فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية ثانية في انتخابات رئاسية بنسبة 53% من اصوات الناخبين، مجددين بذلك ثقتهم به، وبحزب”العدالة والتنمية”، لخمس سنوات جديدة. فأردوغان الذي برز على الساحة التركية منذ حوالي 16 عاما كرئيس للوزراء، ثم كرئيس للجمهورية، قاد حملة كبيرة إثر المحاولة الانقلابية ضده عام 2016 فقام باعتقال أكثر من 60 ألف شخص.
وتميّز إردوغان بموقفه من القضية السورية، رغم توتر علاقاته مع بعض الدول الحليفة كواشنطن، ودول الخليج العربي، وتحسنّها مع كل من روسيا وإيران، الداعمتين للرئيس السوري بشار الأسد، اضافة الى وقوفه الى جانب قطر في صراعها مع كل من السعودية والامارات، ودعمه لحركة حماس في غزة.
فكيف سيكون موقفه من المسألة السورية بعد فوزه مجددا بولاية ثانية بعد ان قضى ولايتين كرئيس للحكومة؟
اقرأ أيضاً: «حزب الله» سيشارك بمعركة درعا رغم اتفاق الجنوب
قال الخبير في القضايا الإقليمية والحركات الاسلامية، الدكتور طلال عتريسي، لـ”جنوبية” “بتقديري انه سيصبح وضع رجب طيب إردوغان أقوى وأفضل لأن حزبه حصل على اكثرية، وثانيا صار رئيسا بتغيير الدستور وبانتخاب شعبي. فحضوره بات قويا داخليا، والارجح انه سيقوى سورّيا، وكان قد قام بعدد من الاجراءات رغم انه لم يكن حينها قوي دستوريا”.
ويتابع الدكتور عتريسي، فيقول “سيبقى الوضع السوري كما هو، ولن يقدّم إردوغان تنازلات لا في الملف السوري ولا في موضوع عفرين، فهو اليوم يشعر بالقوة، وليس بالضعف، وحضور تركيا في سوريا لا ينال من الشعورالقومي التركي، ولا الوضع الداخلي”.
وردا على سؤال حول دور إردوغان المنتظر في معركة درعا التي يُحضّر لها وبقوة، قال عتريسي “اصراره هو تجاه الجيش السوري في موضوع درعا، وكونه حليف أميركا لن يلعب دورا يُغضب الاميركيين، كما لا يريد ان يزعج الروس. علما انه شعر ان الاميركيين وقفوا مع الاكراد في ملف عفرين”.
ويؤكد عتريسي، قائلا “لن يشتغل ضد موسكو، ولن يخرج من الحلف الاطلسي لأن دوره محوريّ، خصوصا لجهة علاقاته مع موسكو وطهران المتبادلة، وعلاقته مع الاميركيين، كما ان جغرافيّة تركيا هي الأساس، لكنه لن يُغيّر أي شيْ فيما يخصّ موضوع غزة، واستراتيجيته تجاها هي نفس سياسة الحلف الاطلسي والدول العربية”.
ويتابع “فيما يخصّ غزة وتركيا لم نعثر على كلمة واحدة بخصوص المقاومة في خطاب اردوغان، وكنت قد اعددت دراسة تفصيلية في هذا الاطار، بل على العكس يقول في خطابه انه على حماس ان تغيّر من سلوكيات حماس”.
اقرأ أيضاً: الانتخابات التركية. نصف انتصار ونصف مفاجاة
من جهة ثانية، يرى الخبير في الشأن التركي الدكتور محمد نورالدين، ان فوز رجب طيب إردوغان للمرة الثانية كرئيس للجمهورية، يؤكد انه الرجل الأقوى في تركيا، وهذا يجعله لخمس سنوات قادمة مطلق الصلاحية. لذا، على القوى الأخرى ان تتعاطى مع الواقع الجديد ومضطرة للتعاطي معه بدل ان يغادروا السلطة”.
ويشدد الدكتور محمد نورالدين، بالقول “اعتقد ان إردوغان سيتشدد داخليّا، وكذلك في القضايا الخارجية وخصوصا في الملف السوري أي سيُصّر على تنظيف المناطق السورية من الوجود الكردي، وسيرفع سقف المطالب بوجه اميركا في الملف السوري، لكنه سيبقيّ على العلاقات الاميركية-التركية”.
خلاصة الكلام، كلما فرض السلطان رجب طيب إردوغان سلطته داخليا، سيتمكن من فرض قوته اقليميا والعكس صحيح. لكن هل سيدعم حقوق الانسان في كل من غزة وسوريا، وهو يقمع شعبه في الوقت نفسه؟