جعجع «ينقض» على «العهد».. «الأرانب» تستقوي بـ«أنياب الدويلة»

سمير جعجع
"هؤلاء هم "الارانب " الذين خدعونا وذهبوا للتحالف مع دويلة حزب الله". هي لغة جديدة تقتحم الساحة المسيحية المارونية في لبنان، أرادها الحكيم في خطابه أمس ان تكون فجة كي يفهمها جمهوره الساخط على خيانة "الأخ" الذي لحس اتفاق معراب كي تستقوي الدويلة وينبت لها "أنيابا".

طفح الكيل مع “الحكيم” فبقّ البحصة وسمى الأمور بأسمائها، بعدما ايقن ان ما يتعرض له البلد من أزمات داخلية وأخطار خارجية، وما تتعرض له القوات اللبنانية من محاولات تهميش، لم يعد يجدي نفعا معه اسلوب التورية والنقد المبطن. فالنقد الصريح والهجوم المباشر على عهد الرئيس ميشال عون كان هو السائد في خطاب قائد القوات اللبنانية أمس، منهيا بذلك حالة التمايز غير الواقعية بين رئيس الجمهورية وصهره الوزير جبران باسيل، مدركا ان الأخير ما هو الحلقة الاضعف والمشجب الذي تعلّق عليه اخطاء العهد وخطاياه من أجل عدم تهشيم صورة “بي الكل”.

اقرأ أيضاً: جعجع: الأرانب تبقى أرانب ومن يحاول النيل منا فاشل أصلًا

فقد صارح  قائد القوات اللبنانية جمهوره  في خطابه أمس، وقال أننا “أقدمنا على خطوة انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، على الرغم من الخصام التاريخي الذي كان قائما بيننا وتحقيق مصالحة تاريخية متمسكين بها حتى النهاية، من خلال “تفاهم معراب”، الذي هو كناية عن اتفاق شراكة حقيقية بين اكبر حزبين مسيحيين، مثلما يجري بين أعرق الأحزاب الديمقراطية في العالم كله، ولكن تم الانقضاض على اتفاق معراب والتنكر له والتنصل من موجباته، وكأن الطرف الآخر أراده لمجرد الوصول إلى الرئاسة، ومن بعدها فليكن الطوفان”.

وأسف “أشد الأسف”، أنّ “العهد الذي أردناه وما زلنا عهد استعادة الدولة من الدويلة، عهد بحبوحة وازدهار، لم يكن حتى اليوم على قدر كل هذه الآمال، إن لم نقل أكثر، والشيء بالشيء يذكر، يكفينا فخرًا أن رئيسًا من صفوفنا أمضى عشرين يوما ويوما فقط كرئيس منتخب فقط، ومنذ سبعة وثلاثين عامًا، وما زال اللبنانيون حتى اليوم يترحمون على عهده، بشير حي فينا”.

واستكمل جعجع هجومه على العهد فقال، إنّ “الدولة القوية التي أردنا قيامها من خلال هذا العهد، باتت اليوم تخسر أكثر فأكثر من رصيدها ومقومات وجودها، في شتى المجالات والميادين، فأنياب الدويلة بارزة أكثر من اي وقت مضى، وأركان الدولة بالذات يملئون الدويلة ويغسلون أيديهم من الدولة، وكأني والحال هكذا بالدولة اللبنانية تصرخ عاليا: من بيت أبي ضربت، إذا كان رب البيت لا يريد ان يبني فعبثا يحاول البناؤون، سقط مفهوم الدولة، فقدت هيبتها، تراجعت دولة القانون، اهتزت صورة القضاء، غابت وحدة المعايير وحضرت الزبائنية والمحسوبية والاستئثار بأبهى حللها، استشرى الفساد وتسييبت المعابر الشرعية وغير الشرعية، ومن أين يرجى للبنان تقدم وسبيل حكامه غير سبيله”.

اقرأ أيضاً: علوش لـ«جنوبية»: الحريري لم يتماه مع «حزب الله».. ولا للإستراتيجية الدفاعية!

كما صارح جمهوره وحلفاءه، فواجههم بالحقيقية وهي: “إن محاولات عزل ومحاصرة القوات من الأقربين والأبعدين، ليست جديدة علينا بل هي ملازمة لمسيرتنا التاريخية، وكلما حاولوا إضعافنا ومحاصرتنا في السلطة، تعلق الشعب بنا أضعافا مضاعفة، وقال: “صحيح أن بعض أرانب السياسة اليوم تتوهم بأنها تسابق القوات بمجرد انها تقفز يمينا ويسارا ‏وتصدر الأصوات والضوضاء وتركض سريعا امامنا وتخلف على دربنا الحصى وتثير الغبار، ولكنها مهما ‏ركضت وقفزت وافتعلت بهلوانيات، تبقى مجرد ارانب، وتبقى القوات هي الأساس”.‏

السابق
«إسرائيل – حزب الله» على الطريقة اللبنانية: لا غالب ولا مغلوب
التالي
الخارجية اللبنانية ترد على الخارجية التركية…