ثلاثية الجيش والمصارف و«حزب الله»!

احمد عياش

في أيام قليلة، ظهرت الى العلن ثلاثية جديدة غير تلك التي يتمسك بها “حزب الله”، أي ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، وهي ثلاثية “الجيش والمصارف وحزب الله”. الثلاثية الجديدة، لا تحتاج الى نص مكتوب ،كما هو حال القديمة التي تعطي سلاح الحزب شرعية، لا يعلم إلا المرشد الايراني متى تنتهي، بإعتباره مرجع هذا السلاح.أما السبب وراء عدم الحاجة الى نص يثبّت واقع الثلاثية الجديدة، فيعود الى ان التطورات المتلاحقة، والمرشحة لكي تطول،تؤكد وجودها.
عندما ينزل العسكريون المتقاعدون، ومن خلفهم غير متقاعدين، الى الشارع للمطالبة بالابقاء على حقوق لهم يجري التحضير لإلغائها في مشروع الموازنة لهذه السنة،يفيد ان المؤسسة العسكرية التي جرى وصفها منذ عقود ب”الصامت الاكبر”، صارت الان “الصارخ الاكبر”. وعندئذ يصبح السؤال المطروح: إذا كان الجيش سيتولى إقفال طرقات الوطن،فمن سيتولى بعده فتحها؟

اقرأ أيضاً: هدنة تحمي لبنان لـ6 أشهر والإمارات عائدة إلى لبنان عبر الحريري

قامت ضجة ولم تهدأ بعد صدور التقرير الجديد لوكالة التصنيف الدولية “موديز” الذي كان ، كما ورد في “نهار” امس،”مفاجئاً من حيث تركيزه على اعتبار “تباطؤ التدفقات الرأسمالية نحو لبنان وتراجع نمو الودائع المصرفية يعززان احتمال تحرك الحكومة لاتخاذ تدابير تشمل إعادة جدولة الدين أو إجراء آخر لإدارة الالتزامات، ما قد يشكل تخلفاً عن السداد على رغم إجراءات الانضباط المالي التي يتضمنها مشروع موازنة 2019”. بالطبع سارع وزير المال علي حسن خليل الى الرد والطمأنة.علما ان الاخير ،هو ذات يوم أشعل حريقا في الاوساط المالية والمصرفية عندما تحدث عن “إعادة الجولة أو الهيكلة” ، قبل ان يتراجع.
وبينما كان الشارع يغلي بإحتجاج العسكريين المتقاعدين، والاسواق تموج بتقرير “موديز”، لم يتأخر “حزب الله”، عبر وزرائه الثلاثة، في توجيه صفعة لمجلس الوزراء في جلسته الاخيرة، عندما وقف بشدة ضد إنضمام لبنان الى اتفاق أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وانتاج ونقل الالغام وتدميرها، على رغم ورود الطلب ودرسه لدى الجيش اللبناني. فوزراء “حزب الله”، كما قالت “النهار”اعتبروا أن في الاتفاق ” تقييداً لعمل المقاومة في وجه اسرائيل!”
بالطبع لم تفت “حزب الله” بلسان وزيره محمد فنيش ،”الاشادة” بموقف رئيس الحكومة من” مؤتمر البحرين و”صفقة القرن” ومنع التوطين، وبتضامن مجلس الوزراء في هذا الموقف.
في الثلاثية القديمة، من المفروض ان يكون الجيش منتشرا على الحدود الجنوبية لمواجهة إسرائيل ،جنبا الى جنب ، مع “حزب الله”. لكن في الثلاثية الجديدة، صار منتشرا في شوارع لبنان متفوقا على الاتحاد العمالي “طيّب الله ثراه”.
في الثلاثية القديمة ،يمثل الشعب خزّان المقاومة. وفي الثلاثية الجديدة، صارت الخزينة خاوية ، لم تتأخر “موديز” في كشف أسرارها.
في الثلاثية القديمة، هناك المقاومة، الاسم المستعار لـ”حزب الله”. أما في الثلاثية الجديدة، فهي باقية باقية باقية ،شاء من شاء وأبى من ابى. كان الله في عون لبنان!

السابق
وول ستريت: الهجمات على أرامكو تمت من العراق وليس اليمن
التالي
المونيتور: هكذا تسعى روسيا لاستغلال «النزاع البحري» السوري اللبناني..