حزب الله يختار المواجهة ويشكّل «حكومة اللون الواحد»

الاستشارات النيابية
بحسب محللين فان حزب الله المحشور اقليميا واقتصاديا، بسبب ثورات الشعوب والعقوبات الاقتصادية، أصبح يدافع عن معقله الأخير في لبنان بإصرار وشراسة، وهو لن يألو جهداً في سبيل الحفاظ على نفوذه المسلّح في لبنان، خصوصا بعد تحقيقه وحلفائه الأكثرية النيابية في انتخابات العام الفائت.

فقد تفاجأ اللبنانيون ليل أمس بطرح اسم الوزير السابق الدكتور حسان دياب، الذي يشغل منصب نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، واختياره من قبل معسكر الممانعة الذي يقوده حزب الله من أجل تشكيل حكومة، ستكون دون شك بعد استبعاد سعد الحريري، بمثابة حكومة لون واحد أو حكومة مواجهة، فهل يستطيع لبنان المثقل بأزمة اقتصادية تهدد بانهيار شامل أن يحتمل هكذا حكومة بتراء؟

اقرأ أيضاً: هذا ما يفتقده حسان دياب ليكون رئيساً للحكومة!

المحلل الصحافي الياس الزغبي قال لموقع “جنوبية” ما حصل اليوم هو مشهدية سياسية عبثية، لأنها تخفي قراراً صدامياً بحكم تجاوز قاعدتين اعتمدتها الطبقة السياسية الحاكمة منذ سنوات هما، الميثاقية، والأقوى طائفياً. فإذا المشهد يتجاوز هاتين القاعدتين، مع أن هاتين القاعدتين كانتا في اساس انتخاب رئيس الجمهورية ومجلس النواب، وهي الآن تستثني بيت الوسط وسعد الحريري.

ويؤكد الزغبي وجود مغالطة شائعة ” فليس صحيحاً أن سعد الحريري اعتذر، والصحيح انه أُجبر على الاعتذار لأن الثنائية الشيعية وبعبدا، أرادتا أن يكون الحريري رئيس حكومة خاص بها فقط، فقد حاول ارئيس عون وحزب الله وحلفائهما أن يفرضوا على الحريري ضمّ وجوه الى حكومته سقطت ويرفضها الشارع، والإبقاء على المحاصصة والنفوذ الغالب لمعسكرهم. وبذلك أرادوا منه مطالب تتجاهل إرادة الناس، وهذا التجاهل دفع الحريري إلى الاعتذار في حين أن المنوي تكلفه الدكتور دياب، يظهر من خلال الاجتماعات التي سبقت إجراءات تكليفه، أنه لم يضع أو يتمني شيئاً خاصاً يحافظ على التوازن ووحدة البلد ومطالب الناس”.

وبرأي الزغبي فإنه “إن إسقاط الميثاقية ونظرية الأقوى في الطائفة، سوف ينعكس ذلك على الثورة اللبنانية، في كافة أرجاء الوطن، لأن هذا الإصرار على تشكيل حكومة لون واحد، لا يشكل سوى تحدّ للبنانيين وتجاهل لحقوقهم، وكأن رئيس الجمهورية قادر على الاحتفاظ بنتائج الاستشارات دون تكليف، من أجل الحفاظ على الميثاقية، بذلك فإن ما سيحصل هو تشكيل حكومة مواجهة على صعيد التداخل، ستنتج عزل داخلي لقوى أساسية، وعزلة خارجية للبنان بفعل تلك الحكومة.

زيارة هيل إلى بيروت

ديفيد هيل

ولكن هل لزيارة مساعد الخارجية الاميركي دايفيد هيل الى بيروت غدا، دخل في سرعة تكليف الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة؟

اقرأ أيضاً: الثورة تُدحرج «الرؤوس الحامية».. والحكومة بخواتيمها!

يجيب الزغبي بملاحظة مستهجنة كيف أن اعلام حزب الله يتهم رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري بالانخراط بمؤامرة ضد المقاومة، في حين أن نائبه الدكتور حسان دياب يحظى بتأييد الحزب لمنصب رئيس الحكومة! أما بالنسبة لزيارة هيل فإنه علينا الانتظار، هل سوف يقبل أم يرفض ما يجري في بيروت. فإذا استمر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، فإن واشنطن تكون راضية، وإذا تعرقلت فمعناه ان أميركا غير راضية، وتسعى لتغيير الواقع.

وتمنى الصحافي الياس الزغبي على الرئيس المكلف أن يأخذ بالاعتبار أنه يمثل بيئة معينة ويتروى كثيراً في التكليف والتأليف، فلا يكون شاهد زور على ما يحصل.

السابق
استعدادات شعبية للتحرك.. وتعزيزات أمنية في محيط منزل دياب
التالي
مرة جديدة.. المشنوق يغرّد خارج سرب «المستقبل» وهذا مرشحه!