«الصواريخ الدقيقة» كلمة السرّ للحرب المقبلة مع «إسرائيل»

صواريخ
ورد في المقطع الأخير لخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس أمس، كلاماً خطيراً يعتبره المحللون أنه يمكن أن يكون ذريعة مثالية لإسرائيل من أجل البدء بشن حرب على لبنان وحزب الله على نسق حرب تموز 2006.

والكلام كما ورد في خطاب السيد نصر الله يعترف بامتلاك “صواريخ دقيقة” تطال كل الأهداف المطلوبة في إسرائيل وتغيّر وجه المنطقة ومعادلاتها، وأنه منذ الآن لن يقبل أن يسأل الأميركيون وغيرهم عن هذه المصانع في لبنان!

ومن المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أول من استخدم مصطلح الصواريخ الدقيقة قبل أشهر نهاية العام الماصي عندما أعلن أن “حزب الله يمتلك بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة التوجيه لأنه أغلق مصانع لإنتاج هذه الصواريخ بعد أن كشفتها إسرائيل في أيلول العام الماضي”.

سؤالان يفرضان نفسهما الآن: لماذا وافق حزب الله حينها على إقفال المصنع الذي كان الإسرائيليون قد كشفوه قرب مطار بيروت الدولي، ولماذا لا يريد السيد نصر الله الآن الحديث عن موضوع “الصواريخ الدقيقة” ويعتبرها حقاً للمقاومة؟

اقرأ أيضاً: روسيا المغيبة عن خطاب نصرالله والأخلاق التي لا مكان لها في سوريا

واستطراداً يأتي السؤال الثاني: لماذا تعلن إيران أنها لن تبدأ بحرب مع أميركا رغم حصارها النفطي لها وتبرّد جبهة الخليج في حين أن جبهة لبنان وجنوبه بدأ أمين عام حزب الله بتسخينها أمس؟!

والمعلوم أن إسرائيل أرسلت إلى لبنان أنه لا يعنيها آلاف الصواريخ التي يمتلكها حزب الله لأنها لا تشكل خطراً استراتيجياً عليها وأن ما يعنيها فقط “الصواريخ الدقيقة” ذات المدى البعيد التي يمكن أن تطال أماكن حساسة على أراضيها، وأن الدولة العبرية لن تتسامح مع حزب الله إذا أصرّ على امتلاك وصناعة أعداد كبيرة من هذه الصواريخ؟

هل يكون الجواب بالحرب القادمة صيف هذا العام كما كانت قد سرّبت صحيفة الراي الكويتية نقلاً عن كلام نصرالله وجّهه لكوادر حزبه؟ وهل ستكون “الصواريخ الدقيقة” هل كلمة السرّ لحرب تموز جديدة أو ربما تكون في آب أو أيلول؟

إسرائيل لا تعوّل على الأقوال، وسوف تراقب وتكشف المصانع والمخابئ كما عوّدتنا، وإذا صح كلام نصر الله وبدأت الصواريخ الدقيقة تتكاثر وتُخزّن، فإن ذريعة مجانية لإسرائيل ستقدَّم لها من أجل شن عدوان جديد على لبنان، عدوان سيكون مباركاً من الجمهورية الإسلامية  لأنه سيكون دفع بلاء عنها، وهي التي برهنت طيلة أربعين عاماً بعد انتصار ثورتها الإسلامية، عن حرصها على عدم الانجرار لحرب كبرى تدمر مرافقها الحيوية العسكرية المدنية، مستعينة بالحرب بالوكالة عبر حزب الله وغيره من مليشياتها الموجودة في بلادنا العربية، التي تؤمن لطهران مقعدا مع الكبار تستغله للتفاوض من اجل تحسين مركزها الاقليمي وفك الحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليها اميركا منذ سنوات.

السابق
أصحاب «المولدات الكهربائية»: لسنا «قرطة حراميّة» ولا مافيا استغلاليّة!
التالي
الفنان الكبير حسن حسني في وضع صحي محرج