ماذا بعد تدهور العلاقة بين نجاد والخامنئي؟

الصراع بين الخامنئي وأحمدي نجاد يظهر حجم الخلاف الايراني الداخلي، فهل من تيار "نجادي" قادم، حيث شنّ الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، هجوما حادا على المرشد الأعلى الإيراني علي الخامنئي، مشبها إياه بالشاه بهلوي، وهو الحاكم المستبد الذي اطاحت به ثورة الامام الخميني قبل 38 عاما.

تدهورت العلاقة بين كل من الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد والمرشد السيد علي خامنئي في فترة الانتخابات الماضية عندما تمنى الخامنئي على نجاد عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن نجاد لم يرضخ لطلب المرشد، فكانت النتيجة ان رفض مجلس صيانة الدستور الخاضع لسلطة الخامنئي، طلب ترشح الرئيس السابق بحجة عدم أهليته لخوض الانتخابات الرئاسية خلال أيار الفائت والتي فاز فيها الشيخ حسن روحاني لولاية ثانية.

وقد هدد مدعيّ عام طهران بملاحقة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، قضائيا بسبب رسالة وجهها الأخير إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، اشتكى فيها نجاد من اعتقال مساعده السابق حميد بقايي بتهم الفساد، معتبرا انه “ظلم كبير”.

اقرأ أيضا:إبنة الشيخ هاشمي رفسنجاني إلى المحاكمة بتهمة التحريض ضد النظام

وكان نجاد قد هاجم النظام وأداءه، واتهم السلطات بسجن معاونه في أماكن شبيهة بسجون هارون الرشيد أو غوانتانامو.

علما ان اتهامات وجهت لأحمدي نجاد بنهب أموال الدولة وبالفساد خلال فترة رئاسته لولايتين ما بين 2005 و2013.

وكان أحمدي نجاد، قد رد على اتهامه بإساءة استخدام أموال حكومية تقدر بمليارات الدولارات، بأنه سيكشف مؤامرات تحوكها “عصابات السلطة والثروة” ضده.

وفي اتصال مع الدكتور طلال عتريسي، الخبير بالشؤون الايرانية حول العلاقة المتدهورة بين الخامنئي ونجاد، قال لـ”جنوبية”: “هذا ليس جديدا، في منتصف ولاية نجاد الثانية ظهر الخلاف مع السيد القائد، حيث طلب منه السيد الخامنئي عدة أمور، لكنه لم يلتزم بها خاصة في مجال التعيينات”.

ويتابع الباحث الاسلامي عتريسي، بالقول “الاشكالية في علاقة نجاد بالسيد القائد تعود لمصدرين، الاول انه أخذ قرارا بتوزيع عائدات النفط على الناس، وهذا يخلق تضخما بدل ان يؤدي الى التنمية، مما جعله ذو شعبية وصار شخصا قويا”. وثانيا، روّج لنفسه على انه عرفاني، ولديه تواصل مباشر مع الامام المهدي، وهو بالتالي ليس بحاجة لولاية أحد عليه، وصار بامكانه التواصل مع من يريد”.

اقرا ايضا:إيران تغلي…وخامنئي يهدّد السعودية بردّ قاسٍ

وبرأي الدكتو عتريسي “هذا الكلام لا يصّح في شخص هو في سدة المسؤولية”. ويرى أنه “قبل ان يترك المسؤولية في ايران أخذ معه أموال الدولة وترك الخزينة فارغة لخليفته”. وتابع “اضافة الى معلومات تتردد انه أسس جامعة ضخمة بهذه الاموال”.

“هذا هو جو الخلاف، يؤكد عتريسي، ولكن لا أحد يعرف حجمه، وما أعرفه من اوساط ايرانية متابعة ان ثمة خلاف قوي، لكنه لا يمكن ان يؤدي الى شرخ داخل المجتمع الايراني لكون أحمدي نجاد لا يملك الرموز الكبيرة في المجتمع الايراني. كما انه لا مؤيدين له، لا بين الاصلاحيين، ولا بين المحافظين”.

ويختم الدكتور طلال عتريسي، بالقول: “عند الاصلاحيين كان الشيخ هاشمي رفسنجاني رمزا كبيرا، اضافة الى الرموز المحافظة لدى التيارات المحافظة ايضا، لكن بالنسبة لنجاد من كان معه في البداية تركه وتخلى عنه”.

السابق
الحريري: لا صفة رسمية لزيارات الوزراء إلى سوريا
التالي
من هو جون بومبي ماغوفولي ؟