اميركا تنزع فتيل الحرب الشاملة.. و«الحزب» يُعيد الإنتشار تمهيداً للاتفاق!

تتراجع أسهم الحرب الشاملة، من بوابة المعارك الدائرة جنوباً، والتي تخفت حيناً وتحتدم أحياناً، على "نية" نزع فتيلها، والإتجاه نحو إتفاق برعاية إميركية، بعد غزة، بين إسرائيل و"حزب الله"، الذي بدأ "إعادة الإنتشار" في معرضه، وسط تساؤلات حول موقع إيران من هذا الإتفاق ومستقبل العلاقة بين محور الممانعة وأميركا.

القرار الاميركي بفرض الهدنة في غزة، والمتوقع إعلانه بين اسبوع وعشرة ايام، هو عينه من المفترض ان يمتد الى لبنان، فمنع حكومة الحرب الاسرائيلية من الدخول الى رفح، هو نفسه سينطبق على اي خطط محتملة لاسرائيل، بشن حرب على لبنان.

ولا يخفى على المتابعين، ان قواعد الاشتباك المتفق عليها بين واشنطن وطهران، بعدم الانجرار الى حرب اقليمية، بقيت صامدة، واظهرت الى حدّ كبير التزام طهران بهذه القواعد، بخلاف ما كان يطمح إليه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.
الموقف الاميركي والاوروبي يرفض تمدد الحرب الى لبنان، بما يشكل خروج عن حدود الحرب الدائرة اليوم بين “حزب الله’ واسرائيل.

قرار الحرب الشاملة في لبنان مستبعد جدا، فيما الحلول ستبدأ مع بداية الهدنة في غزة

بحسب مصادر دبلوماسية في واشنطن ل”جنوبية”، ان “قرار الحرب الشاملة في لبنان مستبعد جدا، فيما الحلول ستبدأ مع بداية الهدنة في غزة، واشارت الى أرضية تفاهم موجودة، وما التصعيد الاسرائيلي في المواقف حيال الاستعداد للحرب في لبنان، إلا محاولة لتحسين شروطها في الاتفاق المزمع، والذي لم تتضح بعد كامل بنوده.

على ان قيام اسرائيل بتنفيذ عملية قتل لأربعة مدنيين من نفس العائلة في بلدة ميس الجبل اليوم (الاحد)، هي عملية مقصودة وخارج سياق العمليات التي تقوم بها منذ بدء الحرب، فما جرى ليس خطأ بل مقصود، وهو ما اثار تساؤلات حول مغزى هذه العملية، في اوساط حزبية ومدنية جنوبا؟

المؤشرات الدولية والاميركية على وجه التحديد، تشير الى قرار اميركي مستمر، وبات أكثر رسوخا، هو منع الحرب الاقليمية ولبنان ضمن هذه المعادلة

لكن مصادر عسكرية لبنانية ل”جنوببة”، وصفت الارتكاب الاسرائيلي في “سياق إغلاق ملف الحرب وليس في سياق اطلاق المواجهة المفتوحة”، مشيرة الى ان “اسرائيل تعتمد هذه الرسائل في كل حروبها التي خاضتها في لبنان، اذ طالما تختم عدوانها بعمل عسكري، يستهدف مدنيين في رسالة لترهيبهم”.

وفي معزل عن تفسيرات رسالة ميس الجبل الدموية، فأن المؤشرات الدولية والاميركية على وجه التحديد، تشير الى قرار اميركي مستمر، وبات أكثر رسوخا، هو منع الحرب الاقليمية ولبنان ضمن هذه المعادلة، التي ستكون متماسكة، وأقوى مع بدء تحقق الهدنة في غزة.

حزب الله” بدأ بتعزيز انتشاره العسكري على طول خط نهر الأولي

وفي جُل المقترحات، فان تغييرا لا بد أن تشهده الحدود، لجهة تواجد “حزب الله”، ليس واضحا بعد، في وقت كشفت المصادر عن معلومات مؤكدة، ان “حزب الله” بدأ بتعزيز انتشاره العسكري على طول خط نهر الأولي”، وهذ ما فسرته المصادر كنوع من “تمهيد لنقل بعض خطوط الدفاع الرئيسية باتجاه الشمال، وهي خطوة لا تعني انسحابا اليوم، بقدر ما هي إعادة انتشار استباقي”.

السؤال الذي سيفرض نفسه لاحقا، هو هل ان ايران ستكون خارج هذا الاتفاق طالما لم ينجز بعد الاتفاق النووي ومترتبات الغاء العقوبات الاميركية، وغيرها من الملفات العالقة؟

على ان ما يثير التساؤلات هو مدى التناغم والتنسيق بين مسار غزة ومسار لبنان، في ظل حديث متنام عن صفقة تم عقدها بين واشنطن و”حماس” بدعم وتغطية من “تيار الاخوان المسلمين”، يقوم على ضمان بقاء سلطة “حماس” في غزة ضمن شروط اميركية، ومنع السلطة واجهزتها الاقتراب من غزة، واذا صحت هذه المعلومات، فان السؤال الذي سيفرض نفسه لاحقا، هو هل ان ايران ستكون خارج هذا الاتفاق طالما لم ينجز بعد الاتفاق النووي ومترتبات الغاء العقوبات الاميركية، وغيرها من الملفات العالقة؟ يعتقد بعض المراقبين ان جاذبية واشنطن في المنطقة ستشتد، وتربك خصومها بعد هدنة غزة، لذا يبقى ترقب انعكاسها على لبنان وعلى موقع وحدود دور ايران، لا سيما على حدود اسرائيل في لبنان وسوريا، والتسابق على ود واشنطن، مع الانكفاء الاسرائيلي، وانصياع الدولة العبرية بالكامل الى السياسة الاميركية، بعدما فشلت من بناء سياسة في المنطقة خارج ارادة واشنطن، وبعدما اظهرت حرب غزة، حاجة هذه الدولة للحماية والدعم والاحتضان، فان قوى الممانعة ستبدو أكثر استعدادا للتعاون مع واشنطن، والاستفادة من تراجع موقع اسرائيل في المنطقة، وفي السياسة الاميركية.. ولو بشكل نسبي.

السابق
النبطية تشيع ضحية القتل في الروشة.. وداعاً زينب!
التالي
بالفيديو: عراك وتضارك في البترون.. اليكم ما يحصل