الممانعة.. «قلبها» في واشنطن و«قالبها» في لبنان!

الحرب السورية
في أوائل الألفية الثالثة بدأ تعبير الشرق الاوسط الجديد في التداول في الأوساط السياسية الأميركية مترافقاً مع الفوضى الخلاقة، وبدا وكأن واشنطن بصدد إجراء تغييرات في الكيانات القائمة.

ما نعيشه اليوم يبدو وكأنه انفجار لاتفاق سايكس – بيكو وانهيار للدول الوطنية في منطقة الشرق الاوسط. احتلال العراق وحل الجيش العراقي بصفته المؤسسة العراقية الوحيدة التي كانت تتمتع بالوحدة ،ادى ذلك الى تحول دولة العراق الى ثلاث دويلات واقعية على الرغم من الوحدة الرسمية للكيان العراقي دويلة للشيعة مع الصراعات الشيعية الداخلية بين شيعة عرب وشيعة ايرانيين ودويلة سنية مهمشة بعد سقوط النظام البعثي السابق ودويلة كردية تسعى لاستقلال شبه مستحيل بسبب العوامل الاقليمية.

اقرأ أيضاً: بعبدا تُحكم قبضتها بعد «إحباط» هذه «المؤامرة»!

وفي لبنان، الذي لم يشعر مواطنيه يوما بالوحدة والمساواة بسبب نظامه الطائفي القائم على المحاصصة والحروب الطائفية  الدائمة، قد تحول الى مناطق مقفلة على نفسها وتتجاور المجموعات المكونة له بدون اندماج اجتماعي حقيقي.
وفي سوريا وبعد سنوات من الحرب الاهلية الداخلية وذات الامتدادات الاقليمية تحول الكيان السوري الى مناطق نفوذ لقوى اقليمية ودولية.
المجتمعات في هذه البلدان فقدت عناصر وحدتها بسبب الانظمة الاستبدادية والانظمة الطائفية او القائمة على حكم أقلوي. وباتت المجتمعات عبارة عن جماعات اثنية ومذهبيةمختلفة تتصارع فيما بينها وقد فقدت هويتها الوطنية التي لم تبنها بطريقة ديموقراطية منذ تاسيس الكيانات.
أليس هذا الشرق الاوسط الجديد وليد الفوضى الناتجة عن الاحتلالات والحروب الداخلية؟ لقد تحول الى كيانات فئوية. وفي هذا السياق تأتي دعوة مجموعة مسيحية تطلق على نفسها اسم اللقاء المشرقي، وهي على علاقة مع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ويرأسها صهره جبران باسيل، إلى مؤتمر تحت عنوان “الحوار نهج حياة وطريق سلام: اشكالية التعددية والحرية”وذلك يومي 14 و15 تشرين الاول 2019 في فندق هيلتون الحبتور في سن الفيل.
وقالت بعض وسائل الاعلام ان نخبة من السياسيين والمفكرين في لبنان والمنطقة، وهم يمثلون مجموعات اثنية ودينية في العراق وسورية ولبنان والأردن مثل الطوائف المسيحية، ازيديين، علويين، اكراد، كلدان وأشوريين، شيعة وأقباط بالاضافة الى سنة باعتبارهم من هذا التنوع، الى جانب مشاركة ايرانية رسمية.

حبيب افرام

وفي حديث صحفي لإحدى الوكالات الإخبارية قال أمين عام اللقاء حبيب افرام: لسنا في حلف أقليات. نحن نؤسس لفكر جديد للشرق قائم على أساس التنوع واحترام كل شعب واثنية وجماعة على قاعدة المساواة والحرية والعدالة والحقوق.

اقرأ أيضاً: من «يزرع» الكوارث السياسية «يحصد» الإقتصاد المر!

ولم يذكر افرام اي كلمة عن المواطنين في البلدان الثلاث والذين حولوا الى رعايا في محموعات اثنية ودينية و ان العنصر الاساس المكون لهويتهم هو الانتماء العرقي او الديني وبالتالي تتحول البلدان الى مجرد مساحات جغرافية تضم مجموعات متنازعة ومتحالفة في الوقت نفسه ويصير الاساس هو تحالف الاديان وليس المصالح الاجتماعية. ويتوهم الداعون انهم قادرون ان يكونوا ممثلي مسيحيي الشرق كاصرارهم على تفوقهم الجيني.
انهم يقدمون انفسهم كجهات ممانعة ضد المشروع الاميركي وينفذون المشروع بحذافيره.

السابق
«علاء الدين» يصل إلى مسرح مصر
التالي
الوزير فنيش يُوقع قرار تعيين زوجة مدير مكتب باسيل براتب 6 ملايين