تكليف دياب يُعبد طريق القضاء على الحريرية!

سعد الحريري وحسان دياب
يرى المحللون والمراقبون أن إطالة أمد معركة تكليف رئيس جديد للحكومة الجديدة لم يكن عفوياً، بل كان يهدف لتقويض الحريرية السياسية، خصوصاً من قبل إيحاءات حزب الله عبر قنواته في الحكم الحالي والسلطة القائمة، فالإصرار على سعد الحريري في العلن لم يكن لتكليفه في الواقع بل لاستنفاذه جماهيرياً وحرقه وتدمير ما تبقَّى من الحريرية السياسية.

وهذا يبدو ان ما حصل بالفعل، فلم يتمكن الحريري من الفوز بمنصب رئاسة الحكومة مما يُنذر بعزله تدريجياً لما يشكل وجوده كعنوان في الحكم من خطر على مصالح حزب الله المحلية والإقليمية، فالرجل هو عنوان المحكمة الدولية التي طالما تسلَّط سيفها على رؤوس مسؤولين وعناصر في الحزب، وهو عنوان لمرحلة تفعيل القرار الأممي 1701 الذي كان يتوقع له أن يشمل الحدود السورية اللبنانية إلى جانب الحدود اللبنانية الفلسطينية بحيث يقضي ذلك على عمليات تمرير السلاح وغير السلاح للمقاومة عبر المنافذ البرية الشرعية وغير الشرعية وكل ذلك بحسب الرؤية الأمريكية والحليفة.

اقرأ أيضاً: حسان دياب.. آخر الأسماء المحترقة في آتون «حزب الله»؟!

 كما أن الرجل كان يُراد له أمريكياً أن يحسم جدل إعادة ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة سيما فيما يتعلق بالبلوكين 9 و 8 عند الحدود البحرية اللذين هما تحت نظر المطامع الإسرائيلية، والبعض يرى أن هذا الترسيم سيكون حتماً لصالح المصالح الأمريكية والإسرائيلية ولكنه في النتيجة سيسحب فتيل التوتر عند الحدود اللبنانية الجنوبية برأي هذا البعض، في حين يرى آخرون أن إعادة الترسيم قطع لطريق حرب متوقعة بين حزب الله والدولة العبرية، هذه الحرب التي يريدها حزب الله ان تظل مفتوحة حتى ولو دون معارك، في إطار مشروعه الاستراتيجي الذي أعدَّ له العُدَّة خدمة لحليفه الأكبر الجمهورية الاسلامية الايرانية.

فبقاء الحريرية السياسية في السلطة اللبنانية التنفيذية الحاكمة يصطدم بهذا الكم من مصالح حزب الله على المستوى العملي والمنظور، لذلك استنفذ حزب الله الرئيس سعد الحريري سياسياً عبر تمثيلية التكليف الجديد، وقام بالتعامل معه بالنَفَس الإيراني السياسي الطويل الأمد، وكان يهدف من وراء كل ذلك القضاء على الحريري سياسياً من خلال حرقه أمام الرأي العام اللبناني وإظهاره على أنه المُعَطِّل الأول لمسيرة الإصلاح والمحاسبة والمساءلة التي انبلج فجرها مع انطلاق انتفاضة 17 تشرين.

اقرأ أيضاً: حزب الله يختار المواجهة ويشكّل «حكومة اللون الواحد»

ونحن لا نقلل من قدر رئيس الحكومة المكلف الدكتور الپروفيسور والوزير الأسبق حسان دياب، ولكن تكليف الرئيس دياب يصُبُّ في المُحصِّلة والنتيجة في خانة مصالح حزب الله المحلية والإقليمية في المرحلة الراهنة قصد ذلك الرئيس المكلف أو لم يقصد، وذلك بطريق مباشر وغير مباشر، فهل ستتمكن الحكومة المقبلة من استيعاب شعار: “كلن يعني كلن” الذي أطلقته انتفاضة 17 تشرين أمام إصرار الرئيس المكلف على تلبية رغبات المحتجين والمتظاهرين؟

وهل ستتجاوب الإدارة الأمريكية معها لإنجاحها؟ وماذا ستكون حصة أحزاب السلطة الحالية في التشكيلة الحكومية المقبلة؟

السابق
بالفيديو: إدلب تفقد لقبها الأخضر وتصبح «الحمراء»
التالي
جمعة رفض التكليف.. تحشيد عبر مواقع التواصل لتصعيد كبير