إيران تتلطى وراء الحوثيين.. الإنكسار في معرض «الإنتصار»!

الحديدة اليمن

في خضم السجال التحذيري بين واشنطن وطهران، وغداة وضع البنتاغون عدة خيارات عسكرية أمام طاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للرد على استهداف منشآت لشركة أرامكو في السعودية من قبل إيران بزعم واشنطن، خرج “الحوثيون” في اليمن بموقف مفاجئ، باعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، مهدي المشاط، إطلاق مبادرة لتحقيق السلام، تشمل وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. وقال المشاط، في كلمة ألقاها مساء امس الجمعة بمناسبة الذكرى الـ5 لسيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء في 21 أيلول 2014: “أدعو جميع الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف من الأطراف”. وأعلن المشاط، في إطار مبادرته، “وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف”، مضيفا: “ننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة”.

اقرأ أيضاً: موقف حوثي مفاجئ.. وقف استهداف السعودية

إعلان الحوثيين مبادرة وقف العدوان على السعودية، يشير إلى ان ايران تحاول امتصاص آثار الضربة التي استهدفت ارامكو، فإلى جانب العقوبات الأميركية الخانقة، بدا أن هناك استعداد دولي متنامي للجم ايران، يعبر عنه المواقف الأوروبية والدولية على وجه العموم التي استشعرت خطرا من وقف تدفق النفط السعودي في شرايين الاقتصاد العالمي، علما ان العقوبات الأميركية التي تضغط على الاقتصاد الايراني وادت اخيرا الى تدهور العملة الإيرانية مجددا، تم امس إصدار عقوبات أميركية جديدة على البنك الوطني الإيراني، والتي أعلن عنها ترامب امس.
وان كان موقف الملك سلمان بن عبد العزيز، قد اعتبر بعد اسبوع من استهداف ارامكو، أن ما جرى استهداف خطير وان المملكة تجري تحقيقاتها لتحديد المسؤوليات، ومن دون أن يصدر اي موقف للملك يوحي بأن هناك رد سعودي يجري التحضير له، فان ذلك يمكن تفسيره، على أن الرياض تدرك أنها شريكة في معركة حصار ايران، وهي ليست في وارد الانجرار إلى رد مباشر على ايران، طالما أن الحصار والعقوبات تؤتي ثمارها المنتظرة. من هنا فإن مبادرة الحوثيين، تنطوي على نوع من التراجع الإيراني، عبر محاولة نقل السجال والتهديد والوعيد من ايران الى الحوثيين، والوسيلة إعلان التهدئة ووقف الاعتداء على السعودية، والقول أن المشكلة سعودية-يمنية ولا علاقة لايران بكل ما جرى.

اقرأ أيضاً: ترامب يحسم صرف النظر عن الحرب… وصنعاء تطلق مبادرة نحو الرياض لوقف الاستهداف

الهزيمة الإيرانية تتظهر في التخفي وراء الحوثيين، وفي إعلان الأخير أنه على استعداد للحوار، في محاولة لفتح قنوات اتصال مع السعودية، بعدما أدركت ايران أن الرسائل العسكرية لم تكن نتائجها مرضية لها، بل باتت تنذر بمزيد من خنق ايران ماليا واقتصاديا، في ظل المزيد من تقبل وفهم دولي لهذه العقوبات الأميركية.
الرسالة الحوثية لا سيما مع تراجع الدعم المالي الايراني، وتراجع قدرة الحوثيين حتى عن دفع رواتب القطاع العام اليمني، يمكن أن توصف برسالة استسلام في لحظة مناسبة تخفي الاستسلام بصورة التفوق العسكري الذي تمثل بضرب ارامكو.
الاستسلام هو بتعبير ادق، أن الحوثيين كما القيادة الايرانية، لم يعد أمامهما قدرة على استثمار الاقتتال لتحقيق مكاسب سياسية، طالما أن العقوبات الأميركية تزيد وطأتها وشراستها ولا تتراجع.

السابق
هل تحل الإعلامية الجريئة مكان جو معلوف؟
التالي
بومبيو: إيران ستدفع الثمن لأنها تخرّب الاقتصاد العالمي