خالد العزيّ: طهران وافقت على 7 شروط أميركية من أصل 12

ايران اميركا
تم وصف خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالخطاب "الردعي"، فهل يمكن قول ذلك؟ وهل ثمة تسوية في الخفاء إيرانية - أميركية؟ في ظل الوساطة السويسرية؟

هذه كلها تساؤلات وجهتها “جنوبية” إلى الخبير في الشؤون الدوليّة، الدكتور خالد العزّي، الذي إعتبر أن “وصف خطاب السيد نصرالله في النهاية هو لشد العصب ونحن مهما عملنا نعرف ان القرار النهائي ليس عند نصرالله، خاصة أنهم دخلوا بعملية تفاوض. ونحن نعرف أن الخطاب الإيراني يصنع من الهزيمة نصرا. وهم عمليّا مهزومون على الأرض لأنهم محاصرون من كل الجهات، والهزيمة ليست على الأرض فقط. لذا، حاولت إيران استخدام كل السبل للإلتفاف، وإيران لديها دول خذلتها إقتصاديا خوفاً من أميركا، حيث حاولت طهران استخدام “الأذرع” بكافة أنواعها، وهذه على نقاط ثلاث حيث وجدت فيهم وسيلة للعب”.

وأكد العزّي “كلما إلتقى الإيرانيون مع الأميركيين يقول الإيراني أنهم يتوسطون، ولكن الإميركي قدّم ورقة من 12 شرط، في حين ان الإيرانيين يحاولون الإيحاء أنهم لا يريدون التفاوض. لكنهم سمحوا لحزب الله بالتفاوض مع إسرائيل حول الغاز والنفط في لبنان!

اقرأ أيضاً: «الصواريخ الدقيقة» كلمة السرّ للحرب المقبلة مع «إسرائيل»

وبرأي العزي “المشكلة أن إيران ستدخل في عملية تسوية لإنها وجدت نفسها وحيدة، فقد حاولت إيران اخراج القمة العربية الأخيرة ضعيفة، ولكنها كانت نتائج القمة موّحدة حيث قال المجتمعون نحن لا نعتدي، لكن لن نسكت ووصفوا خطر الإعتداءات الإيرانية”.

و”بكل بساطة الأميركيون جاؤوا الى الشرق الأوسط بسبب الغباء الإيراني، رغم أن معركتهم ليست مع إيران بل مع سلوك إيران”.

وشدد على أن “المعركة الحقيقية للأميركيين هي مع الصين، لكن الإيرانيين أغبياء الذين يريدون أن يحاربوا الأميركيين. علما أنهم نسقوا مع الإيرانيين في كافة الملفات في الشرق الأوسط. ولو أرادوا ضرب إيران لكنوا ضربوهم، لكن المعركة الحقيقية هي في مكان آخر. ووجود الأميركيين في الشرق الأوسط ليس لمقاتلة إيران، فـ120ألف عسكري ليس لمحاربة الأميركيين مما يذكرّنا بالمثل الشعبيّ “قم عني لفرجيك”.

وموسكو عندما عاينت جو المعركة قبلت بطلبات واشنطن، وقد صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد، بالقول “نحن لسنا سيارة إطفاء لنطفىء حرائقكم، ونحن لا يمكننا مواجهة أميركا خاصة في ظل وجود ملفات كملف فنزويلا وأوكرانيا والإقتصاد الروسي”.

وعندما شهد الإيرانيون الوضع الدوليّ والانسحاب من مواجهة واشنطن، لم يبق في الميدان إلا “حديدان” إسترجعوا ذكريات القرار(589) الشهير، حيث سيتجرّعون السمّ مرة جديدة.

خالد العزي

“لذا، أضاف العزي، كان خطاب نصرالله خطابا ذو حدين. أولا: أنه يجب عليه أن يخرج على جمهوره بهذا الخطاب لأنه جزء من النظام الإيراني، وثانيّا: نحن عندنا سلاح، وقصة الصواريخ الدقيقة، وقد أخطأ بذلك لأن كلامه خرقٌ للسيادة. وثالثا: هناك إزدواجية في الخطاب فكيف يريد تصنيع سلاح ويدخل بمفاوضات لترسيم الحدود مع إسرائيل. لذا من السهل أن تجري إيران مفاوضاتها مع واشنطن”.

والسؤال المطروح كم سيستمر الحصار؟ وكم ستتحمل واشنطن سياسة طهران؟ فموسكو تضحك على الإيرانيين أن ترامب ذاهب، لكن الواقع يقول إن دونالد ترامب باق وسيُجدد له فهم يراهنون على ذهابه. فهو الرئيس الأول الذي وضع برنامجا ونفذه.

وبحسب العزيّ “فمن يحكم واشنطن هم ثلاثة فقط: وزير الخارجية مارك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ونائب الرئيس مايك بنس، اما ترامب فهو يداوم أمام شاشة “تويتر”. لذا إن الإيرانيين سيدخلون في مفاوضات، علما أن الأحزاب العراقيّة ستدفع الثمن لأن الإيرانيين يتحركون عبرهم”.

اقرأ أيضاً: روسيا المغيبة عن خطاب نصرالله والأخلاق التي لا مكان لها في سوريا

فهذا الوجود الأميركي في الخليج العربي (120 ألف) جندي “سيحدد نقاطا عدة وسينتشرون في سوريا والعراق وباب المندب ومضيق هرمز. وهي مسألة عالميّة، لأن 40% من نفط العالم يمرّ من هناك، والعالم يمرّ عبر هذا المضيق”.

فـ”التفشيخ الايراني مجرد كلام، والحرب هي حرب إقتصادية، والمنطقة محمية بأنياب، لذا سيذهب الإيرانيون إلى إتفاق علنيّ، وكل هذه الهمروجة هي أنه كلما أتى شخص إلى المنطقة يقولون إن واشنطن تسعى لمفاوضة طهران. لكن الحقيقة أن الوافدين ينقلون رسالة. والوسيط الحقيقي هو الرئيس السويسري آلان بيرسيه، الذي دخل حاملا ورقة من 12 شرطا وافقت إيران على 7 منها. ولكن الصراع السياسي الإيراني الإميركي معلق بشرطين أساسيين الأول هو: أن إيران لن تستطيع المقاومة العسكرية ولا الإقتصادية. وثانيا إن إيران تعيش واقع إقتصادي صعب. وثالثا: ستتجرع طهران السمّ مرة جديدة وتوافق على الشروط الأميركية.

وختم الدكتور خالد العزي كلامه بالتالي “مع العلم أن سياسة طهران الغبيّة سهلّت سيطرة واشنطن على طريق الحرير التي تربط الصين بالشرق الأوسط”.

السابق
«مهند» التركي سيزور المنطقة العربية في هذه الحالة؟!
التالي
هل هو الموسم الأقوى للبنان؟