حسان دياب.. آخر الأسماء المحترقة في آتون «حزب الله»؟!

حسان دياب

تثير التساؤلات بل الإرتياب عملية ترشيح وزير التربية السابق حسان دياب، التساؤلات تتصل بخلفية اختيار دياب الذي كان وزيراً في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، شخصية مقلة في الكلام، لم يعرف عنه انه كان وزيراً أحدث فرقاً في إدارته لوزارة التربية، يكاد اللبنانيون ينسونه على رغم انه قضى في الوزارة نحو ثلاثة اعوام في حكومة الرئيس ميقاتي الثانية في عام 2011.

كان الأمين العام لحزب الله قد اعلن في خطابه الأخير، أن أخلاقه لن تسمح بتشكيل حكومة أكثرية، هو الذي رفض تشكيل حكومة اكثرية حين كانت الاكثرية لدى خصومه. لم يشر في هذا الخطاب الى أنه هو من فرض حكومة اكثرية في حكومة الرئيس ميقاتي التي كان دياب نفسه وزيراً للتربية فيها، تلك الحكومة التي اطلقها عليها الكثيرون اسم حكومة حزب الله.

اقرأ أيضاً: حزب الله يختار المواجهة ويشكّل «حكومة اللون الواحد»

حزب الله ذهب الى حكومة اكثرية عندما كانت مصلحته السياسية تقتضي ذلك، وهو يريد حكومة تضم الجميع اليوم لأن مصلحته تقتضي ذلك، اما الانسجام مع الذات والاخلاق فلا مكان لهما في تحديد وجهة الحزب وموقفه.
ميثاقية حزب الله التي يظهر نصرالله حرصه الشديد عليها، تعني بمآلاتها اعادة انتاج قواعد السلطة ذاتها قبل 17 تشرين الأول، اي العودة الى نظام المحاصصة، وتقويض النظام الديمقراطي، وترسيخ معادلة التوافق على الفساد باسم الميثاقية. هذه المعادلة هي التي يحامي عنها حزب الله ويدافع عنها لأنها توفر له شروط السيطرة والتحكم ليس على الارض فحسب، بل التحكم في مفاصل الدولة، لذا لن يتساهل في مواجهة من يحاول اسقاطها وتقويضها.
إنطلاقا من ذلك رب سائل لماذا اختار حسان دياب طالما هو لا يريد حكومة تكنوقراط ولا حكومة اكثرية؟

في الرد على هذا السؤال الوجيه، لا بد من القول ان اختيار دياب هو اقرب الى المناورة، في اتجاهين، الاول تجاه استثارة عصبية سنية يعتقد حزب الله انها ستتحرك من خلال تسمية دياب الذي رفضه اقطاب السنة داخل مجلس النواب. اما الاتجاه الثاني فهو ضد الحراك او الانتفاضة، التي يعتقد حزب الله ان اختيار دياب سيربك الحراك الذي سينقسم حول اختياره بين من يعتبره مستقلا وتكنوقراط، وبين من يرى فيه شخصية مستفزة للسنة وليست من التكنوقراط باعتباره كان وزيراً في حكومة وصفت بانها حكومة حزب الله.

هذه المناورة يمكن لحزب الله ان يحقق من خلالها المزيد من إضعاف الإنتفاضة وفي الوقت نفسه تعويم الميثاقية كما يعرفها ويفسرها، اي اعادة انتاج قواعد اللعبة ذاتها في حكومة هي صورة طبق الاصل عن الحكومة السابقة وان كانت مقنعة بتكنوقراط يعينهم اطراف السلطة.
الارجح ان الرئيس نبيه بري الذي ناله ما ناله من انتقاد وتعريض في الانتفاضة، خصوصا من قبل فئات شمالية وصيداوية بدرجة كبيرة، سيحرص على تظهير موقف حزب الله او السيد نصرالله بعدم الرضا على نتائج الاستشارات لجهة ان المرشح السني الغطاء السني المطلوب.

اقرأ أيضاً: هذا ما يفتقده حسان دياب ليكون رئيساً للحكومة!

كل ذلك قد يكون ممهدا لاعادة تسمية الحريري، من دون احراج رئيس الجمهورية، باعتبار أن عودة الحريري لا بد منها لتوفير الميثاقية التي يتغنى بها الرئيس عون والتي جاءت به الى رئاسة الجمهورية كما يروج محازبوه وحزب الله.

هذا السيناريو يبقى الاكثر ترجيحا لأنه يوفر للسلطة الوقت الذي يظن أقطابها بانه كفيل بتهدئة الشارع، تمهيداً لعودة المواطنين المنتفضين الى بيوتهم، ويعفي حزب الله من تغطية حكومة اكثرية لن تحظى بثقة الشارع ولا الخارج. والأهم اعادة انتاج قواعد اللعبة السياسية ذاتها التي ليس لدى حزب الله بديل منها ليحكم ويسيطر. 
اللبنانيون يتحرقون لإخراجهم من أنفاق الأزمات السياسية و السلطوية والإقتصادية والمالية.. ومن شر التسميات والحكومات الحارقة.

السابق
إستشارات تفضي إلى حسان دياب و«أصوات الذين لا صوت لهم»
التالي
حسان دياب رئيسا بلا ميثاقية.. الى الشارع درّ!