معبد باخوس منبر لترشيحات حزب الله الانتخابية… فهل أصبح شفيع المقاومة؟!

الانتخابات بعلبك
أطلق "حزب الله" أمس لائحته "امل ووفاء" في دائرة بعلبك - الهرمل من قلعة بعلبك ضاربا بعرض الحائط القوانين المرعية الإجراء التي لا تجيز تحويل الأماكن العامة منابر إنتخابية.

بين أعمدة هيكل “جوبيتر” وعلى مدرج معبد باخوس في قلعة بعلبك، ولدت لائحة “حزب الله” وحلفائه رسميا في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك – الهرمل)، في مخالفة واضحة وصريحة للمادة 71 من القانون الإنتخابي التي لا تجيز “استخدام المرافق العامة والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة ..لأجل إقامة المهرجانات واللقاءات الانتخابية، أو القيام بإلصاق الصور وبالدعاية الانتخابية”. إستخدم “حزب الله” في حملته الإنتخابية والتسويق للائحته، قلعة بعلبك الأثرية التي لها مكانتها ورمزيتها لدى اللبنانيين جميعا وليس لدى أهالي المنطقة فقط.

إذا ليس عبثًا إختيار “حزب الله” لهذا المعلم التاريخي والأثري في حملته الإنتخابية لإعلان لائحته “الأمل والوفاء”، فلربما حماوة المعركة الإنتخابية في هذه الدائرة ومدى القلق الذي ينتاب “حزب الله” والذي ترجم بقيادة الأمين العام لـ “حزب الله” الحملة الإنتخابية عبر شد عصب أنصاره وتوزيع تهم العمالة بالجملة على المرشحين المستقلين والمعارضين، دفع بهم إستخدام القلعة التي هي ملك عام بهدف إظهار أنهم الأكثر تمثيلا لبعلبك ورمزيتها ، علّها ترفع تهمة الإهمال والحرمان عن نوابهم الذين لا يتذكرون المنطقة سوى في المواسم الإنتخابية.

اقرأ أيضاً: اربع لوائح في البقاع واجتماع حاسم مرتقب بين المستقبل والقوات

فالمؤكد أن “حزب الله” شعر بمدى خطورة المرحلة فليس سهلا عليه أن تخرق لائحته في بعلبك – الهرمل خزان المقاومة والشهداء التي عانت الأمرين من الحرمان وإهمال نوابها. فحوّل معبد باخوس منبرا انتخابيا، عسى ان يشفع له اله الخمر واللذة عند جمهوره المقاوم.

لكن المفارقة أن التذاكي على مشاعر الناس وحرف الأنظار عن الإهمال والفقر، واستخدام رموز المنطقة بطلت “موضته”، وقد أثبت “حزب الله” أنّه بعيدا ليس فقط إنمائيا عن منطقة بعلبك – الهرمل إنما أيضا ثقافيا. حيث إختير لإعلان أسماء اللائحة معبد الإله الروماني باخوس، وهو الإله الشاب والوسيم، المعروف بأنه إله الخمر. وهذا الهيكل الصغير كان مخصصاً لإقامة بعض الشعائر، وكانت هذه الشعائر والعبادات تتمحور حول إله بعلبك الشاب “اله الخمر” الذي كان يُشرف على نمو النبات والقطعان لتبجيله. وكانت هذه الشعائر تتضمن في ما تتضمن تناول بعض المخدرات، كالخمرة والأفيون، لتمكين المؤمنين من بلوغ النشوة المقدسة.

الانتخابات النيابية

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع المرشح المعارض عن دائرة بعلبك – الهرمل الدكتور علي زعيتر الذي رأى أن خرق القوانين في لبنان أمرا طبيعيا ولا شيء يدعو للإستغراب مشيرا إلى أن ملايين الدولارات تدفع لتمويل الحملات الإنتخابية والدولة غائبة”.

كما أكّد أن “هذا الأمر ثانوي وشكلي ولن يفيدهم ، نظرا لحجم النقمة العامة على “حزب الله” إذ أن الأكثرية من أهالي المنطقة يعبرون عن غضبهم وإستيئاهم من سياسة الثنائي في المنطقة. لافتا إلى أنه حتى كلام السيد نصرالله أصبح عرضة للنقد خصوصا عندما إتهم المرشحين المستقلين والمعارضين بأنهم مدعومين من النصرة وداعش وهناك القلة من الذين يدافعون عن كلام نصرالله وكذلك عن خطاب حزب الله الإنتخابية”.

اقرأ أيضاً: اتفاق معراب يترنّح انتخابيا بين العونيين والقوات…فهل يسقط؟‎

هذا وشدّد زعيتر على أن أهالي بعلبك الهرمل أحرار ولهم تاريخهم، أما حزب الله فهو من الناس وليس العكس، والوفاء يجب أن يكون لناس ولأهل المقاومة “. متسائلا “هل يكون الوفاء للمقاومة عبر ترشيح نواب الأغلبية منهم أهملوا المنطقة وإستفادوا على حساب الناس بطريقة سيئة”.

وفيما يتعلّق بإعلان اللائحة المعارضة أشار إلى أنه في الأيام القليلة المقبلة سيتمّ إعلان لائحة رئيس مجلس النواب الأسبق حسين الحسيني”. مشيرا إلى أن هناك 3 لوائح وواحدة غير مكتملة.

وفي الختام، تمنى زعيتر على الدولة اللبنانية أن تشرف على تنفيذ قوانينها في المنطقة، مع العلم أن “حزب الله” يطالب الدولة بتنفيذ القوانين إلا أنه هومن لا يسمح لها بتطبيقها. مشددا على أنه ” نحن نريد دولة مدنية، نريد التخلّص من العشائرية الحزبية والطائفية. نريد أن تحكم الدولة اللبنانية الجميع وأن تساوي بين الجميع”.

السابق
لائحة «كلنا بيروت»: تمويلنا ذاتي…وهناك من حاول رشوتنا للانسحاب
التالي
تلفزيون الدولة وقع في فخ «حرزان»: نقل مباشر يطيح بحياده