضع المسدس في رأسه. الدولار عصي على التطويع والارهاب والتخويف، هو “ملك الساحة اللبنانية”، لكون اقتصادنا “مدولر” بالكامل، ولا يمكن تجاوز الاميركيين ارباب هذا الدولار وصانعيه، اذا اردنا اقتصاداً ناجحاً، ليس استسلاماً للاميركيين او تسليمهم البلد، بل لان المطلوب سلسلة خطوات لكسب رضا ودعم المجتمع الدولي.

ويقول الخبراء ان لا امكانية لإنتاجية حكومة دياب او ان تحل الازمات المالية وتُوفر السيولة اللازمة، من دون غطاء داخلي وطني، وخليجي وعربي وفي ظل “ترصد” اوروبي واميركي، لأداء الحكومة بعد التأكد من “هوية” الوزراء تقنيين واختصاصيين وغير حزبيين.

فمن اين تأتي بـ 4 مليارات دولار كلفة دين العام 2020؟

ومن اين تأتي بـ120 الف فرصة عمل للتعويض عمن خسر وظيفته ومصدر دخله؟

ومن اين تعوض على اكثر من 10 الاف مؤسسة خاصة افلست واغلقت، وعلى الطريق هناك 5 او 6 آخرى؟

وايضاً وايضاً من اين تأتي حكومة دياب بـ11 مليار دولار يقال انها “هربت”الى الخارج بمعنى ان يرمى مبلغ مماثل في السوق لتحريك عجلة الاقتصاد؟

ووفق الخبراء انفسهم، جّل ما يمكن لحكومة دياب ان تفعله خلال اشهر ثلاث او ستة لا فرق هو اعطاء الناس جرعات امل وهمية وذاتية، اي انها تقدم لهم “عيديات” من “كيس” الناس لا من “كيسها”. وهذا الامر سيؤجج الانتفاضة الشعبية والرفض لهذه السلطة التي تستنسخ نفسها وممارساتها بأوجه مختلفة.

على قاعدة “اللهم لا نسألك رد القضاء إنما اللطف فيه” تسير حكومة دياب ومعها الاكثرية و”حزب الله” الى عمق الهاوية ومزيد من الغرق والتدهور    

فمن الاجراءات التي بدأت فيها السلطة امس، وهي تعميم مصرف لبنان بصرف الحوالات الاتية من الخارج بعملتها الاصلية، اي اذا كانت بالدولار تقبض بالعملة نفسها وذلك يريح عملياً المغتربين ويساعد اهلهم في لبنان بعملة “صعبة”.

ومن الامور التي يمكن ان تقوم بها وهي رفع قيمة السحوبات اليومية من الودائع للناس، من صغار المودعين طبعاً، وكذلك تمكين الموظفين من قبض كامل رواتبهم بالاضافة الى ما يحكى عن تمديد مهل الملاحقة القانونية لاصحاب القروض المتعثرة لـ6 اشهر.

كما يُحكى ايضاً عن توجه لدعم تجار محددين للسيطرة على غلاء بعض المواد الغذائية وتأمين المفقود منها وهذا يعني إبقاء الامور على حالها ووقف التدهور من الاسوأ الى السيء.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يُقحم الإنتفاضة في «عنق الزجاجة»؟!

وعلى قاعدة “اللهم لا نسألك رد القضاء، إنما اللطف فيه” تسير حكومة دياب ومعها الاكثرية و”حزب الله” الى عمق الهاوية ومزيد من الغرق والتدهور.            

السابق
على أهبة الاستعداد.. الثوار جاهزون لاستقبال 2020 في ساحة الشهداء!
التالي
حقيقة وجود مقاتلين «سوريين» في ليبيا.. تركيا تخطّط والمعارضة ترفض!