غياب الدولة في بعلبك الهرمل(3): معابر تهريب تهدّد الخطة الأمنية

ما هي فرصة نجاح الخطة الامنية في بعلبك – الهرمل في ظل وجود معابر متفلتة من سلطة الدولة والجيش اللبناني؟

مع انطلاق الخطة الامنية في البقاع الشمالي صباح امس الخميس وانتشار حواجز متنقلة للجيش اللبناني، لحظ مراقبون عدم دخول الجيش ضمن مواكب استعراضية وقطعات كبيرة كما في المرات السابقة انما عمليات خاطفة وسريعة ومداهمات فردية، مع تفعيل لدور اجهزة المعلومات والمخابرات، وتتداول مصادر امنية  تفاصيل الخطة الامنية الجارية بوصفها مختلفة ونوعية من حيث آلية التنفيذ والاهداف واعتماد عنصر المباغتة خاصة لدى مداهمة “الرؤوس الكبيرة” و”قادة العصابات”، والحديث عن 40 مطلوبا بمذكرات خطيرة.

ونقل عن رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس تأكيده ان “المطلوبين الكبار” قد فروا الى سوريا وتحديدا الى طرطوس مشددا على ضرورة قيام تنسيق أمني لبناني- سوري يؤدي الى توقيفهم.

وفي حين يبقى مصير الخطة الامنية وما ستنجزه على الارض رهن الساعات المقبلة لا يمكن الركون الى فعالية وجدوى اي عمل امني بمعزل عن قرار سياسي حاسم، سيما ان هيبة الدولة ونجاح “العهد” اصبحا على المحك مع انفلات الاوضاع اي حد ينذر بعواقب وخيمة ووضع لبنان في مرمى مساءلة المجتمع الدولي.

وكان مصدر خاص تحفظ عن ذكر اسمه منعا لتعرضه لضغوط ومضايقات، اكد لـ”جنوبية” معلومات ومعطيات حول “وجود معابر حدودية ضيقة بين لبنان وسوريا تغطيها سلطة الأمر الواقع المسلحة التي تنفرد بحماية تلك المعابر، وذلك على خلفية الاشتباك مع تنظيمات ارهابية حاولت التسلل منها”.

ويتساءل المصدر” بعد انتفاء وجود الارهاب في تلك المناطق، وقيام الجيش بعملية فجر الجرود، وتحرير المناطق الحدودية، ما هي الجدوى من تمركز عناصر تابعة لحزب الله هناك؟”

مضيفا ” لا يخفى على سكان المنطقة تحويل هذه الممرات الحدودية الى منافذ للتهريب تحت حمايتهم، فهناك خط مباشر من اللاذقية وطرطوس تنقل من خلاله موادا مختلفة منها المحروقات، كما يتنقل  اشخاص يتبعون لهم وكأننا لا نعيش في دولة ذات سيادة حدودية”.

واذ يؤكد المصدر “عدم نجاعة الخطة الامنية مع تمركز العناصر الحزبية حيث يشرف مسؤول اللجنة الامنية في حزب الله وهو معروف بالاسم لدى اهل المنطقة على عمليات التهريب ويستوفي رسوما مالية للسماح بمرورها، ويقوم ببيع البطاقات الامنية بأسعار تتراوح بين 2000 و5000 الاف دولار، فما الجدوى من خطة عسكرية دون قرار سياسي يكف يد التهريب وضبط السلاح بين ايدي المواطنين سيما الشباب الطائش!”

