لماذا لا يُحاسب الأطباء الفاسدون في لبنان؟

نقابة الاطباء
في ظل تصنيف لبنان من ضمن دول العالم الثالث، تجد في بلدنا أرقى أساليب العلاج وفنونه في عالم الجراحة وغيرها وأحدث الأدوية والمعدات الطبية في العالم ، فكل طب العالم الأول موجود في لبنان لو تتبعنا ما في مستشفياته ومراكز العلاج المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية...

  ولكن بالرغم من التفوق العلمي المذهل عند أطباء لبنان على مستوى العالم فتجد مايكل دبغي اللبناني المسيحي الجنوبي مكتشف تقنية عملية القلب المفتوح ومُجري عملية زراعة القلب للرئيس الروسي بوريس يلتسن، وتجد محمد جواد خليفة اللبناني الشيعي الجنوبي مرجعاً في تقنية زراعة الكبد حيث يرجع إليه بعض الأمريكيين من أمريكا لإجراء عمليات زراعة الكبد، وقد كرَّمه في بلاد الغرب كل واضعي أسس الطب الحديث في العالم ونال أرقى الشهادات المشرِّفة للبنان ولأهل الجنوب خاصة، وتجد فنوناً في الجراحة العامة عند أطباء لبنانيين لا تجدها في بلاد الغرب، خصوصاً في مجال جراحة الدوالي وما شاكل، وتجد وتجد وتجد وهكذا والكلام يطول في هذا المضمار..

اقرأ أيضاً: مسشتفيات حكومية تٌغلق أبوابها في وجه المرضى: لا علاج عندنا!

ولكن على مقلب آخر هناك بعض الذين لا يتمتعون بالأخلاقيات الطبية يستغلون المرضى فيدفعونهم للعمل الجراحي دون الحاجة إليه بالتنسيق من  قبل هؤلاء الفاسدين من الأطباء مع الفاسدين في إدارات بعض المستشفيات التجارية، كما يُكرِهُ الفاسدون من الأطباء بعض المرضى على كثرة المراجعة دون الضرورة إليها بهدف زيادة كسب المراجعات المالية وتكثيف الحضور في عياداتهم ومراكزهم الطبية ومستشفياتهم للاستفادة من ريع المراجعات من جهة ولخداع الناس بإظهار كثافة المراجعين على طريقة السياسيين من جهة أخرى، ويصرف هؤلاء للمرضى وصفات تلزمهم بكثير من الصور الشعاعية وغير الشعاعية والفحوصات الطبية المخبرية غير اللازمة لا لشيء سوى ليستفيد هؤلاء الأطباء من المريض من الناحية المادية ولجني المال وتضخيم الثروات بالاتفاق مع بعض المختبرات التجارية حيث يكون لهؤلاء الفاسدين من الأطباء نسبة من عائدات هذه الفحوصات والصور!

كما يعمد الفاسدون من الأطباء بوصف الكثير من الأدوية الباهظة الثمن مع إمكان استبدالها بنفس التركيبات الكيميائية والفعالية الموجودة في أدوية أرخص ثمناً متفقين مع شركات الأدوية والوكلاء المستوردين حيث لهم نسبة من الأرباح في هذا الجانب، وقد يصرف هؤلاء للمريض الكثير من الأدوية التي لا حاجة لها لنفس السبب المذكور آنفاً متجاهلين ما لكثرة تناول الأدوية الكيميائية من مخاطر على المعدة والكبد وسائر أعضاء الجسم، وجميع هذه القضايا والمخالفات والتجاوزات يقوم بفضحها يومياً مجموعة من الأطباء المخلصين المتواجدين في كل مكان ، ويُسرِّب هؤلاء المخلصون معلومات طبية خطيرة لممارسات جنائية يقوم بها بعض الفاسدين من الأطباء بحق المرضى!

اقرأ أيضاً: المستشفيات الحكومية والتشخصيات الخاطئة.. أشخاص خسروا حياتهم!

 فهل شملت حملة محاسبة الفساد المزعومة مواجهة هذا النوع منه في القطاع الطبي؟ وهل تمت محاسبة طبيب فاسد واحد في كل مراحل حكم الطبقة السياسية الحالية على مثل هذه التصرفات التي تخالف الأخلاقيات الطبية التي يُقسم الأطباء القسم الطبي يوم التخرج على الالتزام بها في عملهم ومعاملتهم للناس؟ وهل حاكمت المحاكم طبيباً واحداً على خطأ طبي واحد نجم عن تقصير منه حتى الآن فيما بعد انتهاء الحرب الأهلية ولزمانك هذا.

وهل شمل الإصلاح الضريبي والمالي الأكلاف الباهظة للعلاج والدواء في لبنان التي تعتبر في بعض المستشفيات اللبنانية الأغلى في العالم؟

 سؤال برسم وزير الصحة الحالي لو كانت يده مبسوطة…

   ولكن على من تقرع مزاميرك يا داود؟

السابق
سفير المغرب في العيد الوطني لبلاده: تربطنا بلبنان علاقات تاريخية ذات اهتمام مشترك
التالي
مخرج إيراني معارض: 27 سؤلاً لخامنئي