غياب التنمية يُشَرِّع زراعة الحشيشة في البقاع

بالرغم من اعتراض البعض على زراعة الحشيشة وتضامن البعض الآخر مع مزارعي الحشيشة يبدو أن معظم شباب البقاع ساخط على سياسة التهميش والحرمان التي تمارسها الدولة وغياب التخطيط والتنمية خصوصاً في ما يتعلق بالقطاع الزراعي، هذه آراء بعض الشباب في ما يخص زراعة الحشيشة في البقاع

ترفض يارا بليبل (من الهرمل 22عاماً) الاستمرار في زراعة الحشيشة، وترى أن انتشارها أولاً بسبب قلة وجود فرص عمل وثانياً بسبب غياب الانماء عن المنطقة، إذ أن الإنماء يتطلب نواباً يأخذون على عاتقهم مسؤولية الإنماء قولاً وفعلاً، وهذا ما لا وجود له. ثالثاً غياب سياسة الدولة ككل للحماية الزراعية إذ عند وجود منتج محلي يجب وقف استيراد مثيله أو فرض ضرائب إضافية على الاستيراد، وقد تم الحديث منذ فترة عن زراعة بديلة، وهي زراعة الزعفران، لكنها تتطلب عناية واهتمام، والربح فيها غير مؤكد فبقيت مجرد اقتراحات لا غير.

اقرأ أيضاً: شباب الضاحية الجنوبية: ضحايا المخدّرات!

طيش وانحراف
توافقها صفا أيوب (من رياق 23 عاماً) وتضيف: “إن الشباب يعاني من طيش وانحراف بلا وجود الحشيشة فماذا سيحل بهم في حال انتشارها بينهم؟ لماذا لا نتوجه لزراعات أخرى تدعمها الدولة! يرفض ياسر محفوظ (من الهرمل 22 عاماً) زراعة الحشيشة ويعتبرها منافية للقانون، ولكن حتم على الأهالي هذه الزراعة بسبب غياب خطط الدولة في تصريف الإنتاج المحلي البديل، واستبداله بمنتجات أجنبية بأقل الأسعار.

مجلة شؤون جنوبية 165
استعمالات طبية
أما ياسر ناصر الدين (من الهرمل 22 عاماً) فيدعم زراعة الحشيشة لكن بهدف استخدامها في صناعة الأدوية، ما يعود بالفائدة على المجتمع، وضمن أطر قانونية منظمة من قبل الدولة. وتضيف عبير شمص (من اللبوة) أن زراعة الحشيشة في سهل البقاع لم تأت من فراغ، لا لأن البقاعيين قرروا العصيان، بل لأن ظروف الحياة القاسية، والحرمان المزمن دفعهم لأن يسلكوا هذا الطريق، فمن جهة تهمل الدولة البقاع كمنطقة زراعية ومن جهة أخرى تستبعد الدولة أبناء البقاع من وظائفها ومؤسساتها مما أدى لانعدام فرص العمل. يجدر بالدولة العمل في اتجاهين الأول إيجاد البديل الجدي الذي من شأنه تأمين معيشة لائقة للبقاعيين، والثاني هو العمل على تشريع زراعة الحشيشة وتصديرها للاستخدام الطبي. يطالب مصطفى غصن (من شمسطار 20 عاماً) بتشريع الحشيشة من قبل الدولة واعتبارها كأي زراعة اخرى وتقوم الدولة بأخذ المحصول وتصديره للخارج أو تقوم باستخدامه لأغراض طبية بعيداً عن بيعها في لبنان. أما زينب كنعان (من دوريس 24عاماً) ترى أن زراعة الحشيشة أمر طبيعي، أما ما هو غير طبيعي فإنه سياسة دولتنا. فبالإضافة إلى الحرمان والفقر الذين تعاني منهما منطقة بعلبك هناك غياب الخطط والتنمية. تتابع ريم عساف (من بوداي 21 عاماً) أن لم يزرع أبناء المنطقة الحشيشة يموتون جوعاً بدون مبالغة بسبب غياب فرص العمل البديلة فكل من يزرع هدفه تعليم أولاده وتأمين لهم حياة كريمة، وبرأيها لو لم يزرع الناس الحشيشة لرأيتهم يسعون وراء السرقة والسطو، وتضيف: في ضيعتي هناك مزارع حشيشة يخصص من ماله مساعدات للتدفئة شتاءاً ومساعدات غذائية للفقراء.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 165 خريف 2017)

السابق
«إسرائيل» و12 دولة عربية وإسلامية لمواجهة طهران وحلفائها
التالي
ريفي: أنتم من سلّمتم لبنان للوصاية الإيرانية