رغم انهم موظفون ورؤساء بلديات جنوبية.. يتنّعمون في ملاك الدولة أيضا!

خلل إداري إضافي في بلديات الجنوب، يدلل على الاهمال وعدم الالتزام بالقوانين. فكيف يمكن لمن يُخالف القانون ان يُلزم اهالي بلدته بتطبيق قوانين اقل اهمية؟

في بحث بسيط قام به موقع “جنوبية” حول بلديات الجنوب عامة، تبّين في مرحلة أولى ان اثنين من رؤساء البلديات ما زالا يمارسان وظيفتهما في مؤسسة رسمية أخرى، اضافة الى تسلمهم ادارة بلدية بلداتهم التي انتخبتهم، رغم علمهما أنه لا يجوز قانونا الجمع بين رئاسة البلدية والوظيفة الرسمية. اضافة الى عناصر بلدية أخرى يبلغ عددهم أربعة في بلدية مروحين الجنوبية وحدها.

إقرأ ايضا: بلدية برج رحال متهمّة بتوظيف «ثان» لعمّال موظفين!

وكان رئيس بلدية العباسية، خليل حرشي، الموظف في الوقت عينه في شركة “أوجيرو” قد تقدّم باستقالته بعد كشف الازدواج الوظيفي لديه، اضافة الى الدكتور وسام غزال في بلدية برج رحال.

فمتى يطبّق رؤساء البلديات القانون على أنفسهم قبل العمل على تطبيقه على غيرهم من المواطنين؟

ففي عرض سريع يتبين ان “رئيس بلدية الزلوطيّة عماد دياب يعمل في مجلس الجنوب ايضا. اضافة الى أربعة من اعضاء بلدية مروحين الذين يعملون في اطار وظيفي رسمي.

الاول، وهو عدنان غنّام الذي يعمل كمهندس في مجلس الجنوب.

والثاني، وهو محمد دياب محمد الذي يعمل ايضا في ماليّة بيروت.

والثالث، وهو دياب دياب الذي يعمل ايضا في ماليّة بيروت.

والرابع، هو علي حسين غنّام الذي يعمل ايضا في ماليّة بيروت.

مما يعني ان اربعة اعضاء من اصل 12 عضوا يعملون في وظيفة رسمية، اضافة الى ممارستهم العمل البلدي. فما هو مصير البلدية بعد هذا الكشف؟

وأخيرا، وليس آخرا، رئيس بلدية بدياس، صدرالدين داوود، الذي يعمل كمهندس في مجلس الجنوب، وفي الوقت عينه يعمل كمدير للمستشفى الايطالي – اللبناني (نجم).

وفي محاولة للاطلاع على تبعات هذه الازدواجية الوظيفية، اعتبر مصدر مطلّع على الشؤون البلدية، لـ”جنوبية” انه “طالما ان القاعدة تمنع الازدواج في الوظيفة، فتعتبر هذه الامور مخالفة، ويجب ان يأخذ القانون مجراه. وهذا لا يُعتبر تشفيّا من أحد انما هو واقع، ويجب على الجميع الالتزام بالشروط الوظيفيّة”.

ويتابع المصدر المطلّع على الشؤون البلدية، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، انه “طالما ان رئيس البلدية يعرف القانون، فعليه الالتزام به اولا، وان لا علاقة لرئيس الإتحاد بالأمر، فالترشيحات تتقدم الى القائمقام، وتثبّت عند المحافظ ويّبت بها وزير الداخلية”.

من جهة ثانية، ولاستيضاح سبب هذا الخلل، يشدد رئيس إتحاد بلديات صور، حسن دبوق، في اتصال مع “جنوبية” بالقول “نحن كاتحاد لسنا معنيين بالأمر، ولسنا على علم بوظائفهم. فشروط العمل والترشح للبلدية معروفة للجميع. والبلدية تتمثل داخل الاتحاد بالعضوية، وليس رئيس  البلدية هو الذي يتمثّل، كما يمكن للبلدية ان ترشح ايّ عضو لتمثيلها في الاتحاد، فليس الأمر مقتصرا على رئيس البلدية”.

ويتابع، حسن دبوق، القول “بهذا الموضوع اذا لم يصرّح الرئيس عن وظيفته لا يمكننا الطلب إليه كاتحاد ذلك. ولكن يمكنه الاستقالة بعد انتخابه، لأنه لا يجوز له الجمع بين الوظيفتين”.

وختم، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، بالقول “بسبب غياب التقنية الإلكترونية عن الادارات المحلية يحصل ما يحصل، مما يتسبب بهذا الخلل. ويقع الامر على عاتق رئيس البلدية – الموظف شخصيا”.

من هنا تفتح “جنوبية” باب الرد للرؤساء والاعضاء الوارد ذكرهم في التحقيق حفظا لحق الرد.

إقرأ ايضا: عود على بدء: بلدة برج رحال والتوظيفات العشوائية

علما انه كانت قد وردت لـ”جنوبية” معلومات عن ان رئيس بلدية مروحين وليد العقلة، يعمل كموظف في مستشفى صور الحكومي، وهو لا يزال على رأس البلدية يمارس مهامه، الا انه نفى هذا الخبر نفيا قاطعا هذا الخبر.

ويبقى السؤال: من المسؤول عن هذا الخلل الاداري الذي قد يمتد على مساحة كل البلديات في لبنان؟ ومتى يتابع المحافظ هذه الامورالمهمة؟

السابق
تناقضات أمين المقاومة السياسية والاقتصادية
التالي
التحقيق مع حزب سبعة