القانون النسبي: انحسار كتل كبيرة وتمدّد كتل مستفيدة!

الانتخابات النيابية
أي من الأحزاب السياسية سوف تكون حظوظها مرتفعة وفقا للقانون النسبي من حيث إكتساب مقاعد نيابية جديدة ومن سيتقلص حجم تمثيلها في المجلس النيابي؟

يمكن القول أن العدّة الإنتخابية إكتملت مع تشكيل اللوائح وتسجيلها، بحيث إنتهت المرحلة الأولى التي تستبق مرحلة المعركة الإنتخابية ‏في 6 أيّار المقبل.

وفيما أنجز مرحلة تأليف اللوائح الانتخابية وتسجيلها رسميا وما يتضمنها من صوغ وحبك تحالفات بين الأحزب والقوى السياسية أزيح الغموض عن السباق الإنتخابي ومن سوف يكون الحلقة الأضعف وفقا للقانون النسبي ومن بالتالي سوف يكون الحلقة الأقوى.

اقرأ أيضاً: يحيى شمص: نترشّح مقابل «الثنائية الشيعية» ونراهن على وعي الناخب البقاعي

وبإنتظار 6 أيار اليوم المنتظر وما ستثبته صناديق الإقتراع يبقى الشي الوحيد المؤكّد أنه من إسم القانون الجديد “النسبي” سيؤمن لكل كتلة انتخابية ان كانت طائفية أو سياسية التمثيل بحسب حجمها الانتخابي. فإذا كانت تشكل الكتلة على 30% من الأصوات تحظى بـ 30% من المقاعد وهو ما يميز هذا القانون عن النظام الأكثري. وبالتالي من المرجح أن نرى وجوها جديدة في المجلس النيابي ونودع وجوه أخرىز

لكن أي من الأحزاب والقوى السياسية كتلته النيابية سوف تتقلص وايا منها سوف تتوسّعو بالتالي يكون القانون الجديد لصالحها؟

أغلب الإحصاءات تداولا منذ تاريخ التوافق حول القانون الانتخابي جديد تتوقع أن تنحسر كتلة تيار المستقبل النيابية وأن يخسر عدّة مقاعد في بيروت على أن تزداد حصة القوات اللبنانية مقابل خسارة “حزب الله” مقعدين إلى ثلاثة مقاعد في دائرة بعلبك – الهرمل على أن يتثنى له إيصال حلفائه إلى المجلس النيابي كأسامة سعد وإبراهيم عازار وغيرهم.

هذا ويرى البعض أن خسارة التيار الأزرق قد تكون اربع مقاعد خصوصا أنه من المتوقع أن يخسر مقاعد مسيحية نظرا للقانون النسبي على أساس 15 دائرة الذي امّن التمثيل الطائفي الصحيح وبالتالي لا يستطيع التيار أن يحظى بمقاعد مسيحية ضمن لائحته. عدا عن ظهور منافسين كثر للائحة الزرقاء في عدّة دوائر مع إتساع حجم الإعتراض دخل البيئة السنية.

فيما من المتوقع أيضا أن يستطيع التيار الوطني الحرّ الذي وسّع إطار تحالفاته في مختلف الدوائر فمن تحالفه مع الثنائي الشيعي حركة أمل – حزب الله إلى تيار المستقبل إلى جانب الجماعة الإسلامية والقوات اللبنانية في دائرة واحدة والكتائب الحفاظ على حصة نيابية وازنة . ‏ اما القوات اللبنانية فسوف تزيد حصتها النيابية مقعدين من 8 مقاعد الى 10 .

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير الإنتخابي ربيع الهبر الذي أكّد أن كل هذه الإحصاءات والأرقام التقريبية غير دقيقة نظرا لكون اللوائح إكتملت أمس وكذلك التحالفات حسمت. وبالتالي من المبكر الحديث عن أية إحصاءات”. مشيرا إلى أنه “في الفترة الأخيرة توقفت كل الإحصاءات خصوصا مع تغير التحالفات وتشكيل إئتلافاءت جديدة وفك تحالفات قديمة”. فعلى سبيل المثال تحالف مع المستقبل والجماعة الإسلامية وغيرها ما أدى إلى خلط جميع الأوراق”.

ولفت الهبر إلى أن “هذا القانون مختلف عن القانون الأكثري إذ لديه بروتوكول معين والعمليات الحسابية والإحصاءات مركبة وغير بسيطة”.

وكان قد شرح الخبير الإنتخابي محمد شمس الدين لـ “جنوبية” “أن المتضررين على الأغلب هم زعيم المختارة والرئيس سعد الحريري والقوات”.

وعن السبب يقول شمس الدين أن “المناطق التي تشكل النفوذ القوي لجنبلاط في دائرتي الشوف وعاليه يستحوذ فيها في الاستحقاق النيابي على نسبة الـ 100%، أما في حال تم اعتماد النسبية فهو يحصل بذلك على نسبة الـ 60% وهو بذلك ينال حصته من التمثيل الحقيقي. وبالتالي سيخسر 40% من الاصوات التي ستكون لصالح قوة أخرى ستشاركه في مناطق نفوذه”. مشيرا إلى أنه “بذلك سيكون جنبلاط حكما خاسرا في عاليه (5 نواب) والشوف (نائبان) حيث كان يستحوذ على المقاعد النيابية جميعها بينما بالنسبي ستشاركه قوى أخرى بها”.

اقرأ أيضاً: تعدّد اللوائح تشتت الأصوات المعارضة مقابل لوائح السلطة

كما رأى شمس الدين أنه “في ظل الاصطفاف القوي واستحواذ امل وحزب الله على نسبة 90% من أصوات الطائفة الشيعية فهم بالتالي ينالون نسبة الـ 100%”. وتابع “حجم الثنائي القوي يجعلهم يخسرون فقط 10% وبالتالي الخسارة ليست بحجم خسارة غيره من الأحزاب والأقطاب السياسية”.

وأشار أن “صحيح أن الثنائي سيخسران 10% إلا أنهم سيربحوا بأماكن أخرى كما أن حلفائهم سينالون مقاعد لهم وبالتالي سيربحوا في دوائر أخرى وسيتعزز وجودهم في البقاع الغربي، زحلة وعكار وبيروت”.

السابق
الإرهاب يهدد الإسلام في أوروبا
التالي
تفاعل الحملة ضد الفساد في «الضمان» والمرشح عليق يرد: لن يوقفنا التهويل والترهيب