ويخلص المصدر الى” ضرورة انتشار الجيش اللبناني على الحدود وفرض سلطته اذا كان الحديث فعلا عن ضرورة دخول الدولة” متسائلا” كيف هرب المطلوبون يوم امس وبتغطية من؟ ”

الحجيري: لضرورة التنسيق مع حزب الله

رأى عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري انه “اذا كانت الخطة الامنية التي يتم التحضير لها حاليا عسكرية بحتة اؤكد ان نتائجها لن تكون ايجابية، اما اذا ترافقت مع قرار سياسي اي بمعنى ان تكون خطة امنية- سياسية على ان ترتبط بخطة انمائية لاحقا، والا فان هذه الخطة ستكون كسابقاتها مبتورة بطبيعة الحال، وبتقديري فإن عملية ضبط الحدود اللبنانية السورية يجب ان تكون في اولويات اي خطة امنية مفترضة حاليا، وفي حال تم التعاون مع الطرف الحزبي، تبقى الاهمية القصوى كامنة في ضبط الحدود بشكل قاطع وذلك منعا لتفريخ المافيات وعمليات التهريب، وهنا الفت الى ان تجارة التهريب عبر الحدود المحمية حزبيا، أدت الى تسرّب دخل مالي هائل يتخطى المعقول وتشكل على اثرها دويلات ليست ضمن الدولة انما ضمن الدويلة الاكبر الموجودة، لذلك فان ضبط الحدود يبقى الضرورة الملحة في هذا الاطار على ان يترافق بخطة انمائية وتوافق سياسي كامل”.

واضاف الحجيري “في المقابل لا يمكننا فتح ثغرات لتهريب المازوت والبنزين وكل انواع السرقات التي تتم على ارض الواقع والتي تخل بجميع انواع الامن وبعدها  نتحدث عن خطة امنية في منطقة الهرمل او اللبوة او غيرها من المناطق، ونترك البقعة الاكثر تسيبا وتوترا على الحدود”.

النائب بكر الحجيري

إقرأ أيضاً: غياب الدولة في بعلبك الهرمل(1): الأمن في عهدة العشائر !

واكد الحجيري ان “قضية العفو العام يجب ان تتكامل مع الخطة الانمائية والاجتماعية، وهناك جرائم كبيرة مثل جريمة ذبح العسكريين اللبنانيين ليس بالشبهة ولكن بالإثباتات، يجب ان ينال هؤلاء المتورطون عقابهم لأي جهة سياسية وحزبية انتموا، اما فيما يتعلق بتجارة المخدرات والكبتاغون وتشريع زراعتها وتصنيعها في هذا الخصوص لا يمكن اتهام اي شخص بزراعة الحشيشة بدرجة اقل من تسويق الكبتاغون بل يجب الاخذ بكل المخالفات وان يشمل القانون تجريم كل ما يتعلق بالزراعات الممنوعة بطريقة شاملة”.

ولفت الحجيري الى وجود “دويلات اكبر ضمن الدولة واقصد تحديدا من يحتمون بتوجهات سابقة مثل مقولة السلاح زينة الرجال، وايضا مسألة حماية المقدسات الشيعية في تلك المنطقة والتي اقترحها حزب الله في فترة من الزمن ” مشددا على “ضرورة تواجد حزب الله وحركة امل مباشرة على الارض لضمان وضبط عدم الاحتكاك بين الناس بحيث تتولد بعض الثغرات الامنية التي تؤدي الى حالة ارباك امني “.

وختم الحجيري متمنيا على “حزب الله ان يساهم مساهمة فعالة وحقيقية لضبط عمليات التهريب القائمة على الحدود حيث هناك انتشار فعلي له خاصة انه يملك القدرة على ذلك”.

إقرأ أيضاً: غياب الدولة في بعلبك الهرمل(2): جميل السيد يهاجم الأجهزة الأمنية

بعد الاضاءة على اشكالية التهريب والحدود وما يمكن ان تشكله من عائق امام نجاح الخطة الامنية، تواصلت جنوبية مع المحلل السياسي فيصل عبد الساتر للوقوف على رأيه بهذا الشأن، على ان تنشر “جنوبية” في الحلقة الرابعة نص حديثه.

 

السابق
تعميم للمرشحين للتطوع في الجيش بصفة رتباء اختصاصيين
التالي
الحريري يشكر ميركل على الدعم الكبير للبنان: أكّدت لها التزام لبنان بالقرار الدولي 1701